"لوموند" تكشف تفاصيل صفقة تحرير الرهائن في مالي: فدية مالية ضخمة وعناصر لـ"القاعدة"

09 أكتوبر 2020
صوفي بيترونين آخر رهينة فرنسية بالعالم (فرانس برس)
+ الخط -

أكد قصر الإليزيه في وقت متأخر مساء أمس الخميس إطلاق سراح عاملة الإغاثة الإنسانية صوفي بيترونين، آخر رهينة فرنسية في العالم والمختطفة منذ عام 2016، بالإضافة إلى سومايلا سيسي، الزعيم السابق للمعارضة البرلمانية والمرشح 3 مرات للانتخابات الرئاسية بمالي، إلى جانب الإيطاليين نيكولا تشياتشيو وبيير لويغي ماكالي، بعدما كانوا محتجزين لدى جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم "القاعدة" في منطقة الساحل في مالي.

وشكر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، السلطة الجديدة في مالي، وقال في تغريدة على حسابه في "تويتر": "صوفي بترونين حرة.. إطلاق سراحها مصدر ارتياح كبير. لعائلتها، وأقاربها. أبعث برسالة تعاطف إلى السلطات المالية، شكرا. الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل مستمرة"، فيما أعلن الإليزيه اليوم الجمعة، أن ماكرون سيرحب بصوفي بيترونين لدى وصولها إلى فرنسا.


وبالرغم من نفي الإليزيه في بيانه الصحافي صراحة دفع أي مبالغ مالية من جهته، إلا أن صحيفة "لوموند" الفرنسية أشارت إلى أن الفدية المالية التي دفعت، وفق جميع المطلعين على ملف التبادل، كانت ضخمة جداً، لكنها أشارت إلى أنه لم يتم إثبات قيمتها بعد. ونقلت عن أحد المصادر تأكيده: "لتحرير الرهائن، يتطلب الأمر قاعدتين لا تتغيران: الإفراج عن معتقلين ودفع فدية".

وقال أحد المفاوضين للصحيفة: "حسب معلوماتي، تم صرف 6 مليارات فرنك أفريقي [9.1 ملايين يورو] بعد ذلك في باماكو"، فيما ذكرت الحكومة المالية في بيانها الصحافي أن هذه النهاية السعيدة قد تحققت "بفضل تضافر جهود أجهزة المخابرات والقوات المسلحة والأمن وشركاء مالي ووحدة الأزمات".


من هو الوسيط؟
كذلك كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، نقلاً عن مصدر مطلع أن عملية التبادل، والتي شملت الإفراج عن 206 "جهاديين" ودفع ملايين اليوروهات، كانت "بإشراف مباشر من الرئيس إبراهيم أبوبكر كيتا" الذي أزيح عن السلطة إثر انقلاب عسكري قبل أشهر.
وأضاف المصدر نفسه أن "قضية سيسي ارتبطت بعد ذلك بقضية صوفي بترونين وتركزت في أيدي أمن الدولة". 

الأسرى المتشددون
على الرغم من أن الغالبية العظمى من المقاتلين الذين تم الإفراج عنهم هي من المتشددين، إلا أنه وفقاً لمصدر مطلع على عملية التبادل، فإنهم مجرد "أسماك صغيرة لم تتم محاكمتهم بعد"، لكن أيضاً تضمّنت الصفقة "كوادر جهادية تابعة لتنظيم القاعدة".
ومن بين هؤلاء الموريتاني فواز ولد أحمد، الملقب بـ"إبراهيم 10"، الذي اعتقل عام 2016، وهو متورط في الهجمات على مطعم لا تيراس في باماكو وفندق بيبلوس في سيفاري عام 2015 ما أودى بحياة 28 شخصاً حينها. وبينهم أيضا الموريتاني الملقب بـ "أبو دردار"، الذي استسلم للقوات الفرنسية عام 2014؛ وميمي ولد بابا، الذي اعتُقل في يناير/كانون الثاني 2017 في مالي.

تقارير دولية
التحديثات الحية

ويعتبر الأخير المسؤول عن توفير المعدات والتجهيزات في هجمات واغادوغو في بوركينا فاسو في يناير/ كانون الثاني عام 2016، والتي أودت بحياة 30 شخصاً، بالإضافة إلى الهجمات التي استهدفت مدينة غراند بسام في كوت ديفوار وأوقعت 19 قتيلاً في مارس/آذار من العام نفسه.

المساهمون