لبنان: خلاف داخل بلدية عرسال والجيش يواصل قصف "داعش"

07 اغسطس 2017
تعزيزات للجيش اللبناني من أجل المعركة ضد "داعش" (Getty)
+ الخط -
انتقل الخلاف حول العملية العسكرية التي شنها "حزب الله" اللبناني على جرد بلدة عرسال على الحدود الشرقية مع سورية إلى داخل البلدة، مع الاشتباك الكلامي الذي يدور بين رئيس البلدية، باسل الحجيري، ونائبته ريما كرنبي، على خلفية زيارة رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله"، الشيخ محمد يزبك، لـ"شكر الحزب على تحرير الجرود من الإرهابيين"، وهو ما رفضه الحجيري الذي أكد عدم تكليف البلدية أو رئيسها للسيدة كرنبي القيام بأي زيارات، لترد نائبة الرئيس عليه بالتأكيد على تقديم مصلحة البلدة خلال الزيارة.

وتحول الخلاف إلى علني بين أعضاء البلدية مع اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتبادل الاتهامات بمساندة "حزب الله"، أو بـ"محاولة فتح خطوط تواصل مع الحزب".

وأكدت مصادر محلية في البلدة لـ"العربي الجديد" أن الزيارة تم تنسيقها عبر مذيع في إحدى القنوات التلفزيونية المُقربة من "حزب الله"، وهو من بلدة عرسال، علماً بأن البلدة كانت ومنذ انطلاق الثورة السورية هدفاً لحملات إعلامية وسياسية مُنظمة استهدفتها بسبب موقعها الجغرافي الملاصق للحدود وبسبب تدفق عشرات آلاف اللاجئين إليها، وأيضاً بسبب تأييد عدد كبير من أبنائها للثورة ومعارضتهم قتال "حزب الله" إلى جانب النظام في سورية

واليوم، وبعد إنهاء الجزء الأدق من عملية التبادل بين "حزب الله" و"جبهة النصرة" الذي قضى بتسليم 8 من أسرى الحزب مقابل مغادرة مسلحي النصرة وأسرهم، وحوالى 10 آلاف لاجئ إلى محافظة إدلب شمالي سورية، أعلن "جهاز الإعلام الحربي" التابع لـ"حزب الله" عن استكمال الخطوات العملية لانتقال مسلحي "سرايا أهل الشام" ومعهم أسرهم وحوالى 3 آلاف لاجئ إلى مدينة الرحيبة في القلمون الشرقي، وهي المدينة التي أنجزت قبل حوالى شهر اتفاق مصالحة مع قيادة القوات الروسية في ريف دمشق.

وكان مقاتلو "أهل الشام" قد أثاروا الجدل بسبب دورهم في معركة جرد عرسال بين النصرة "وحزب الله"، التي خاضوها إلى جانب النصرة بعد تعثر مفاوضاتهم مع الحزب اللبناني لإجلاء آلاف اللاجئين إلى بلدات القلمون مقابل توليهم دور الشرطة العسكرية في المنطقة، قبل أن يُعلنوا انسحابهم من المعركة في يومها الأول واستئناف المفاوضات مع الحزب. 


 
الجيش يحاصر "داعش"

وعلى بعد كيلومترات قليلة، تشهد مناطق انتشار مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، شمالي عرسال، تكثيفا لضربات الجيش اللبناني، الذي أعلن تمركز قوات إضافية على مجموعة مرتفعات "لإحكام الطوق على المجموعات الإرهابية التابعة لداعش". وهي مرتفعات كانت تُشكل الحدود الفاصلة بين مواقع انتشار "داعش" و"النصرة" بين جرود بلدتي عرسال والفاكهة اللبنانيتين، علماً بأن التنظيم ينتشر في جرود بلدتي رأس بعلبك والقاع إلى جانب جرد الفاكهة.

وواصلت مدفعية الجيش اللبناني وسلاح الجو استهداف بعض المقرات المعروفة لـ"داعش" في هذه المناطق، إلى جانب إعلان "حزب الله" عن استهداف تجمع لمقاتلي التنظيم.

ومن المتوقع أن تشهد المنطقة خلال فترة وجيزة إعلان الجيش عن عملية عسكرية لاستعادة المناطق اللبنانية التي ينتشر فيها مقاتلو التنظيم، بعد استقدام تعزيزات إضافية إلى البقاع الشمالي وتكثيف القصف.

وبعد ظهر اليوم الإثنين، سقطت 5 قذائف خارج بلدة القاع مصدرها مواقع "داعش"، دون تسجيل إصابات.

ولا يزال مصير 9 عسكريين اختطفهم مقاتلو "داعش" خلال معركة عرسال عام 2014 مجهولاً، مع تأكيد المدير العام لجهاز الأمن العام اللبناني أن إطلاق أي مفاوضات بشأن جلاء "داعش" بشكل آمن إلى الداخل السوري مرتبط بكشف مصير العسكريين.