قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الأربعاء، إن مجلة "دايتسيت" الألمانية، تنشر اليوم على موقعها على الشبكة وفي عددها الصادر غدا، تقريرا يكشف عن جهود ألمانية وسويسرية مكثفة على مدار الأشهر الأخيرة في محاولة التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين حركة "حماس" ودولة الاحتلال الإسرائيلية.
وبحسب تقرير "يديعوت أحرونوت" الذي أورده مراسلها للشؤون الاستخباراتية، رونين بيرغمان، فإن مسؤولاً سويسرياً رفيعاً للغاية في وزارة الخارجية السويسرية هو واحد من أربعة وسطاء دوليين يعكفون في الأشهر الأخيرة على العمل عبر رحلات مكوكية بين غزة وتل أبيب والقاهرة والقدس المحتلة في محاولة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
ووفقاً لما تنقله الصحيفة فإنه إلى جانب الدبلوماسي السويسري، ينشط في جهود الوساطة هذه مسؤولون رفيعو المستوى من المخابرات الألمانية ولواء مصري كان شريكاً في الماضي في المفاوضات التي أفضت إلى إبرام صفقة شاليط.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، يكشف نائب رئيس تحرير المجلة الألمانية، هيلغارد شطارك فصولاً جديدة غير معروفة من المفاوضات التي تجري بسرية تامة.
وفي السياق، ينقل الصحافي الألماني، عن زهافا أورون والدة الجندي الإسرائيلي شاؤول أورون الذي تحتفظ "حماس" بجثته منذ عدوان الجرف الصامد، أن الأخيرة وخلال زيارة لها إلى برلين عام 2017، ولقاءات نظمها لها جيش الاحتلال وأجهزة الاستخبارات، فقد طلبت تدخل الأجهزة الألمانية في ملف ابنها كما فعلت هذه الأجهزة في ملفات سابقة.
ويضيف التقرير أن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، وصل إلى دولة الاحتلال في مارس/آذار 2018 بعد وقت قصير من تعيينه وزيراً للخارجية. ولفت التقرير في الصحيفة الإسرائيلية إلى أن ماس كان نسج علاقات قوية مع المسؤولين في تل أبيب وضمنهم وزيرة العدل في حكومة الاحتلال الإسرائيلية السابقة، أيليت شاكيد.
واتفق ماس في تلك الزيارة خلال لقائه المغلق مع نتنياهو على أن تشارك ألمانيا بشكل فعال ونشط في المفاوضات لاستعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين، هدار غولدون وأورون شاؤول والمدنيين الإسرائيليين، هشام السيد وأفرام منغيستو.
وأوعزت المستشارة الألمانية بعد ذلك اللقاء، لبرونو كوهل، رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية (BND) أن يتولى مهمة الوساطة بنفسه. وقام الأخير بإلقاء المهمة على عاتق مسؤولين رفيعي المستوى في الجهاز، بحثا عن سبيل للتواصل مع حركة حماس، وعمن يعرف قادة الحركة جيدا، ولا سيما قائد الحركة يحيى سنوار، الذي هو خلافا لسابقه في المنصب، ضالع جداً في الملف وفي النشاط العسكري والمفاوضات بشأن الأسرى.
ووفقاً لـ"يديعوت أحرونوت" فقد تبين، وبشكل مفاجئ أن دبلوماسياً سويسرياً يخدم في الشرق الأوسط هو الأكثر ملاءمة لهذه المهمة لكونه يحتفظ باتصالات لسنوات طويلة مع حركة حماس. وأشار التقرير إلى أن سويسرا لعبت دوراً أساسياً في التوسط بين الولايات المتحدة وإيران بعد اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني، الجنرال قاسم سليماني وقصف القاعدة الأميركية في العراق رداً على اغتيال سليماني، وساهم الدور السويسري في التوصل إلى تفاهمات وتهدئة بين طهران وواشنطن حالت دون تصعيد واسع بين الطرفين.
وانضم للمسؤولين السويسريين، لواء مصري كان شريكاً في المفاوضات لإبرام صفقة شاليط. ويسرد الصحافي الألماني، الجهود المصرية لإقناع رئيس الذراع العسكرية السابق لحماس، أحمد الجعبري، (الذي اغتالته دولة الاحتلال لاحقاً في نوفمبر/تشرين الثاني 2012) بتقديم تنازلات من أجل إتمام الصفقة.
وتنقل المجلة الألمانية عن المسؤول السابق في الموساد دافيد موران الذي شارك في مفاوضات صفقة شاليط قوله: "يبدو أن هناك حالياً إمكانية حقيقية لإبرام صفقة بين حماس ودولة الاحتلال لتحرير كافة الأسرى والمفقودين، كما لو أن النجوم كلها اصطفت في السماء بشكل يشير إلى أن هذا هو الوقت الأفضل للتوصل لصفقة. توجد رغبة لدى حماس ولدى إسرائيل. الفجوات ليست كبيرة للغاية، فقد دخلت حماس في حالة ضغط بفعل جائحة الكورونا، وهي تخشى أن تبقى في حال تفشي الجائحة بدون عتاد طبي مناسب".
وبالرغم من ذلك تقول "يديعوت أحرونوت"، إن المسؤولين في الاستخبارات الألمانية يحاولون الحذر في كل ما يتعلق بمظاهر التفاؤل التي انعكست أيضاً على ما ينشر في تل أبيب، ويقولون إنه لا تزال هناك فجوات كبيرة بين الطرفين.