شيرين... الصيد السهل دائماً

18 يوليو 2024
+ الخط -

سوف يستمرّ معنا طويلاً مسلسل المغنية شيرين مع طليقها حسام، حتى نقضي على مشكلة الدولار ويصير من الماضى تماماً، فهو مسلسل مرتفع التكلفة مثل الاختيار 4 و5 و6، إلى ما لا نهاية، والنهر يصبّ كما يقال في البحر والبحرُ ليس بملآن.

وسواء حلقت شعرها مثل كيلوباترا، أو أحدث لها طليقُها حسام جُرحاً قطعياً، وأخذ دولاراتها من الحقيبة، ولا مانع أيضاً من أن يضيف حسام إلى ممتلكاته الخاصة "الموبايل" الخاص بها، فالرجل مجروح بالطلاق. وفي زمن الأهوال، اخطف من حقيبة طليقتك "موبايلاً"، وحاول أن تبيعه من خلال وسيط حتى في "سوق الجمعة"، وربّنا يرزقه بذلك المحامي الشاطرالذي سيُخرجه من القضيّة كالشعرة من العجين. أما لو وصل الموضوع إلى النيابة، فحينئذ قد يجري الصلح غالباً، وتعود شيرين ثانية إلى الإستديو، وربنا يرزق، من بعدها، طليقها حسام بحفلة غنائية بالرياض، وهذا يتمّ بكرم الله لو كانت والدة حسام تحبّه. وتدخّل تركي آل الشيخ، وسافر حسام إلى حفل الرياض مباشرة من سراى النيابة، وبالطبع، يحتاج الأمر إلى جهود مكتب العلامة الدستوري والقانوني، مرتضى منصور، باعتبار الأمر برمته مشكلات عادية تحدُث بعد الطلاق، وما الحفل سوى عمل مجتمعي علاجي نفسي، يحسّ بها الطليق المجروح من دخله بعد الحفل. ويا حبذا لو حفل آخر للطليق في الإمارات، وبالطبع البحرين أيضاً، وهكذا نحاول أن نلملم في عثرات أهل الفن ومشكلاتهم الزوجية أولاً بأول، قبل أن يخرب الكون، وخاصة أن الغناء لشعب مسكين قلّ. يحتاج الغناء كما يحتاج المرء للدواء و"الهدمة"، ورغيف العيش. أما لو تفاقم الموضوع أكثر من ذلك، فغالباً سوف تتدخّل النقابة كما حدث وتدخّلت في موضوع المطرب حمو بيكا وكسّر مقاعد النقابة. ولكن من الواضح أنه ليس للطليق حسام تلك القدرات التي للمطرب حمو بيكا.

وقد يتطوّع تركي آل الشيخ ويمنح المطربة شيرين عبد الوهاب الجنسية، وبذلك تتحوّل المطربة شيرين إلى دولة ذات سيادة في استديوهاتها وحفلاتها، ويستريح الشعب أيضاً من تلك المشاكل، كما استراح منها بعد التعويم، ونام سعيداً وانتهت مشاكلنا، إلا أن هناك مجموعة من المشكلات المتعلقة بأهل الفن، وتشبه، إلى حد كبير، مشكلة شيرين، كمشكلة سعد الصغير مع طليقته، والتي تنتظره أمام كازينوهات الهرم ليلاً بسيارتها الدبابة، هي وأخواتها ومعها "ماء النار". وسعد، بالطبع، ليس من هواة المشاكل، فهو العابد في مسجده، والذى ابتناه من حرّ عرقه وماله من أجل السيدة والدته. وفي حينها، أخذ موضوع المسجد سجالاً طويلاً ما بين الفقهاء وأهل الحديث.

الغريب أن شيرين حقل تجارب سهل ومطواع لكل مثل تلك المشاكل التي تثير خلفها زوبعة تستمر أياماً أو أسابيع، وتصل أحياناً إلى المحاكم لأمر بسيط وتافه ينتهي بالصلح على برّاد شاي، مثل مشكلتها التي استمرّت سنة تقريباً في المحاكم بسبب مضحك، أن جهاز تكييفها بسكنها "ينقّط على بلكونة الممثل شريف منير وتكييفه". وتدخل أهل الخير بسبب ذلك لعقد "قعدة عرب" ما بين الممثل والمطربة كي تصلح تكييفها. ولكن واضح أن المطربة كانت تمرّ بضائقة مالية عسيرة، ما جعل جهاز تكييفها يستمرّ في إنزال المياه في بلكونة الممثل وفوق تكييفه، ما جعل الممثل يتجه إلى ساحات القضاء لهذا الأمر الجلل. وفي النهاية حكم القضاء في صالح شريف منير الذي تنازل عن عقابها في مقابل اعتذار شيرين له.

حتى دخلت شيرين إلى قلب الهستريا، وحلقت شعرها "زيرو"، وذهبت رأسا إلى حفل في الإمارات. والغريب أن ابنة الممثل شريف منير، "واضح بحكم آثار القضيّة القديمة مع شيرين"، لاحظت بحسّها الأنثوي أن شيرين، بحلقتها الزيرو، "ركبت التريند"، فحلقت هي الأخرى مثلها. وما زال السباق على أهبته لركوب "التريند"، حتى كانت علقة حسام لشيرين، والتي استمرّت ساعة، كما يقول المراقبون للحدث، فالعملية أطول من كفٍّ هنا أو هناك لأهل الفن، فهي ليست "ككفّ" الهضبة لذلك الصعيدي الذي لم يحالفه الحظ في ردّه، وليس ككفّ محمد رمضان، والذي استطاع المضروب ردّه بسرعة، ونحن في سباق سرعات وكرامات، وخاصة حينما يتدخّل الإخوة الصعايدة في موضوع ردّ الكف، إلا أن الموضوع كله بات في الماضي، خصوصاً ونحن على أعتاب الملء الخامس لسدّ النهضة.

720CD981-79E7-4B4F-BF12-57B05DEFBBB6
عبد الحكيم حيدر

كاتب وروائي مصري