أكد رئيس حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربن، على رغبته بقيادة حزبه في الانتخابات العامة المقبلة، ونفى إمكانية إجراء استفتاء ثان على بريكست، وذلك في مقابلة أجراها مع صحيفة "ذا إندبندنت" عرض فيها أيضاً الخطوط العامة لسياسات الحزب تجاه عدد من القضايا التي تهم الناخب البريطاني.
ووفقاً للنظام الانتخابي البريطاني، تعقد الانتخابات العامة كل خمس سنوات، وسيكون العام 2022 موعد الانتخابات المقبلة، غير أن حزب العمال يعول على انهيار حكومة الأقلية المحافظة الحالية، والتي تحصل على الدعم البرلماني من الحزب الاتحادي الديمقراطي.
ووصف كوربن التحالف الحكومي لماي بأنه "غير مستدام"، وأنه كرئيس للحزب يمتلك "القوة والعزيمة للاستمرار حتى وإن لم تجر انتخابات مبكرة".
وكان كوربن قد وصل إلى زعامة حزب العمال العام الماضي، مبرماً الوعود بتغيير حال الحزب خلال 12 شهراً، عندما تجاوز الفارق في استطلاعات الرأي بين العمال والمحافظين العشر نقاط لصالح الأخير.
وقبل ثلاثة أيام من دعوة رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، لانتخابات عامة هذا العام، كان الفارق بين الحزبين 21 نقطة لصالح المحافظين، وهو التقدم الأكبر لهم على حساب العمال منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ولكن مع نهاية العام الحالي، شهدت الخريطة السياسية البريطانية تحولاً تاماً، إذ أسفرت الانتخابات العامة عن نمو حصة العمال من أصوات الناخبين بنحو 9.6 في المائة، وهي الأكبر منذ وصول حزب العمال إلى السلطة بعد الحرب العالمية الثانية.
وفشلت مقامرة ماي في تثبيت أغلبيتها البرلمانية، إذ تضطر الآن إلى الاعتماد على أصوات الحزب الاتحادي الديمقراطي مقابل مليار جنيه استرليني.
كما يواجه زعيم حزب العمال انتقادات من المناصرين للبقاء في الاتحاد الأوروبي ومن داخل حزبه بأنه سيفقد التأييد الشعبي إن لم يعط الناخبين فرصة أخرى للتصويت على بريكست، ولكنه نفى احتمال وجود استفتاء ثان على الخروج من الاتحاد الأوروبي، قائلا: "إننا لا نطالب باستفتاء ثان".
كما نفى رئيس حزب العمال أن تكون سياسة حزبه حول بريكست "غامضة أو مشوشة"، على الرغم من أن استطلاعا للرأي جرى بين طلاب الجامعات، الأسبوع الماضي، أنجزه معهد سياسات التعليم العالي، كشف عن أن 55 في المائة من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن سياسة حزب العمال تصب في صالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، ورأى 58 في المائة من الطلاب أن هذا هو موقف كوربن أيضاً.
وعلق كوربن قائلاً: "لا أرى الأمر غامضاً. ما نقوله هو أننا نريد تلك العلاقة مع أوروبا، وهو ما يعني أننا سنغادر الاتحاد الأوروبي رسمياً بالطبع، وهذا هو الموقف".
وأضاف: "أقول لهم: إننا جزء من القارة ذاتها، يجب أن نحافظ على علاقاتنا الاقتصادية، علاقات الجامعات، يجب الحفاظ على العلاقات الأكاديمية والعضوية المستمرة في برنامج إيراسموس، وأن نؤكد بوضوح على ذلك. لن نسمح بأن تنحدر البلاد إلى الهاوية في مارس/ آذار 2019 كما يريد البعض في حزب المحافظين".
وتوقع كوربن أن يكون أداء حزبه جيدا في الانتخابات المحلية المقبلة في الشهر الخامس من العام المقبل، حيث ستحتدم المنافسة في عدد من المدن الكبرى، حيث يتمتع كوربن بدعم واسع.
وأكد على أنه "ستكون هذه الانتخابات أكبر في المدن الرئيسية، وخاصة لندن وبرمنغهام ونيوكاسل، سنعمل بأقصى جهدنا فيها. خاصة في لندن، سنركز على موضوع السكن". وأضاف "لكننا سنركز أيضاً على الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع السلطات المحلية من تخفيض التمويل مما يولد صعوبات حقيقية في عملها... هذه نتيجة سبع سنوات من التقشف (…) أتمنى أن نقوم بعمل جيد جداً، ولكنني لن أتوقع رقماً محدداً".
ويركز حزب العمال على أزمة السكن والتعامل مع حالات التشرد، ويعد كوربن بوضع حد لحالات الإخلاء التي لا يكون فيها الحق على المستأجر، وحيث يستطيع صاحب العقار استعادة المنزل بعد منح مهلة شهرين للمستأجر.
ويشدد كوربن على أهمية عقود الإيجار الطويلة لتكون جزءاً من الحل وتنظيم سوق الإيجارات العقارية الخاصة. وقال: "إنني مصمم على جلب النظام والاستقرار لحياة المستأجرين عبر عقود الإيجار طويلة الأمد، وألا يطلب منهم إخلاء منازلهم من دون وجود عذر بدلاً من الإخلاء الذي يمكن عده عقابياً".