وأعلنت هذه الأرقام فيما وصلت المحادثات بين حركة طالبان ومسؤولين أميركيين، من أجل إنهاء الحرب الأفغانية المستمرة منذ 18 عاماً إلى مرحلة مهمة. ويأمل المفاوضون الأميركيون إبرام اتفاق سلام قبل أول سبتمبر/ أيلول. لكن الحرب استعرت رغم الجهود الدبلوماسية، ما أجبر مدنيين على العيش تحت خطر احتمال استهداف المتشددين لهم أو محاصرتهم، بسبب القتال على الأرض أو سقوطهم ضحايا بالخطأ في ضربات جوية للقوات الأفغانية، والقوات بقيادة حلف شمال الأطلسي.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان في أحدث تقاريرها، إن السبب الرئيسي لسقوط معظم الضحايا المدنيين كان الهجمات البرية والاشتباكات تليها التفجيرات والضربات الجوية. وجاء في التقرير أن مقاتلي حركة "طالبان" وتنظيم "داعش" قتلوا 531 أفغانياً وأصابوا 1437 من أول يناير/ كانون الثاني إلى 30 يونيو/ حزيران.
وأضاف أن الجماعتين المتشددتين تعمدتا استهداف 985 مدنياً، بينهم مسؤولون حكوميون وزعماء قبائل وموظفو إغاثة وعلماء دين. وأشار أيضاً إلى أن القوات الموالية للحكومة قتلت 717 أفغانياً وأصابت 680 آخرين منذ بداية العام وحتى 30 يونيو/ حزيران، بزيادة 31 بالمائة عن الفترة ذاتها عام 2018، وقتلت 144 امرأة و327 طفلاً على الأقل وأصيب أكثر من 1000 بأنحاء البلاد، وأوقعت الضربات الجوية 519 مدنياً بينهم 150 طفلاً.
وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان ريتشارد بينيت: "أطراف الصراع ربما تقدم تفسيرات مختلفة للتوجهات الأخيرة، كل منها لتبرير تكتيكاتها العسكرية". وأضاف: "تظل الحقيقة تتمثل في أن الجهد المخلص لتجنب تضرر المدنيين، ليس فقط بالالتزام بالقانون الإنساني الدولي بل بالحد من كثافة القتال، هو السبيل الوحيد لتقليل معاناة المدنيين الأفغان".
وتوجد القوات الأميركية وقوات أخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، ضمن مهمة تدريب ومساعدة وإرشاد للقوات الأفغانية وتنفيذ عمليات لمكافحة الإرهاب. ورفض الكولونيل سوني لجيت المتحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان نهج بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان والنتائج التي توصلت لها، وقال إن قيام القوات الأميركية بجمع القرائن كان "أكثر شمولاً وتوثيقاً ودقة". لكن لجيت لم يكشف عن أي أرقام للجيش الأميركي عن الضحايا المدنيين، واكتفى بقول إن القوات الأميركية عملت بشكل وثيق مع قوات الأمن الأفغانية على تفادي المدنيين. وقال: "نتبع أعلى معايير الدقة والمساءلة ونعمل دائماً على تجنّب الإضرار بالمدنيين غير المشاركين بالقتال".
وتعمل الأمم المتحدة على التفاوض للوصول إلى اتفاق تنسحب بموجبه القوات الأجنبية مقابل ضمانات أمنية من طالبان، من بينها التعهد بعدم تحول البلاد إلى ملاذ آمن للجماعات الإرهابية. وتسيطر طالبان أو تسعى للسيطرة على نصف أفغانستان، وهي مساحة تزيد عما سيطرت عليه منذ أطاحتها قوات أفغانية بقيادة الولايات المتحدة من السلطة في 2001. لكنها ترفض دعوات وقف إطلاق النار قبل أن تغادر كل القوات الأجنبية البلاد.
وقالت "رويترز" إنه لم يتسن الحصول على تعليق على تقرير بعثة الأمم المتحدة، للمساعدة في أفغانستان من الحكومة الأفغانية أو طالبان.
(رويترز)