16 نوفمبر 2024
احتفال خاص لتنصيب الرئيس عون
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
يستحق العماد ميشيل عون احتفالاً خاصاً في يوم تنصيبه رئيساً للجمهورية اللبنانية، فالرجل يأتي في ظرف دولي وإقليمي صعب جداً، وبعد شغور كرسي الرئاسة عامين ونصف العام، وأكثر من ذلك فترة انتظار دامت قرابة ثلاثين عاماً، تنقل خلالها الجنرال بين ضفاف سياسية متباعدة، بدأها بالعداء لسورية، وأنهاها بالالتحاق بحليف سورية الأول الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.
حين بدأ عون تمرّده ضد الوجود العسكري السوري في لبنان، في أواخر عقد الثمانينيات، استخدم خطاباً تصعيدياً، ولهجة حادة، تجاه الحكم السوري، وصلت، في مرةٍ، إلى مستوى لغة القبضايات، عندما وجّه تهديداً مباشراً إلى رئيس النظام السوري حافظ الأسد "راح اكسر راسك". وحين تتم مراجعة شريط علاقة الجنرال بسورية، يبقى في سجله أنه صاحب القانون الشهير "قانون معاقبة سورية وتحرير لبنان" الذي تبناه الكونغرس الأميركي عام 2003، وحين صدر قرار مجلس الأمن 1559، في 2 سبتمبر/ أيلول 2004، اعتبر عون أنه الصانع الأوحد لهذا القرار الذي ولد من رحم "قانون معاقبة سورية". ولم يكن الجنرال خلال وجوده في باريس، وقبل أن يعود نهائياً إلى بيروت يخاف أو يخجل من ذلك، بل ردّد على الملأ في نادي الصحافة العربية، في مؤتمر صحافي، أنه الأب الشرعي للقرار، وليس رفيق الحريري، وذلك قبل فترة قصيرة من اغتيال الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005.
تشاء حسابات السياسة اللبنانية أن يترشح عون لرئاسة لبنان عن طريق سعد الحريري، الرجل الذي يجلس على رأس تيار سياسي، ناصبه عون العداء، منذ اليوم الأول لعودته إلى لبنان، وأقام حلفاً مع الطرف الآخر بزعامة نصر الله. ولم يكن موقف عون نابعاً من قناعة، بل نكاية بحركة 14 آذار التي يعتبرها تآمرت عليه، وسرقت منه رصيد صناعة القرار 1559.
وصول العماد عون إلى الرئاسة في لبنان يجب ألا يمر حدثاً عادياً، بل إنه يستحق احتفالاً خاصاً، تلتقي فيه الأطراف المحلية والإقليمية والدولية التي جعلت حلم الجنرال أمراً ممكناً. يجب دعوة كل من بشار الأسد وعبد الفتاح السيسي وحيدر العبادي ومحمد جواد ظريف، وصديقته مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، وجون كيري.
دعوة بشار الأسد واجبة، لأنه لا يمكن أن يعتلي الجنرال كرسي الرئاسة، ولا يكون إلى جانبه الصانع الأساسي للحدث، ذلك أنه معلومٌ للجميع أن وصول شخصٍ إلى هذا المنصب، من دون موافقة الحكم السوري، أمر مستحيل.
أما السيسي فحضوره من باب الإعلان الرسمي عن انتسابه لمحور الممانعة، بعد أن ظل فترة طويلة يعمل ضمن هذا المحور في صورة تنكرّية، وهو يستحق وساماً خاصاً، لأنه استوعب بسرعة أن الطريق إلى الحكم المديد هو أن يعارض مقولة شعبان عبد الرحيم "أكره إسرائيل".
ظريف وموغيريني من أجل الصورة التذكارية، ولطمأنة طهران أن الاتفاقات التي حصلت تحت الطاولة لا تراجع عنها.
سيكون الحريري مكلفاً بتوزيع القهوة، ولن تكون من دون سكر، لأن المناسبة ليست عزاء، بل أفراح بأفراح، تستوجب القهوة المحلاة. ولكي تكتمل المصالحة، سوف يعمل صهر الجنرال، جبران باسيل، على توزيع البقلاوة الإيرانية، ويساعده في ذلك غسان بن جدو وميشال سماحة.
الأمر الذي يستحق الحزن في هذه المناسبة هو عدم دعوة دونالد ترامب لحضور الوليمة، فالتقديرات كافة تشير إلى أنه لن يصل إلى البيت الأبيض.
قبل ذلك، على اللبنانيين أن يرفعوا الزبالة من الطرقات، فالشتاء على الأبواب، والرفيق بسام أبو شريف يطلب من أبطال الممانعة التوجّه سباحةً إلى دير الزور.
حين بدأ عون تمرّده ضد الوجود العسكري السوري في لبنان، في أواخر عقد الثمانينيات، استخدم خطاباً تصعيدياً، ولهجة حادة، تجاه الحكم السوري، وصلت، في مرةٍ، إلى مستوى لغة القبضايات، عندما وجّه تهديداً مباشراً إلى رئيس النظام السوري حافظ الأسد "راح اكسر راسك". وحين تتم مراجعة شريط علاقة الجنرال بسورية، يبقى في سجله أنه صاحب القانون الشهير "قانون معاقبة سورية وتحرير لبنان" الذي تبناه الكونغرس الأميركي عام 2003، وحين صدر قرار مجلس الأمن 1559، في 2 سبتمبر/ أيلول 2004، اعتبر عون أنه الصانع الأوحد لهذا القرار الذي ولد من رحم "قانون معاقبة سورية". ولم يكن الجنرال خلال وجوده في باريس، وقبل أن يعود نهائياً إلى بيروت يخاف أو يخجل من ذلك، بل ردّد على الملأ في نادي الصحافة العربية، في مؤتمر صحافي، أنه الأب الشرعي للقرار، وليس رفيق الحريري، وذلك قبل فترة قصيرة من اغتيال الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005.
تشاء حسابات السياسة اللبنانية أن يترشح عون لرئاسة لبنان عن طريق سعد الحريري، الرجل الذي يجلس على رأس تيار سياسي، ناصبه عون العداء، منذ اليوم الأول لعودته إلى لبنان، وأقام حلفاً مع الطرف الآخر بزعامة نصر الله. ولم يكن موقف عون نابعاً من قناعة، بل نكاية بحركة 14 آذار التي يعتبرها تآمرت عليه، وسرقت منه رصيد صناعة القرار 1559.
وصول العماد عون إلى الرئاسة في لبنان يجب ألا يمر حدثاً عادياً، بل إنه يستحق احتفالاً خاصاً، تلتقي فيه الأطراف المحلية والإقليمية والدولية التي جعلت حلم الجنرال أمراً ممكناً. يجب دعوة كل من بشار الأسد وعبد الفتاح السيسي وحيدر العبادي ومحمد جواد ظريف، وصديقته مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، وجون كيري.
دعوة بشار الأسد واجبة، لأنه لا يمكن أن يعتلي الجنرال كرسي الرئاسة، ولا يكون إلى جانبه الصانع الأساسي للحدث، ذلك أنه معلومٌ للجميع أن وصول شخصٍ إلى هذا المنصب، من دون موافقة الحكم السوري، أمر مستحيل.
أما السيسي فحضوره من باب الإعلان الرسمي عن انتسابه لمحور الممانعة، بعد أن ظل فترة طويلة يعمل ضمن هذا المحور في صورة تنكرّية، وهو يستحق وساماً خاصاً، لأنه استوعب بسرعة أن الطريق إلى الحكم المديد هو أن يعارض مقولة شعبان عبد الرحيم "أكره إسرائيل".
ظريف وموغيريني من أجل الصورة التذكارية، ولطمأنة طهران أن الاتفاقات التي حصلت تحت الطاولة لا تراجع عنها.
سيكون الحريري مكلفاً بتوزيع القهوة، ولن تكون من دون سكر، لأن المناسبة ليست عزاء، بل أفراح بأفراح، تستوجب القهوة المحلاة. ولكي تكتمل المصالحة، سوف يعمل صهر الجنرال، جبران باسيل، على توزيع البقلاوة الإيرانية، ويساعده في ذلك غسان بن جدو وميشال سماحة.
الأمر الذي يستحق الحزن في هذه المناسبة هو عدم دعوة دونالد ترامب لحضور الوليمة، فالتقديرات كافة تشير إلى أنه لن يصل إلى البيت الأبيض.
قبل ذلك، على اللبنانيين أن يرفعوا الزبالة من الطرقات، فالشتاء على الأبواب، والرفيق بسام أبو شريف يطلب من أبطال الممانعة التوجّه سباحةً إلى دير الزور.
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
بشير البكر
مقالات أخرى
09 نوفمبر 2024
02 نوفمبر 2024
26 أكتوبر 2024