أعربت الأمم المتحدة عن بالغ قلقها إثر تقارير أشارت إلى استهداف مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة غربي اليمن، حيث تتواجد كميات من القمح التابعة لبرنامج الأغذية العالمي مخصصة للملايين من اليمنيين.
وذكر بيان صادر عن منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، أن التقارير تشير إلى أن حريقاً في المطاحن الواقعة بالأجزاء الشرقية للحديدة ألحق أضراراً باثنتين من الصوامع.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه القوات الحكومية أن الحريق ناتج عن قصف من قبل مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، قالت الأمم المتحدة "يبدو أن الحريق نتيجة لإطلاق قذائف الهاون"، ولم تشر بصراحة إلى المسؤول عن الاستهداف.
وكشف البيان أن برنامج الأغذية العالمي يمتلك حالياً 51 ألف طن متري من القمح المخزن في مطاحن البحر الأحمر، وتكفي لإطعام 3.7 ملايين يمني لمدة شهر، لافتاً إلى عدم تمكن البرنامج من الوصول إلى المطاحن منذ سبتمبر/أيلول 2018 بسبب المعارك في الأجزاء الشرقية من مدينة الحديدة.
واعتبرت المنسقة الأممية غراندي أن "فقدان هذا القمح يأتي في وقت مروع"، إذ أن أكثر من 20 مليون يمني، أي ما يقرب من 70 بالمائة من مجمل السكان ، يعانون من الجوع.
وتابعت غراندي أن "الأوضاع في الیمن تفطر القلوب، فربع ملیون شخص أصبحوا في أوضاع كارثیة، یواجهون مجاعة وشیكة في حالة عدم حصولهم على المساعدات". وقالت إن "هذه هي المرة الأولى التي نرى فیها ظروفًا كهذه، فنحن بحاجة إلى هذا القمح".
من جهته، قال المدیر القطري لبرنامج الأغذیة العالمي، ستیفن أندرسن: "إننا قلقون للغایة من تضرر بعض مخزونات القمح لدینا في مطاحن البحر الأحمر"، مشيراً إلى أن "البرنامج يحتاج للوصول بشكل عاجلٍ إلى المطاحن، حتى يتمكن من تقییم مستوى الضرر والبدء في نقل مخزون القمح غیر المتضرر إلى مناطق تعاني من احتیاج شدید في الیمن".
وشهدت الحديدة معارك متقطعة في النصف الأخير من العام المنصرم، قبل أن تتراجع وتيرة العمليات العسكرية منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ولا يزال الوضع متوتراً في الأجزاء الشرقية من المدينة، حيث يتبادل الحوثيون والقوات الحكومية الاتهامات بخروقات يومية لوقف إطلاق النار.