المجلس المحلي لمدينة كفرنبل عكس عبر صفحته الرسمية على فيسبوك واقع المدينة، إذ وصف أمس الخميس، اليوم الذي مرت به بالحزين منذ الصباح، فالصواريخ استهدفت عمداً أكثر من موقع فيها، كان منها السوق الشعبي الرئيسي المزدحم بالناس، مشيراً لوجود نازحين ومهجرين ممن أصيبوا في القصف على المدينة.
المواطن أحمد علي (34 عاماً) من مدينة كفرنبل يقول لـ "العربي الجديد": "كان أمس من أصعب الأيام علينا في مدينة كفرنبل، الأهالي كانوا في سوق المدينة، الملتقى الأسبوعي لشراء حاجاتهم. لم يكن أحد منا يدرك أن هذا السوق سيتحول لمحرقة وترتكب فيه مجزرة بحق الناس. قُصف السوق بالصواريخ العنقودية، دماء من قضوا بالقصف ملأت المكان، وكان بالقرب منه حذاء امرأة قتلت هي وابنتها بينما نقل زوجها للمشفى بعد إصابته".
المتحدث الذي قَدِم إلى السوق بعد قصفه قال: "مهما رأينا من مشاهد لقتلى وجرحى خلال الأعوام الثمانية المنقضية من عمر الثورة فليس بإمكاننا الابتعاد عن عاطفتنا، وردة الفعل لدينا التي تتكرس كل يوم بسعينا للحرية والخلاص من نظام الأسد، ربما الكثير منا اعتاد الدماء والأشلاء لكنها في الحقيقة صورة قاسية صادمة لا يمكن نسيانها مهما كان الأمر".
من جهته قال أحمد أبو سعد لـ "العربي الجديد": "وقع القصف قرابة الساعة الحادية عشرة صباحاً، خلال ازدحام السوق، الذي لا يقتصر فقط على أهالي كفرنبل أو النازحين المقيمين فيها، لكن تأتيه عوائل من بلدات أخرى مجاورة للمدينة، الأمر الذي يجعله مكتظاً".
Twitter Post
|
وأضاف: "تنبيه المراصد وتعميمها لم يكن كافياً حينها لخروج الأهالي من السوق، والقنابل العنقودية ملأت المكان وهذا كان السبب الرئيسي للمجزرة، وحتى الآن تقوم فرق الدفاع المدني بتمشيط الشوارع بحثاً عن القنابل العنقودية خوفاً من تعرض الأطفال أو المارّة لخطرها".
Twitter Post
|
وعرفت مدينة كفرنبل الواقعة في ريف إدلب الشمالي، بجدارياتها الملونة المدافعة عن الثورة في سورية، ورفضها للفكر المتطرف وتنظيم "داعش" وجبهة النصر ومنها " لن تقتلوا ثورتنا"، إضافة لرموز أخرى امتازت بهم المدينة مثل الراحل رائد الفارس، المعروف بمهندس لافتات
وصوت المدينة.
Facebook Post |
وانضمت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 ألفاً للثورة السورية، منذ انطلاقها عام 2011 لتخرج عن سيطرة النظام كلياً عام 2012، ويطلق أبناؤها لافتات بعدة لغات خاطبوا بها مجلس الأمن والدول العربية والغربية تطالبهم بمساعدة السوريين.