نقاط الضعف والقوة لدى ترامب وكلينتون قبل المناظرة الأولى

23 سبتمبر 2016
ترامب يقيم رابطاً مع الناخبين على صعيد الانفعالات (Getty)
+ الخط -

يقبل المرشحان للبيت الأبيض، هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، على أولى المناظرات التلفزيونية الثلاث بينهما يوم الاثنين، من غير أن يكون أي منهما في موقع متقدم على الآخر.

ويخوض المرشحان حملة ضارية من الهجمات المتبادلة منذ عام، لكنهما لم يلتقيا وجهاً لوجه، ما سيكون أهم ما في المناظرة، التي يتوقع أن يتابعها عشرات ملايين الأميركيين.

كما أنها ستشكل سابقة تاريخية، إذ لم تشارك أية امرأة من قبل في المناظرات الرئاسية منذ بدء تنظيمها في الستينيات.

وفي حين حسم الناخبون بغالبيتهم الكبرى خيارهم لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، ويعتقد أن هذه المناظرات لا تؤدي سوى إلى ترسيخ آرائهم، غير أنها يمكن أن تؤثر على المترددين الذين سيحسمون السباق الرئاسي.

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ التواصل السياسي في جامعة ميزوري، ميتشل ماكيني، المتخصص في المناظرات السياسية لوكالة "فرانس برس"، أنه "لا أحد يتابع المناظرات التلفزيونية ليرى أيا من المرشحين هو الأكثر ذكاء، أو الأكثر إطلاعاً على الأرقام والمعلومات".

واعتبر أنّ المشاهدين يؤيدون المرشح الذي ينجح في نقل رؤيته لهم في بضع جمل بسيطة ومتماسكة. وإن كانت هيلاري كلينتون، التي تعمل بكد، تعرف ملفاتها بشكل معمق، إلا أنه سيترتب عليها مقاومة ميلها الطبيعي إلى إعطاء أجوبة تقنية ومفصلة للغاية.

وقال كارمين غالو، الخبير والمستشار في مجال الاتصال لـ"فرانس برس"، "يجب إقامة رابط عاطفي مع الناخبين ليكون هناك أمل في الفوز. وهذه هي المشكلة التي لطالما عانت منها هيلاري كلينتون، وهي التي تلقى أقل قدر من الإعجاب بين جميع المرشحين الديمقراطيين للبيت الأبيض.

وتقر هي نفسها بأنها تقتفر إلى جاذب زوجها بيل كلينتون أو كاريزما باراك أوباما، كما يرى أكثر من نصف الأميركيين أنها غير جديرة بالثقة.

وفي محاولتها الأولى لنيل الترشيح الديمقراطي عام 2008، قدمت هيلاري كلينتون نفسها على أنها المرأة الحديدية، غير أنها هذه المرة تركز على دورها الرائد، وعلى صورتها كجدة، لتكون أقرب إلى قلوب الناس. لكن من غير المرجح أن تتمكن خلال 90 دقيقة من محو صورة راسخة لدى الرأي العام منذ ربع قرن.


وعن ترامب، قال  كارمين غالو، إنه "يقيم رابطاً مع الناخبين على صعيد الانفعالات، وهذا أمر يصعب التصدي له، لأن المشاعر دائما أقوى من الوقائع".

وعلى هذا الصعيد، فإن الملياردير الشعبوي الذي كان يقدم برنامجاً ناجحاً من تلفزيون الواقع، لديه ميزة واضحة يتفوق بها على منافسته: فليس هناك في هذه الحملة أي مرشح آخر، باستثناء بيرني ساندرز ربما، أثار مثله حماسة آلاف الأشخاص في التجمعات الانتخابية.

غير أنّ ترامب لم يتفوق دائماً خلال المناظرات الـ12 التي تخللت حملة الانتخابات التمهيدية، بل حيّد نفسه في غالب الأحيان، تاركاً المرشحين الآخرين يتواجهون وينتقدون بعضهم بعضاً.

وفي النهاية، حين لم يبق هناك سوى عدد ضئيل من المتنافسين، عمد الى بلبلة المناظرة بسلوك استفزازي، فكان يقاطع المناقشات بجمل قصيرة لاذعة وهجومية، أو بشعارات مسيئة.

(فرانس برس)