نتنياهو يرفض تشكيل لجنة تحقيق في العدوان على غزة

25 يوليو 2016
نحو 35 عائلة إسرائيلية وجهت كتاباً لنتنياهو (Getty)
+ الخط -

 

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، في حديث مع المراسلين العسكرين، أنه أبلغ عائلات جنود ومواطنين إسرائيليين قتل أبناؤهم في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رفضه تشكيل لجنة تحقيق رسمية في العدوان، وكذلك في ما يتعلق باستعدادات الكابينت والجيش الإسرائيلي لمواجهة "خطر الأنفاق الهجومية".

وكانت نحو 35 عائلة إسرائيلية وجهت، أمس، كتاباً رسمياً لنتنياهو بهذا الخصوص، مع اقتراب الذكرى السنوية الرسمية للقتلى الإسرائيليين الذين سقطوا خلال العدوان المذكور.

وتطالب العائلات المذكورة بلجنة تحقيق في ظل الإخفاق الإسرائيلي في العدوان الذي استمر لأكثر من خمسين يوماً، بالاستناد إلى ما رشح قبل شهرين عن مسودة تقرير خاص وضعه مراقب الدولة الإسرائيلية حول استعدادات دولة الاحتلال على مختلف الجبهات لمواجهة التحدي والخطر المتمثل بـ"الأنفاق الهجومية" لحركة "حماس".

لكن نتنياهو يدعي أن هذا الطلب يأتي مدفوعا من أطراف لها مصالح سياسية ضد حكومته وتشجع عائلات القتلى الإسرائيليين على المطالبة بتشكيل لجنة رسمية.

ويرى نتنياهو، بحسب ما أورد موقع "معاريف أون لاين"، أنه لا يمكن للمستوى السياسي في إسرائيل العمل في ظل وجود لجنة تحقيق رسمية، وأن كافة الادعاءات بشأن عدم مناقشة خطر الأنفاق عارية عن الصحة.

وأكد مقربون من نتنياهو ما تم الكشف عنه من تسريبات تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي، أن الحكومة الإسرائيلية خصصت بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 ومطلع تموز/ يوليو، 8 جلسات على الأقل لمناقشة خطر الأنفاق الهجومية في قطاع غزة، وأن كل من يدعي "أن إسرائيل فوجئت بالأنفاق ولم تعرف عنها يقوم باستغلال عائلات القتلى، لأن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية سربت في أواسط شهر مايو/ أيار، تفاصيل من مسودة تقرير لمراقب الدولة الإسرائيلي، يوسيف شبيرا، حول خطر الأنفاق يستدل منها أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، بني غانتس، قال أمام الكابينيت السياسي والأمني في اليوم الأول من عدوان يوليو/تموز 2014 على قطاع غزة، مع اكتشاف النفق الهجومي عند كيرم شالوم، إن حماس لا تعتزم شن عمليات أخرى عبر الأنفاق وأنها غير جاهزة لشن عمليات كهذه. لكن تبيّن خلال العدوان أن حماس تمكنت من شن أربع هجمات عبر الأنفاق الهجومية ومباغتة جنود الاحتلال والاشتباك معهم.

وكشف التقرير المذكور في نسخته الأولى التي وجهت لكل من رئيس الحكومة، نتنياهو، ورئيس الأركان، بني غانتس، ووزير الأمن السابق، يعالون، لتقديم ملاحظاتهم، إلى أن مراقب الدولة كشف عن إخفاقات ومواطن فشل جدي في كل ما يتعلق باستعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهة خطر الأنفاق في السنوات التي سبقت العدوان وخلاله أيضاً.

وتطرق نتنياهو إلى الأوضاع في قطاع غزة، فقال إن هناك مداولات بشأن إقامة ميناء للقطاع، ولكن بشرط أن يكون خاضعا لإشراف ومراقبة إسرائيلية تمنع نقل الأسلحة والوسائل القتالية. ولم يذكر نتنياهو تفاصيل عن الجهات التي تجري معها هذه المداولات. 

ونفى أن يكون موضوع تحرير جثث الجنديين الإسرائيلين المحتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة، قد طرح كشرط خلال مفاوضات المصالحة مع تركيا، مشيرا إلى أنه تم بحث الموضوع ولكن ليس كشرط، لأنه يدرك أن تركيا لا تستطيع إلزام "حماس" بذلك.

كما نفى نتنياهو أن يكون قد تراجع عما قاله لوالد الجندي القاتل، اليئور أواريا، الذي أعدم الشهيد عبد الفتاح الشريف في آذار/ مارس الماضي في الخليل.

وقال رئيس حكومة الاحتلال إنه يصر على ما قاله لوالد الجندي القاتل في الاتصال الهاتفي بينهما، عندما قال له: "إنني كوالد لجندي، أتفهم الضائقة التي تعيشون فيها، وأنا مقتنع بأن الفحص الذي سيجري سيكون مهنيا ومنصفا بحق ابنك، وأنا أعتمد على الجيش ورئيس الأركان وعلى الفحص الذي سيجري 100%. وأعتقد أن عليك أيضا أن تثق بقادة الجيش".

وجاءت تصريحات نتنياهو في الوقت الذي واصل فيه الجندي القاتل تقديم إفادته أمام المحكمة العسكرية في يافا، حيث زعم، أمس، أن قيادة الجيش ورؤسائه المباشرين، قد خانوه وأنهم "رموه للكلاب لتطهير الجيش وتنقية أنفسهم من الحادث كليا".

كما هاجم الجندي القاتل رئيس أركان الجيش، الجنرال غادي أيزنكوط، ووزير الأمن السابق موشيه يعالون، مدعيا أنه كان عليهما ألا يصدرا تصريحات ضده قبل انتهاء المحكمة.

وانضم وزير الأمن الإسرائيلي الحالي، أفيغدور ليبرمان، لتأييد موقف الجندي القاتل، مدعيا أنه لا يجب إطلاق أحكام قبل نهاية المحاكمة، علما بأن ليبرمان كان حضر عند بدء محاكمة الجندي القاتل قبل أكثر من شهر، وقبل انضمامه للائتلاف الحكومي، جلسات المحاكمة الأولية، معربا في حينه عن تأييده للجندي القاتل، وأنه يجب بدلا من محاكمته منحه وسام بطولة لأنه أنقذ حياة الجنود.