13 نوفمبر 2024
علاء الثورة وأسواني الثورة المضادة
يقول علاء الأسواني 2019 "لم ننس أن الانتخابات التي أتت بمرسي للرئاسة أحاطت بها شكوك قوية، لأن الإخوان كعادتهم اشتروا أصوات الفقراء، ومنعوا القرى ذات الأغلبية القبطية من التصويت، بالإضافة إلى واقعة تزوير البطاقات الانتخابية في المطابع الأميرية".
هذا ما يعلنه، بعد أن حكّ ذاكرته، وهو يسرد بخيال روائي بائس قصة ذهابه للقاء الرئيس مرسي في قصر الاتحادية، والذي خرج منه، كما لاحظت في المقال السابق، بأن هذا الرجل لا يمكن أن يكون رئيسًا.
حسنًا، الأسواني يقطع بأنه في بداية يوليو/ تموز 2012 توصل إلى أن مرسي ليس رئيسًا، لكن المفارقة أن الأسواني نفسه، وبعد 13 يومًا من هذا التاريخ يتحدّث فرحًا بجسارة الرئيس، ويعلن في حوار تلفزيوني، ثم في مقال منشور بعدها بأسابيع في "المصري اليوم" أن الرجل يواجه الدولة العميقة ببسالة، ويحارب بشجاعة ضد قوى الثورة المضادة، ممثلة في النظام القديم.
الأسواني ظهر مع الإعلامي محمود سعد في قناة النهار بعد 13 يومًا من انتخاب الرئيس مرسي، ليتحدث كالتالي: تقديري نطام مبارك الموجود حالياً كان يتوقع نظاماً آخر، فجاءه نظام غير مرغوب فيه. ويكمل "وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع قرار الدكتور محمد مرسي بإلغاء قرار المشير طنطاوي (الذي أيده) شفنا كيف أن نظامًا كاملًا يشتغل بتناغم قوي جدًا لزرع صورة سلبية جدًا عن هذا الرئيس". وينتقد بأسى الحملة المسعورة على الرئيس، فيضيف "قبل ما يعمل القرار ده، وبعد أن أدى القسم بيومين فقط الجرايد طالعة تقول الرئيس العاجز، العاجز إزاي اذا كان لسة ما ابتداش (يقاطعه المذيع لغاية النهاده ما بقلناش تلاتاشر يوم)، فيرد علاء بالضبط، وأنا أشرف بأني من الأصوات القليلة اللي بدأنا نكتب ضد مبارك مباشرة بس عمرنا مثلاً ما قلنا إن مبارك الطرطور، دلوقتي يطلع جرنال في مصر يقول يجيب صورة رئيس منتخب ويقول الطرطور ده.. كده عيب، ويسيء لي أنا وللشعب اللي انتخبه، وبعدين هو الراجل لسة عمل حاجة".
ثم يواصل الأسواني، جازمًا "اللي أنا شايفه إن هناك حملة جبارة جدا ذكرتني بأوكسترا من 160 عازف وهذا يذكرني بحصار غزة.. لو تذكر حضرتك لمّا حسني مبارك عمل مجاملة لإسرائيل بإغلاق معابر كي يساعد إسرائيل في التنكيل بإخواننا في غزة، كنت تفتح أي جورنال تفتح أي قناة تلاقي نفس الكلام، أنا أعتقد أن هناك إعداد لخطة لتشويه هذا الرجل الذي لم يبدأ".
ثم يضرب الأسواني مثلًا على مخطط الإفشال، فيقول "مستشارة مقربة جداً من المجلس العسكري (يقصد تهاني الجبالي) قالت لازم أول ما يكتب الدستور يستقيل، مع أن ده ليس المفروض أبدًا". ثم يشرح "النظام الديمقراطي معناه سيادة الشعب، وسيادة الشعب معناها أن الهيئات المنتخبة أعلى مائة درجة من أي هيئة معينة.. هل تعلم أن مصر موقعة على اتفاقيات أنه لا يجوز حل هيئة منتخبة بدون الرجوع للناخبين شوف احترام المواطن ازاي؟
بعد ذلك بشهر، وفي 13 أغسطس/ آب 2012، يكتب الأسواني تحت عنوان "فرحة صادقة ومخاوف مشروعة" ما يلي: "إذا كنت شاركت في الثورة المصرية أو دعمتها، أو حتى تفهمت أسبابها، فلاشك أن قرارات الرئيس مرسي الأخيرة قد أسعدتك. بالرغم من كل محاولات النظام القديم لإجهاض الثورة، فإن الشعب استطاع أن يفرض رئيسا مدنيا منتخبا لأول مرة منذ ستين عاما، واستطاع هذا الرئيس المنتخب أن يحقق مطلبا أساسيا للثورة، وهو إسقاط حكم العسكر.. بإقالة المشير طنطاوي والفريق عنان، وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، يتحول الدكتور مرسي فعلا إلى رئيس منتخب يمتلك كل الصلاحيات اللازمة لإقامة الجمهورية الثانية في مصر.. بإمكان الرئيس مرسي الآن أن يبدأ بناء الدولة الديمقراطية التي استشهد وأصيب آلاف المصريين وهم يحلمون برؤيتها.. قرارات الرئيس مرسي جلبت الفرحة لكل من رأيتهم، لكن هذه الفرحة لم تكن صافية وإنما شابتها مخاوف".
على أنه لم تمض أسابيع على هذا الكلام الفخيم، حتى كان علاء الأسواني جنديًا في صفوف الثورة المضادة، يحارب تحت رايات أحمد الزند، رئيس نادي القضاة الذي استنجد بالرئيس الأميركي للتدخل لعزل الرئيس مرسي، ويحضر الأسواني في المؤتمر الشهير بنادي القضاة، جنبًا إلى جنب المستشارة إياها (المقرّبة من المجلس العسكري) وتوفيق عكاشة ومرتضى منصور، وكل رموز الدولة العميقة (المستعصية بتعبيره "ثم يظهر على شاشة" الجزيرة مباشر مصر" ليشن حملة متطرّفة في عكاشيتها على الرئيس الإخواني الدكتاتور الذي كان قبل ذلك يدفعه دفعًا لانتزاع صلاحياته كاملة من براثن دولة مبارك، التي تحاصره كما حوصرت غزة.
.. وللحديث بقية.
هذا ما يعلنه، بعد أن حكّ ذاكرته، وهو يسرد بخيال روائي بائس قصة ذهابه للقاء الرئيس مرسي في قصر الاتحادية، والذي خرج منه، كما لاحظت في المقال السابق، بأن هذا الرجل لا يمكن أن يكون رئيسًا.
حسنًا، الأسواني يقطع بأنه في بداية يوليو/ تموز 2012 توصل إلى أن مرسي ليس رئيسًا، لكن المفارقة أن الأسواني نفسه، وبعد 13 يومًا من هذا التاريخ يتحدّث فرحًا بجسارة الرئيس، ويعلن في حوار تلفزيوني، ثم في مقال منشور بعدها بأسابيع في "المصري اليوم" أن الرجل يواجه الدولة العميقة ببسالة، ويحارب بشجاعة ضد قوى الثورة المضادة، ممثلة في النظام القديم.
الأسواني ظهر مع الإعلامي محمود سعد في قناة النهار بعد 13 يومًا من انتخاب الرئيس مرسي، ليتحدث كالتالي: تقديري نطام مبارك الموجود حالياً كان يتوقع نظاماً آخر، فجاءه نظام غير مرغوب فيه. ويكمل "وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع قرار الدكتور محمد مرسي بإلغاء قرار المشير طنطاوي (الذي أيده) شفنا كيف أن نظامًا كاملًا يشتغل بتناغم قوي جدًا لزرع صورة سلبية جدًا عن هذا الرئيس". وينتقد بأسى الحملة المسعورة على الرئيس، فيضيف "قبل ما يعمل القرار ده، وبعد أن أدى القسم بيومين فقط الجرايد طالعة تقول الرئيس العاجز، العاجز إزاي اذا كان لسة ما ابتداش (يقاطعه المذيع لغاية النهاده ما بقلناش تلاتاشر يوم)، فيرد علاء بالضبط، وأنا أشرف بأني من الأصوات القليلة اللي بدأنا نكتب ضد مبارك مباشرة بس عمرنا مثلاً ما قلنا إن مبارك الطرطور، دلوقتي يطلع جرنال في مصر يقول يجيب صورة رئيس منتخب ويقول الطرطور ده.. كده عيب، ويسيء لي أنا وللشعب اللي انتخبه، وبعدين هو الراجل لسة عمل حاجة".
ثم يواصل الأسواني، جازمًا "اللي أنا شايفه إن هناك حملة جبارة جدا ذكرتني بأوكسترا من 160 عازف وهذا يذكرني بحصار غزة.. لو تذكر حضرتك لمّا حسني مبارك عمل مجاملة لإسرائيل بإغلاق معابر كي يساعد إسرائيل في التنكيل بإخواننا في غزة، كنت تفتح أي جورنال تفتح أي قناة تلاقي نفس الكلام، أنا أعتقد أن هناك إعداد لخطة لتشويه هذا الرجل الذي لم يبدأ".
ثم يضرب الأسواني مثلًا على مخطط الإفشال، فيقول "مستشارة مقربة جداً من المجلس العسكري (يقصد تهاني الجبالي) قالت لازم أول ما يكتب الدستور يستقيل، مع أن ده ليس المفروض أبدًا". ثم يشرح "النظام الديمقراطي معناه سيادة الشعب، وسيادة الشعب معناها أن الهيئات المنتخبة أعلى مائة درجة من أي هيئة معينة.. هل تعلم أن مصر موقعة على اتفاقيات أنه لا يجوز حل هيئة منتخبة بدون الرجوع للناخبين شوف احترام المواطن ازاي؟
بعد ذلك بشهر، وفي 13 أغسطس/ آب 2012، يكتب الأسواني تحت عنوان "فرحة صادقة ومخاوف مشروعة" ما يلي: "إذا كنت شاركت في الثورة المصرية أو دعمتها، أو حتى تفهمت أسبابها، فلاشك أن قرارات الرئيس مرسي الأخيرة قد أسعدتك. بالرغم من كل محاولات النظام القديم لإجهاض الثورة، فإن الشعب استطاع أن يفرض رئيسا مدنيا منتخبا لأول مرة منذ ستين عاما، واستطاع هذا الرئيس المنتخب أن يحقق مطلبا أساسيا للثورة، وهو إسقاط حكم العسكر.. بإقالة المشير طنطاوي والفريق عنان، وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، يتحول الدكتور مرسي فعلا إلى رئيس منتخب يمتلك كل الصلاحيات اللازمة لإقامة الجمهورية الثانية في مصر.. بإمكان الرئيس مرسي الآن أن يبدأ بناء الدولة الديمقراطية التي استشهد وأصيب آلاف المصريين وهم يحلمون برؤيتها.. قرارات الرئيس مرسي جلبت الفرحة لكل من رأيتهم، لكن هذه الفرحة لم تكن صافية وإنما شابتها مخاوف".
على أنه لم تمض أسابيع على هذا الكلام الفخيم، حتى كان علاء الأسواني جنديًا في صفوف الثورة المضادة، يحارب تحت رايات أحمد الزند، رئيس نادي القضاة الذي استنجد بالرئيس الأميركي للتدخل لعزل الرئيس مرسي، ويحضر الأسواني في المؤتمر الشهير بنادي القضاة، جنبًا إلى جنب المستشارة إياها (المقرّبة من المجلس العسكري) وتوفيق عكاشة ومرتضى منصور، وكل رموز الدولة العميقة (المستعصية بتعبيره "ثم يظهر على شاشة" الجزيرة مباشر مصر" ليشن حملة متطرّفة في عكاشيتها على الرئيس الإخواني الدكتاتور الذي كان قبل ذلك يدفعه دفعًا لانتزاع صلاحياته كاملة من براثن دولة مبارك، التي تحاصره كما حوصرت غزة.
.. وللحديث بقية.