"داعش".. النشأة والتطور

24 مارس 2015
+ الخط -
بعد الاحتلال الأميركي للعراق في 2003، تشكلت عدة فصائل من المقاومة، منها الوطنية والإسلامية. وكان بروز المقاومة الإسلامية هو الأكثر، لما كان يمر العراق به من ظروف طائفية ومذهبية، فانزوت كل طائفة لمرجعيتها، وتوغلت إيران في العراق تحت ادعاء حماية الشيعة.
 أميركا مع الأكراد، كونهم حلفاء استراتيجيين، ﻻ يمكن اﻻستغناء عنهم. وتُرك السنة بين نار أميركا وإيران. تشكلت عدة فصائل، أبرزها جماعة التوحيد والجهاد التي أسسها أبومصعب الزرقاوي، وكانت من أبرز الجماعات الجهادية في العراق، وبعد مبايعة أبومصعب الزرقاوي أسامة بن ﻻدن، تشكّل ما يعرف بتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الذي ظل يقاتل في العراق بمفرده فترة وجيزة، بمعزل عن باقي الفصائل، ﻻختلافات عقائدية وأيدولوجية. حتى انضمت جماعة أنصار الإسلام، وغيرها من الفصائل الجهادية، إلى جماعة تنظيم القاعدة، ليشكلوا بعدها مجلس شورى المجاهدين. وبعد مقتل الزرقاوي، تولى قيادة التنظيم أبوحمزة المهاجر. ولكن، بدأت اﻻنشقاقات والخلافات تظهر بين جماعة التنظيم والفصائل العراقية الأخرى. فتم بعد هذه الخلافات، التي وصلت إلى حد اﻻغتياﻻت بين جماعة التنظيم والفصائل الأخرى، اجتماع بين قادة التنظيم وبعض قادة المقاومة. ثم عقد حلف سمي "حلف المطيبين"، وانبثق من رحم هذا الحلف ما يعرف بدولة العراق الإسلامية.
اختلفت أسباب تسمية التنظيم بدولة العراق الإسلامية، فتحدث أحد مسؤولي تنظيم الدولة، أبوسعيد البدراني، عن سبب هذه التسمية، قائلاً "عندما أعلنا هذه التسمية، لم تكن لدينا مقومات الدولة، وكان من السابق لأوانه إعلان دولة العراق الإسلامية. لكن، وردتنا معلومات استخباراتية عن قيام ما يسمى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، بزعامة عبدالعزيز الحكيم، وإدراج العراق تحت حكم وﻻية الفقيه، وتسميته الجمهورية الإسلامية العراقية. فقررنا تعطيل هذا المشروع، وأعلنا قيام دولة العراق الإسلامية".
 ضُيق الخناق على التنظيم، خصوصا بعد تشكيل ما يعرف بالصحوات، بقيادة عبدالستار أبوريشة الذي قاتل تنظيم الدولة في الأنبار، فانخفضت وتيرة الهجمات على القوات الأميركية والعراقية، بعد تشكيل الصحوات. وسرعان ما توارت فصائل كثيرة عن الأنظار، ومنها من دخل في العملية السياسية، ومنها من ترك العمل، فبقي تنظيم الدولة يكاد يكون الناشط الأبرز في الساحة، فبدأ التنظيم يعتمد على العمل والتنسيق اﻻستخباراتي، حيث استخدم طريقتين في القتال، وهما: السيارات المفخخة، واﻻغتيالات بالأسلحة الكاتمة للصوت. ولكن، ظل هذا العمل محصوراً، ولم يمكن تنظيم الدولة الاسلامية من القيام والنهوض العلني.

ولعل أبرز ما ميز تنظيم الدولة عن القاعدة الأم طريقة القتال، فتنظيم الدولة قام بسياسة مسك الأرض، والتمكين في قتاله. بعكس تنظيم القاعدة الذي يتبع سياسة (اضرب واهرب) التي لم تمكن تنظيم القاعدة يوماً بإعلان إمارة في أي مكان. ولكن، كانت مشكلة تنظيم الدولة هي الدعم المادي. فكان تنظيم القاعدة، منذ دخوله العراق، يمول نفسه عن طريق منظمات خارجية ومنظمات خيرية، حيث كانت تأتيه الأموال إلى داخل العراق، عن طريق هذه المنظمات. وفي ظل تنامي هذا التنظيم، وتشكيل ما يعرف بدولة العراق الإسلامية، اتسعت رقعة هذا التنظيم، ولكن، جفت منابع التمويل الخارجي، ما جعله يبحث عن مصادر تمويل أخرى، حيث فرض التنظيم رسوماً على بضائع التجار القادمة إلى العراق، كما فرض ضرائب شهرية على أصحاب المحال التجارية في الموصل، فضلاً عن مساعدات تأتيه من مؤيدين لفكر التنظيم. وأخذ أموالا طائلة من شبكات الاتصالات، واستقطاع نسبة 10% من قيمة العقد الذي تعقده الحكومة العراقية مع المقاولين، لإنشاء المباني والجسور وغيرها.
ولعل أبرز مصدر لتمويل التنظيم هو النفط، فقد بدأ التنظيم يبيع النفط منذ 2012، حيث سيطر على بعض آبار وأنابيب ضخ النفط الواقعة جنوب غرب الموصل، ومنذ ذلك الوقت بدأ يبيع النفط. وتكفي هذه المصادر لتمويل التنظيم، وجعله جيشاً قوياً وقادراً على شراء الأسلحة والدروع، ودفع رواتب جنوده.
F52B9FB4-DCE3-43FB-A33B-C79E87C91992
F52B9FB4-DCE3-43FB-A33B-C79E87C91992
عمر الجبوري (العراق)
عمر الجبوري (العراق)