مع بقاء 13 يوماً على الانتخابات الإسرائيلية المعادة، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، النقاب، اليوم الأربعاء، عن أن زعيم حزب "كاحول لفان"، الجنرال بني غانتس، وخلافاً لتحركاته في الأسابيع الأخيرة للتوصل إلى تفاهمات مع أحزاب الحريديم لتشكيل الحكومة القادمة، قرر أخيراً تغيير الخط العام والاتجاه نحو خيار تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب "الليكود" وحزب "يسرائيل بيتينو"، واستبعاد الأحزاب الحريدية من أي ائتلاف قائم.
وعلّل قادة حزب "لفان" هذا التحول بأنهم توصلوا إلى اقتناع بأن حزبَي الحريديم (شاس ويهدوت هتوراة) لا ينويان تكليف مرشح آخر لتشكيل الحكومة القادمة باستثناء بنيامين نتنياهو.
ووفقاً لما نُشر في "يديعوت أحرونوت"، فقد قرّر غانتس اعتماد خط الدعاية الرسمي الذي يعتمده أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "يسرائيل بيتينو"، خصوصاً بعد أن تبين أن هذا الخط الدعائي يمنح ليبرمان منذ قرار حل الكنيست والذهاب لانتخابات جديدة، خمسة مقاعد إضافية على الأقل، خصوصاً في ظل تلويحه بالقضايا المدنية وفصل الدين عن الدولة.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق إلى تصريحات الجنرال غانتس أمس الثلاثاء، والتي أعلن فيها أن حزبه يعارض الابتزاز السياسي الذي تمارسه أحزاب الحريديم، وبالتالي سيتوجه لـ"الليكود" لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعتمد على أحزاب اليمين العلمانية والليبرالية.
ويُشكّل هذا الإعلان تحولاً في موقف حزب "كاحول لفان"، الذي كان يعرض نفسه بديلاً لـ"الليكود" ولرئيس الحكومة نتنياهو، وكان يصرّ مسبقاً على رفض أي خيار لتشكيل حكومة مع "الليكود"، طالما كان زعيم "الليكود" بنيامين نتنياهو على رأس الحزب.
في المقابل، أثارت تصريحات غانتس ردود فعل في الأحزاب الحريدية، إذ أعلن زعيم حركة "شاس"، أريه درعي، أن حزبه سيتعهد بترشيح نتنياهو لتشكيل الحكومة القادمة فقط في حال تعهد نتنياهو والتزم مسبقاً بتشكيل حكومة مع الحريديم، وعدم الاتجاه لتشكيل حكومة بديلة مع الأحزاب العلمانية، على غرار ما حدث في العام 2013، عندما اختار نتنياهو تشكيل ائتلاف حكومي مع حزبي "ييش عتيد" بقيادة يئير لبيد (الذي انخرط اليوم في تحالف "كاحول لفان") و"البيت اليهودي" بقيادة نفتالي بينت في ذلك الوقت، في سياق ما عُرف آنذاك بحلف الإخوة بين لبيد ونفتالي بينت.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتباين نتائج الاستطلاعات الإسرائيلية وتتغير من يوم لآخر، فمرة تمنح "الليكود" 23 مقعداً ليتقدم على حزب "كاحول لفان" بمقعد أو اثنين، وتارة يكون حزب "كاحول لفان" الحزب الأكبر ويتقدم على "الليكود" بمقعد أو اثنين، مع ثبات عام في توزيع المقاعد بين معسكر اليمين المؤيد لنتنياهو الذي يحصل على 55 إلى 57 مقعداً، وبين المعسكر المناهض لنتنياهو والذي يضم أيضاً حزب "كاحول لفان" وتحالف حزب "العمل" مع حزب "غيشر" والمعكسر الديمقراطي والقائمة المشتركة للأحزاب العربية، حيث يحصل هذا المعسكر هو الآخر على نحو 54 مقعداً، بينما يواصل حزب ليبرمان تكريس قوة برلمانية بين 9 و10 مقاعد، تشكّل عملياً بيضة القبان لجهة تمكين نتنياهو من تشكيل ائتلاف حكومي يتمتع بتأييد أكثر من 61 مقعداً.
وقد باشر نتنياهو منذ مطلع الأسبوع، حملات دعائية مكثفة، هدفها الحصول على أصوات من داخل معسكر اليمين المؤيد له، باعتبار أن بقاء اليمين الإسرائيلي الذي يقوده نتنياهو في الحكم، يلزم أن يكون "الليكود" الحزب الأكبر من بين كافة الأحزاب الأخرى، وأن تراجع أحد أحزاب اليمين من 8-7 مقاعد لن يكون مؤثراً، في حال فاز "الليكود" بأكثر عدد من المقاعد، أما في حال فاز حزب "كاحول لفان"، وتقدم على حزب "الليكود" من حيث عدد المقاعد، فإن من شأن ذلك، بحسب دعاية نتنياهو، أن يدفع رئيس الدولة إلى تكليفه بتشكيل الحكومة القادمة التي ستكون في هذه الحالة من دون أحزاب اليمين.