"لوموند": الفوز المرجَّح لبايدن لا يعني هزيمة الترامبية

05 نوفمبر 2020
الحزب الجمهوري شهد تحولات بفعل أسلوب ترامب (Getty)
+ الخط -

رأت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في افتتاحيتها اليوم الجمعة، أن المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، قد يكون الرئيس الجديد للولايات المتحدة بعد الانتهاء من عمليات فرز الأصوات، لكن ذلك لا يعني على الإطلاق أن ترامب ومشروعه قد هُزما.

واعتبرت الصحيفة أن الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، فعل خلال ولايته الكثير، وإذا ما خسر فإنه سيترك تركة صعبة لبايدن، وخصوصاً على صعيد السياسة الداخلية، إذ سيكون عليه التعامل الآن مع حزب جمهوري مختلف عن كل التقاليد التي سادت قبل وصول ترامب إلى السلطة، فوسط الاستقطاب الحاد الذي تعيشه الولايات المتحدة، سيواجه ترامب حزباً جمهورياً "أعيد تشكيله بعمق تحت تأثير إدارة ترامب، وكان أداة للاستقطاب الشديد الذي يميز المجتمع الأميركي اليوم".

ووفقاً للصحيفة، فإن قوة الحزب الجمهوري ستعتمد، جزئياً، على الدور الذي سيلعبه دونالد ترامب إذا غادر البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، بعد فترة انتقالية مدتها ثلاثة أشهر، تعدُ بشدّة بأن تكون مضطربة؛ فـ"الثقل الشخصي لهذا السياسي الاستثنائي وجاذبيته وتأثيره في قاعدته، عوامل مهمة في شعبيته، حتى لو اعتمد كثيراً على هيبة ووسائل رئاسة الجمهورية".

"إنه لمن الصعب جداً أن نتخيل أن السيد ترامب، حتى وهو في سن الـ74، قرر بحكمة الانسحاب إلى مار إيه لاغو، في فلوريدا، (المكان الذي تحول إلى مقر إقامته الرسمي) والابتعاد عن المشهد بشكل مسالم"، تقول "لوموند". وتضيف: "ولكن حتى بدون دونالد ترامب في السلطة، فإن النتيجة التي حققها في ولايات مثل أوهايو وفلوريدا وتكساس وأيوا، مدعومة بأداء أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين تخلوا عن الخط المعتدل التقليدي للحزب لتبني الترامبية، تعكس توجهاً سياسياً في العمق لدى الجمهوريين".

واعتبرت الصحيفة أن ترسيخ "الترامبية" ثبت، في هذه الانتخابات، أنها تحول أقوى مما كان عليه في عام 2016 في المناطق الريفية ذات الأغلبية البيضاء والمدن الصغيرة في جميع أنحاء البلاد، حيث تؤكد استطلاعات الرأي استمرار الانقسامات التي تميز ناخبي ترامب: إنهم بيض بأغلبية ساحقة (86٪، مقابل 62٪ من ناخبي جو بايدن)، وهؤلاء لديهم قلق أكثر بشأن الأزمة الاقتصادية من الأزمة الصحية بسبب الوباء، كما أنهم شريحة تعادي بشدة خطاب النشطاء اليساريين حول عنف الشرطة.

وتضيف "لوموند" أن ترامب في عام 1999، عندما كان يفكر بالفعل في الترشح للبيت الأبيض، لاحظ أن أياً من المرشحين اليوم لم يتحدث باسم "عمال الوسط" في البلاد. لقد جعل هذه الفئة قاعدته الانتخابية، التي لم تخذله قطّ لمدة أربع سنوات، بل أكثر من ذلك، فقد اتسع نطاقها، ولا سيما من خلال الفوز بجزء كبير من الناخبين من أصل إسباني. لذا، من الواضح أن الحزب الديمقراطي لم يتعلم كل الدروس من هذه الاستراتيجية التي كلفت هيلاري كلينتون الخسارة في 2016.

وختمت الصحيفة الفرنسية افتتاحيتها بالقول: "تبقى الحقيقة أنه إذا غزا دونالد ترامب نصف الناخبين الأميركيين، فسيكون ذلك مع الكثير من الديماغوجية القومية والتوترات الدائمة وازدراء المؤسسات والأكاذيب الصارخة. هذه أيضاً ترامبية: أسلوب يتردد صداها خارج الحدود الأميركية اليوم".

المساهمون