اتهم سكان مستوطنات "غلاف غزة"، الذين جرى إخلاؤهم منها بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، جيش الاحتلال الإسرائيلي بتخريب منازلهم وسرقة أشياء ثمينة منها.
وقالت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية، أمس الأربعاء، إن السكان يتهمون الجنود الذين كانوا في المنطقة للقيام بمهام عملياتية بالوقوف وراء ذلك، مشيرة إلى أن السكان أُبلغوا، عندما توجهوا للشرطة الإسرائيلية لتقديم شكوى، بأنه لا توجد إمكانية للتعامل مع شكواهم بسبب إعلان المنطقة عسكرية مغلقة، وأن عليهم التواصل مع الجيش، إلا أن الأخير لم يتعامل مع شكواهم.
وأشارت الصحيفة إلى تقديم عدة شكاوى للجيش الإسرائيلي من بينها في مناطق "المجلس الإقليمي أشكول".
ونقلت الصحيفة عن أحد سكان مستوطنة "نير يتسحاك" يُدعى زوهر حيمي، وهو أب لأحد الأسرى الإسرائيليين في غزة، أن بيته تعرض للاقتحام خلال إقامته في فندق في إيلات، وأنه يخشى على أغراضه.
وقال: "تركنا أشياءنا كما هي. البعض عادوا وأخذوا بعض الأغراض". وذكر أن الجيش وضع أقفالًا على الأبواب التي تحطمت خلال الهجوم، لكن جرى كسرها.. يتحدث سكان في الكيبوتس عن الاستيلاء على أجهزة كمبيوتر ومعدات كهربائية وفرشات". وأضاف أن السكان أبلغوا الجيش بشأن الاقتحامات، لكنه "لا يسيطر على الوضع".
ونقلت الصحيفة عن مصوّرها في الجنوب إيلي هيرشكوفيتس، الذي يسكن في مستوطنة "حوليت" ونزح من بيته أيضاً، قوله: "كان هناك نهب، هذا أمر مؤكد. كم نهبوا؟ هذا سؤال آخر".
وعندما عاد هيرشكوفيتس للقيام بجولة في الكيبوتس، اكتشف أن منزله قد تعرض للنهب، بحسب ما تشير الصحيفة. وقال في هذا السياق: "اتضح أن جنوداً مجهولين كانوا في الكيبوتس، تجوّلوا في المنازل واقتحموها بحثًا عن المجوهرات والذهب".
ويدعم هيرشكوفيتس أقواله هذه بالتأكيد على أنه لا يمكن لأحد غير الجيش دخول الكيبوتس في أعقاب ما حدث. وقال: "إنهم أشخاص بالزي العسكري، وليسوا اشخاصاً قفزوا فوق السياجات واقتحموا المكان، لأنه من المستحيل دخول الكيبوتس. الجنود موجودون حول كل سياج. أعلم أنه جرى تقديم شكاوى إلى الشرطة، لكنّها تدّعي أن هذه منطقة عسكرية، ولهذا السبب ليسوا مسؤولين عنها ولا يتعاملون معها. لقد اتصلنا بفرقة غزة (في الجيش) والشرطة العسكرية".
وتابع هيرشكوفيتس: "سرقوا آلاف الشواكل نقداً. وأخذوا قلائد مطلية بالذهب وحتى عملات معدنية مطلية بالذهب. لقد فتّشوا كل درج في المنزل، وفتحوا الخزانة وبحثوا عن أشياء بداخلها. لدي سكين قديمة، لقد سرقوها. وسرقوا أشياء لها قيمة شخصية. حدث هذا في ستة منازل في حوليت".
وأشار شخص آخر من مستوطنة "نير يتسحاك" فضّل عدم ذكر اسمه، للصحيفة، إلى أن الجنود أقاموا في بيته وناموا فيه وقاموا بإخراج أغراض منه، كما عبثوا بالملابس والغسيل وتركوا البيت ملوثاً وخرّبوه.
وعقّبت الشرطة الإسرائيلية بأن "الشرطة مستعدة لتلقي الشكاوى من جميع سكان غلاف غزة، في أي محطة (شرطة) في جميع أنحاء البلاد أو من خلال شكوى عبر الإنترنت. حالياً هناك حرب، وجرى إعلان غلاف غزة منطقة عسكرية مغلقة. إلى جانب ذلك، الشرطة ستعالج كل شكوى تُقدّم وستستخدم كافة الوسائل والإمكانات للوصول إلى الحقيقة."
بدروه، عقّب الناطق بلسان جيش الاحتلال بأن الموضوع قيد الفحص.