09 نوفمبر 2024
"العربي الجديد" سنة رابعة
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
نحتفل اليوم في "العربي الجديد" بوضع أقدامنا على عتبة العام الرابع. وكما جرت العادة، في كل سنة، فإننا نقف في هذا اليوم كي نُجري مراجعة للسنوات السابقة، في الوقت الذي نفتح فيه نافذة نحو المستقبل، بكل ما يحمله من آمال وطموحات وتحديات.
"العربي الجديد" كل يوم جديد، كان واحداً من الشعارات التي رفعناها منذ البداية، وكنا نعني هذا التحدّي، ونفهمه تميزاً واختلافاً وإضافةً، وقد أدركنا أن ذلك لا يمكن أن يتحقق من دون العمل تحت سقف ثلاثة ثوابت؛ المصداقية السياسية والمهنية العالية والإيمان بالحرية.
تميّز "العربي الجديد" في الشكل والمضمون، حين خاض تجربة جديدة لم تسبقه إليها أيٌ من وسائل الإعلام في العالم العربي، من خلال العمل على خطين متوازيين؛ موقعٍ إلكتروني وصحيفة ورقية، وفق فهم واضح للحدود، ولما هو مشترك بين الموقع والصحيفة. ونستطيع اليوم، بعد ثلاث سنوات من التجربة الخاصة والفريدة، أن نقول إننا نجحنا في رهاننا على شقّ هذا الطريق، وبات لدينا موقع إلكتروني يعمل على مدار الوقت، وصحيفة ورقية يومية، لكنها مختلفة عن الصحافة الدارجة، كونها ذات طبيعة "ماغازينية"، لا تنشغل بالخبر اليومي، قدر اهتمامها بتفكيك الأحداث، والإضاءة عليها، كي يتمكن القارئ من الإحاطة التامة بالحدث من زواياه المختلفة.
وفي خضمّ الفضاء الإعلامي العربي الواسع، وضعنا نُصب أعيننا في "العربي الجديد" القارئ الذي يتابعها على مدار الوقت. هذا القارئ هو رأس المال الحقيقي الذي كوّناه، وما كنا سنُضفي على مشروعنا صفات النجاح، لو أننا لم نلقَ تجاوباً ومتابعةً من القراء العرب من المحيط إلى الخليج، ولو لم يصبح لدينا جمهورنا الخاص الذي يكبر كل يوم، وهو جمهورٌ نعتز به، سواء كان يشاركنا الموقف أو يختلف معنا في الرأي، فنحن نؤمن بأن دور الصحافة اليوم أن تشكّل منبراً للجميع وسقفاً للمتحاورين كافة، وفضاء مفتوحا للتعدّدية والحوار على أساس حرية الرأي.
كان طموح "العربي الجديد" أن تختلف، وتشق طريقا جديدا على غير ما درج عليه معظم الإعلام في العالم العربي، الذي صار يتماثل إلى حد كبير، وكنا ندرك أن هذا الرهان صعب وسط فضاء إعلامي تتحكّم فيه مراكز قوى ذات بُعد واحد، تعمل من أجل ترويج أجنداتٍ سياسيةٍ باتت من الماضي، وتعتمد خطابا فارغا من المعنى الذي يفيد الناس.
لم تكن مسيرة الأعوام الثلاثة الماضية رحلةً في هواء طلق، بل كانت اشتباكاً يومياً مع عقبات وعراقيل جرى وضعها في طريقنا، من أجل منعنا من حقنا الطبيعي في الوصول إلى القارئ العربي، في وقت باتت السماء العربية مفتوحة لشتى الأصوات. وفي هذا الوقت، جرى حجب موقعنا في عدة بلدان عربية، مصر والسعودية والإمارات. وكنا سنتفهّم هذا الإجراء لو أننا تعاطينا مع هذه البلدان على نحو يخرج عن القواعد واللياقات المهنية والأخلاقية. وعلى الرغم من فنون المنع والحصار الذي نتعرّض له، حرصنا على أن نظل على تواصلٍ مع القراء في البلدان الثلاثة، ولكن الرقابة بقيت بالمرصاد، وكأننا لانزال نعيش في فترة الجدار الحديدي والحرب الباردة. وفي هذه المناسبة، نحن لا نستجدي أحداً حين نثير قضية المنع، ولا نريد من أحدٍ أن يعطينا ما لا نستحقه، في الوقت الذي نستهجن حرماننا من حق بسيط ومشروع في أن نتواصل مع القارئ الذي يستطيع أن يفرز الغثّ من السمين، ولا يحتاج إلى وصيٍّ على خياراته الإعلامية، ولديه الوسائل من أجل الوصول إلى مراده.
اليوم، ونحن نحتفل بإشعال الشمعة الرابعة على طريق العربي الجديد، نطلق ورشة عمل جديدة من أجل ارتياد آفاق أبعد، كي يظل "العربي الجديد" جديداً ومتميزاً.
"العربي الجديد" كل يوم جديد، كان واحداً من الشعارات التي رفعناها منذ البداية، وكنا نعني هذا التحدّي، ونفهمه تميزاً واختلافاً وإضافةً، وقد أدركنا أن ذلك لا يمكن أن يتحقق من دون العمل تحت سقف ثلاثة ثوابت؛ المصداقية السياسية والمهنية العالية والإيمان بالحرية.
تميّز "العربي الجديد" في الشكل والمضمون، حين خاض تجربة جديدة لم تسبقه إليها أيٌ من وسائل الإعلام في العالم العربي، من خلال العمل على خطين متوازيين؛ موقعٍ إلكتروني وصحيفة ورقية، وفق فهم واضح للحدود، ولما هو مشترك بين الموقع والصحيفة. ونستطيع اليوم، بعد ثلاث سنوات من التجربة الخاصة والفريدة، أن نقول إننا نجحنا في رهاننا على شقّ هذا الطريق، وبات لدينا موقع إلكتروني يعمل على مدار الوقت، وصحيفة ورقية يومية، لكنها مختلفة عن الصحافة الدارجة، كونها ذات طبيعة "ماغازينية"، لا تنشغل بالخبر اليومي، قدر اهتمامها بتفكيك الأحداث، والإضاءة عليها، كي يتمكن القارئ من الإحاطة التامة بالحدث من زواياه المختلفة.
وفي خضمّ الفضاء الإعلامي العربي الواسع، وضعنا نُصب أعيننا في "العربي الجديد" القارئ الذي يتابعها على مدار الوقت. هذا القارئ هو رأس المال الحقيقي الذي كوّناه، وما كنا سنُضفي على مشروعنا صفات النجاح، لو أننا لم نلقَ تجاوباً ومتابعةً من القراء العرب من المحيط إلى الخليج، ولو لم يصبح لدينا جمهورنا الخاص الذي يكبر كل يوم، وهو جمهورٌ نعتز به، سواء كان يشاركنا الموقف أو يختلف معنا في الرأي، فنحن نؤمن بأن دور الصحافة اليوم أن تشكّل منبراً للجميع وسقفاً للمتحاورين كافة، وفضاء مفتوحا للتعدّدية والحوار على أساس حرية الرأي.
كان طموح "العربي الجديد" أن تختلف، وتشق طريقا جديدا على غير ما درج عليه معظم الإعلام في العالم العربي، الذي صار يتماثل إلى حد كبير، وكنا ندرك أن هذا الرهان صعب وسط فضاء إعلامي تتحكّم فيه مراكز قوى ذات بُعد واحد، تعمل من أجل ترويج أجنداتٍ سياسيةٍ باتت من الماضي، وتعتمد خطابا فارغا من المعنى الذي يفيد الناس.
لم تكن مسيرة الأعوام الثلاثة الماضية رحلةً في هواء طلق، بل كانت اشتباكاً يومياً مع عقبات وعراقيل جرى وضعها في طريقنا، من أجل منعنا من حقنا الطبيعي في الوصول إلى القارئ العربي، في وقت باتت السماء العربية مفتوحة لشتى الأصوات. وفي هذا الوقت، جرى حجب موقعنا في عدة بلدان عربية، مصر والسعودية والإمارات. وكنا سنتفهّم هذا الإجراء لو أننا تعاطينا مع هذه البلدان على نحو يخرج عن القواعد واللياقات المهنية والأخلاقية. وعلى الرغم من فنون المنع والحصار الذي نتعرّض له، حرصنا على أن نظل على تواصلٍ مع القراء في البلدان الثلاثة، ولكن الرقابة بقيت بالمرصاد، وكأننا لانزال نعيش في فترة الجدار الحديدي والحرب الباردة. وفي هذه المناسبة، نحن لا نستجدي أحداً حين نثير قضية المنع، ولا نريد من أحدٍ أن يعطينا ما لا نستحقه، في الوقت الذي نستهجن حرماننا من حق بسيط ومشروع في أن نتواصل مع القارئ الذي يستطيع أن يفرز الغثّ من السمين، ولا يحتاج إلى وصيٍّ على خياراته الإعلامية، ولديه الوسائل من أجل الوصول إلى مراده.
اليوم، ونحن نحتفل بإشعال الشمعة الرابعة على طريق العربي الجديد، نطلق ورشة عمل جديدة من أجل ارتياد آفاق أبعد، كي يظل "العربي الجديد" جديداً ومتميزاً.
دلالات
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
بشير البكر
مقالات أخرى
02 نوفمبر 2024
26 أكتوبر 2024
19 أكتوبر 2024