يصل القيادي في "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، أسامة حمدان، إلى الجزائر، بدعوة حزبية ورعاية رسمية لحضور مؤتمر إعادة توحيد حركة "مجتمع السلم"، الذي يعقد السبت المقبل.
وكان مصدر مسؤول، أكد لـ"العربي الجديد"، الإثنين الماضي، أن ترتيبات تجرى لاستقبال وفد رفيع من قيادة "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس).
وسبقت زيارة حمدان المرتقبة، وصول القيادي في الحركة، سامي أبو زهري، في وقت تأتي فيه زيارة تلك القيادات في سياق مختلف عن السياقات السابقة، إذ تحيطه تبعات الأزمة الخليجية، وانكشاف موقف عدد من الدول العربية اتجاه الحركة ووصفها بـ"الإرهاب"، إضافة إلى تصريحات السفير السعودي في الجزائر، سامي بن عبد الله الصالح، والذي اتهم الحركة بـ"الإرهاب".
ومن شأن هذه الزيارة تثبيت الموقف الرسمي والسياسي والشعبي الجزائري إزاء القضية الفلسطينية، والتعاطي الإيجابي مع مجمل الفصائل الفلسطينية، ومع حركة "حماس" كحركة مقاومة وجزء من النسيج الفلسطيني، وهي تؤكد كذلك رفض الجزائر للتصنيفات التي تدرج حركة "حماس" ضمن الحركات الإرهابية.
وتحوز حركة "حماس" على مكتب تمثيلي في الجزائر منذ سبتمبر/أيلول 2016، حيث وافقت السلطات الجزائرية على افتتاح مكتب رسمي للحركة في الجزائر يشرف عليه القيادي محمد عثمان.
وعادة ما تحظى زيارات قيادات "حماس" برعاية رسمية، وتحاط شخصياتها بحماية أمنية خلال زياراتهم الجزائر.
وأكد سامي أبو زهري، في منتدى إعلامي لصحيفة "الشروق" الجزائرية، أن "قيادات حماس تلقى كلّ التسهيلات في دخول الجزائر، حيث لا يستغرق الحصول على التأشيرة سوى ساعات فقط، على خلاف دول عربية أخرى تتجاوز فيها المدة شهرين كاملين".
ورد أبو زهري على اتهامات سفير السعودية بالجزائر: "ما كان ينبغي أن تصدر تلك التصريحات خاصة هنا في الجزائر، لأنها تجريم للجزائر كذلك. إطلاقها من الجزائر هو اتهام للجزائريين الذين يحملون راية المقاومة، هذه التصريحات قلب للصورة، وتبرئة للاحتلال واتهام للمقاومة المدافعة عن ثالث الحرمين الشريفين".
وأضاف: "لو كنا إرهابيين لما كنا اليوم في الجزائر، وبهذه الحفاوة وجودنا اليوم في جزائر الجهاد أبلغ رد على من يتهمنا".
وكان مصدر مسؤول قد أكّد لـ"العربي الجديد"، أول من أمس الإثنين، أن ترتيبات تجرى في الجزائر لاستقبال وفد رفيع من قيادة "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) خلال الأيام المقبلة، إذ ينتظر أن يصل الوفد للمشاركة في أنشطة سياسية، ولقاء قيادات في الأحزاب السياسية الفاعلة في الجزائر، بينها قيادة حزب "جبهة التحرير الوطني" الذي يحوز على الأغلبية في الحكومة والبرلمان، كما سيتاح لوفد "حماس" المشاركة في الجامعة الصيفية لعدد من الأحزاب الجزائرية.