وأضافت المصادر، التي تحدثت مع "العربي الجديد"، أن الوفد المصري دعا حركة "حماس" إلى ضرورة المراجعة الفنية لمنظومة الصواريخ الخاصة بها، مع تقديم توصية بإخراج الصواريخ من طراز جعبري (نسبة إلى رئيس أركان كتائب القسام أحمد الجعبري الذي اغتاله الاحتلال عام 2012)، والتي تعد الأبعد مدى ضمن منظومة الحركة، من منظومتها في الوقت الراهن بسبب وجود خلل بها، يجعلها مرشحة دائما لإحداث أزمات في المنطقة كما حدث مؤخرا.
وأشارت المصادر إلى أن التوصية الأمنية من جانب الوفد جاءت بعد تعلل الحركة بحدوث أخطاء تسببت في إطلاق الصواريخ خلال إجراء عمليات صيانة لها.
وكشفت المصادر أن "حماس" أبدت مرونة مع بعض المقترحات المصرية، مشيرة إلى أنها وافقت على تهدئة مسيرات الذكرى السنوية لإطلاق مسيرة العودة، حيث تم التوافق على إبعاد المتظاهرين عن السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة، والاتفاق على مسافة 300 متر بعيداً عن السياج تجنبا لوقوع مصادمات.
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إنه يجري العمل الآن "مع الإخوة في مصر، وعبْر الوفد المصري الموجود حاليا بغزة، على حل للأزمة الإنسانية في غزة بشكل يضمن إنهاء معاناة أهلنا وتعزيز كرامتهم في بلدهم، وذلك من خلال التوصل لتفاهمات جدية تُحترم من قبل العدو، خاصة ضرورة وقف النار والعدوان وإدخال المساعدات الإنسانية، وتنفيذ المشاريع وفتح المعابر والصيد ومشاريع التشغيل، ومعالجة القضايا المزمنة كالكهرباء وغيرها، وذلك على طريق إنهاء حصار قطاع غزة، وتجنيبه المزيد من المعاناة التي سببها الاحتلال والحصار والعدوان".
وأضاف هنية في بيان مكتوب: "سنواصل اليوم مباحثاتنا الماراثونية المستمرة منذ أمس الأول مع الإخوة المصريين، وبمشاركة الفصائل الوطنية، استكمالا لكل الحوارات السابقة من أجل تحقيق الهدف المنشود"، موضحا: "إننا أمام مفترق طرق وفحص جاد لمواقف الاحتلال وردوده على مطالب شعبنا، وفي ضوء ذلك سيتم تحديد المسار الذي ستكون الأوضاع عليه في الساعات القادمة وفي مليونية يوم الأرض غدا بإذن الله، خاصة أننا في الشوط الأخير الذي ستكون نتائجه شديدة التأثير في قرار الحركة والفصائل، وتحديد الوجهة القادمة وكل الخيارات مطروحة".
وتابع: "إننا في تواصل مكثف مع الإخوة في قطر الشقيقة في سياق الدور الأصيل الذي قامت به وما زالت لتخفيف الحصار وإعادة الإعمار، وهم بدورهم يواصلون جهودهم لتحقيق هذا الهدف من خلال اتصالاتهم ومتابعتهم مع الأطراف ذات الصلة ودعمهم المالي الكبير، فيما اتصالاتنا أيضا مع الأمم المتحدة مستمرة على قدم وساق لأهمية وشمولية دورها على هذا الصعيد".
وأكد هنية أن المباحثات الجارية تركز أيضاً على قضية الأسرى والتطورات الأخيرة في السجون، وخاصة ما جرى في سجن النقب من قمع وهجمة بربرية يتعرض لها الأسرى، مشيرا إلى أن قضية القدس وباب الرحمة حاضرة بقوة على طاولة التداول. وأضاف "نحن مستعدون لكل السيناريوهات وكل البدائل، ولن نتردد في اتخاذ القرار الذي يحقق مصالح شعبنا ويستثمر التضحيات الجسام التي قدمها شبابنا في مسيرات العودة وكسر الحصار".
وكانت مصادر مصرية قد كشفت لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أن الجانب الإسرائيلي عرض وثيقة تتضمن مجموعة من التسهيلات التي من الممكن أن يقدمها على مراحل خلال الفترة الحالية، مقابل التزام الفصائل بوقف كافة أشكال التصعيد والمظاهرات.
وتضمنت تلك التسهيلات بحسب المصادر "زيادة عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة عن طريق معبر كرم أبو سالم، وزيادة مشروع التشغيل المؤقت التابع للأمم المتحدة لـ40 ألف شخص، وتوسيع مساحة الصيد قبالة شواطئ غزة لتصل إلى 12 ميلا، وتطوير خطوط الكهرباء من إسرائيل إلى قطاع غزة، وتسهيلات في التصدير والاستيراد، والمصادقة على إدخال جزء من المواد التي كانت تعتبر مزدوجة الاستعمال ويمنع إدخالها في السابق".
كما تشمل فتح المنطقة الصناعية في إيريز، والسماح بإدخال أموال المنحة القطرية لغزة دون عرقلة وفي مواعيد محددة وواضحة.
وتابعت المصادر أنه في مقابل ذلك، أرفق الجانب الإسرائيلي حزمة مطالب للتسهيلات التي طرحها للوسيط المصري، تضمنت وقفَ المواجهات الليلية، ووقف المسير البحري في شمالي القطاع قبالة "زيكيم" بشكل كامل، والتعهد بألا تكون مليونية العودة يوم السبت، في ذكرى يوم الأرض وذكرى مرور عام على مسيرات العودة، عنيفة.