رغم العدوان... "حماس" تملك 15 نفقاً هجومياً داخل إسرائيل

27 فبراير 2017
الأنفاق تمتد إلى داخل إسرائيل (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -




أكد مصدران على الأقل في الكابينت السياسي والأمني الإسرائيلي للقناة الثانية، أمس الأحد، أنه على الرغم من العدوان الذي شنته إسرائيل على غزة عام 2014، لا تزال "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) تملك إلى اليوم 15 نفقا هجومياً تمتد داخل إسرائيل.

وجاء هذا الكشف في الوقت الذي ترتفع حدة التوتر في إسرائيل بين قيادات في الجيش وعلى المستوى السياسي، مع اقتراب موعد نشر تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي عن العدوان الأخير على غزة.

وبلغت حدة التوتر أمس بتبادل الاتهامات بشكل علني، أبرزها تصريحات وزير الأمن السابق، موشيه يعالون، الذي أعلن رفضه للانتقادات التي يوجهها التقرير لأدائه خلال الحرب، معتبرا أن هناك من "يحاربون وهناك من يسرّبون الأخبار"، في إشارة لوزير التعليم وزعيم "البيت اليهودي" نفتالي بينت.

وادعى يعالون أن الحرب الأخيرة لم تكن فشلاً، وأنها حققت لإسرائيل عامين من الهدوء على الجبهة الجنوبية، مؤكدا أن "الجيش كان استعد للحرب على أحسن وجه، وخاصة ما يتعلق بسلاح شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"".

وانضم رئيس أركان الجيش خلال الحرب، بني غانتس، إلى يعالون، مؤكدا أنه "خلافا لادعاءات عناصر في الحكومة (في إشارة أيضا لبينيت وأفغيدور ليبرمان)، فإن الحكومة لم تطلب من الجيش خلال الحرب احتلال قطاع غزة كليا".

وأعلن غانتس أنه يرفض ما جاء في تقرير مراقب الدولة. وجاءت تصريحات يعالون وغانتس هذه على إثر هجوم شخصي شنه ضدهما خصمهما الجنرال احتياط يوآف غالانط، الذي يشغل اليوم منصب وزير الإسكان، وهو عضو في الكابينيت السياسي والأمني الحالي، علما أنه كان مرشحا قبل أربع سنوات لمنصب رئيس أركان الجيش، بدلا من بني غانتس، إلا أن يعالون عارض تعيينه. واتهم غالانط يعالون وغانتس بأنهما فشلا في الإعداد للحرب بشكل ذريع.

في المقابل، وفي السياق نفسه، أشار المحلل العسكري في "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن التسريبات المتوالية عن التقرير، الذي سينشر غدا، عادت بالفائدة، بالأساس في الوضع الراهن، على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وقال هرئيل إنه في الوقت الذي يخوض كل من يعالون وبينت وغانتس، ووزراء آخرون، حربا على ما جاء في التقرير، فإن نتنياهو ظل بعيدا عن هذه النزاعات، وواصل تكريس صورته كسياسي محنك يحقق إنجازات على مستوى عالمي.

مع ذلك، أشار هرئيل إلى أنه في نهاية المطاف فإن المسؤول الرئيسي عن الإخفاقات التي كانت من نصيب جيش الاحتلال خلال العدوان الأخير على غزة هو رئيس الحكومة نتنياهو، لا سيما كل ما يتعلق بعدم عقد جلسات ومداولات استراتيجية بشأن مواجهة الأنفاق، حتى وإن كان يعالون ونتنياهو أول من شخّص خطر الأنفاق كخطر استراتيجي في ديسمبر/كانون الأول 2013، أي قبل الحرب بسبعة أشهر، لكنه لم يوعز للجيش بوضع خطط عملياتية لمواجهتها.

كما أن تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي يوجه لنتنياهو انتقادات شديدة بشأن عدم إطلاع الكابينيت السياسي والأمني على تقديرات أجهزة الاستخبارات العسكرية، بل حدد أن نتنياهو أخفى المعلومات عن الكابينيت بشكل منهجي.

كما انتقد مراقب الدولة رئيس الحكومة لأنه لم يعرض خيارات سياسية أخرى تجنب الحكومة شن الحرب.

في المقابل، نشرت الصحف الإسرائيلية، أمس، تصريحا نسبته لأحد وزراء الكابينيت السياسي الأمني السابق (الذي أدار الحرب عام 2014) اعتبر فيه أن الكابينيت الإسرائيلي كان مشغولا خلال الحرب على غزة بصراعات داخلية، وأن كلا من نفتالي بينت وأفيغدور ليبرمان سعيا خلال الحرب لإسقاط حكومة نتنياهو.