تستمر المليشيات المدعومة من أحزاب حاكمة في العراق، في الاستيلاء على أملاك وعقارات المسيحيين في بغداد والمحافظات الجنوبية، وسط صمت حكومي مطبق، الأمر الذي تسبب في هجرة المسيحيين الذين حُرموا من أملاكهم.
وقال النائب في البرلمان العراقي عن المكوّن المسيحي، جوزيف صليوا، إنّ "ما يقارب 30 ألف حالة استيلاء على الأراضي والأملاك التابعة للكلدانيين والسريان، جرت في بغداد ومحافظات أخرى، منها البصرة والناصرية والعمارة وبابل والكوت".
وأوضح صليوا، في تصريح لمحطة تلفزيون عراقية مستقلة، أنّ "مجموعة في السلطة تستغل مكانتها وسلطتها للاستيلاء على الممتلكات، ومجموعة أخرى من المافيا تعمل من خلال الدوائر العقارية على التزوير المتعلق بالممتلكات"، مبينا أنّ "تلك الجهات على علاقة ببعض الأحزاب وبعض الجهات المتنفذة".
وأضاف، أنّ "أعداد المسيحيين في العراق تتناقص بسبب الهجرة التي أصابت كل أطياف الشعب".
وأكد مصدر مطلع في مديرية عقارات بغداد، أنّ "عمليات الاستيلاء على أملاك المسيحيين، خصوصا في بغداد، لم تتوقف منذ سنوات".
وقال المسؤول، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "الأحزاب السياسية والجهات المليشياوية الداعمة لها تعمل على سلب تلك العقارات والمنازل رسميا، وتجرد باستمرار الأملاك وتحدد أماكنها وتزوّر أوراقها الثبوتية بإتقان وتبدو كأنها قانونية، تستولي عليها أو تبيعها".
وأشار إلى أنّ "تلك المافيات تسيطر على كافة الدوائر المرتبطة بالعقارات، ومنها الضريبة والأمانة وغيرها من الدوائر، وأنّها تهدّد كل من يحاول الوقوف في طريقها أو فضحها، وتلجأ إلى تصفيته جسدياً من دون أي تأخير".
وأكد أنّ "الحكومة لم تقم بواجبها إزاء ذلك العمل الخطير، رغم الكثير من الشكاوى التي يقدّمها المسيحيون، والذين يقدمون أوراقا ثبوتية بعقاراتهم ومنازلهم، لكن للأسف لم يحصل أي من المسيحيين على عقاره المسلوب منه".
يشار إلى أنّ المكوّن المسيحي تعرّض لظلم كبير في العراق بعد دخول تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي عمد إلى تهجير المسيحيين من الموصل. في حين استغلت المليشيات الظروف الأمنية والسياسية المتردية في البلاد واستولت على أملاكهم، لإجبارهم على الهجرة من العراق.