انتقادات متبادلة بين "فتح" و"الجبهة الشعبية" حول التطبيع

18 سبتمبر 2016
عباس استقبل وفدا من المنظمات اليهودية بالمكسيك (عصام الريماوي/الأناضول)
+ الخط -
استهجنت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، اليوم الأحد، ما ورد في بيان صادر عن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، قبل أيام حول التطبيع.

وقالت مركزية "فتح"، في بيان، إن "بيان الشعبية يتطاول على الرئيس محمود عباس، بسبب اللقاءات التي أجراها في وضح النهار مع وفد من المنظمات اليهودية في المكسيك، وكل القوى اليهودية الإسرائيلية والعالمية في أميركا وأوروبا وأميركا اللاتينية، الراغبة في التوصل إلى حل ينهي الصراع".

ولفتت إلى أن "هذا الحل من شأنه أن ينهي الصراع على قاعدة قرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دوراته المتعاقبة، منذ أن تبنى برنامج النقاط العشر عام 1974 وحتى يومنا هذا، مروراً ببيان الاستقلال الذي تلاه الرئيس الراحل ياسر عرفات يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988 أمام المجلس الوطني الفلسطيني في دورته التاسعة عشرة في الجزائر، وأكدته قرارات الشرعية الدولية القائمة على أساس انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

وأضافت أنها "تحمّلت على مدى العقود الماضية سيولاً من الانتقادات والهجمات التي حملت مضامين التطاول على قياداتها وكوادرها من جانب قوى سياسية وفصائل فلسطينية اصطفت ضد سياسات فتح وقراراتها الشجاعة، ثم وجدت نفسها تلهث لالتقاط ما تيسر لها من إنجازات حققتها فتح ببطولات أبنائها وبدماء الشهداء جيلا بعد جيل" وفق البيان.

وأكدت أن "كل أشكال المواجهة مع الاحتلال، بما فيها السياسية والإعلامية والجماهيرية وغيرها، هي وسائل مشروعة، أقرتها كل الأعراف الدولية، والمجلس الوطني الفلسطيني في كل دوراته، ولا يعقل أن ينكرها على حركة فتح فصيل أساسي نحترمه في الساحة الفلسطينية كالجبهة الشعبية".

واستنكرت مركزية "فتح"، "المنحى الذي اتخذه ذلك البيان حين تعرّض إلى محمد المدني، عضو اللجنة المركزية ورئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، بسبب النشاطات التي قام وما زال يقوم بها من أجل "دق الخزان من الداخل"، كما ورد في رواية القلم الثائر غسان كنفاني".

ولفتت إلى أن لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي التي شكلها الرئيس عباس بقرار رسمي يوم 4 ديسمبر/كانون الأول 2012 في اجتماع القيادة الفلسطينية كاملة، بمن فيها ممثلو الجبهة الشعبية، تعمل على التواصل مع شرائح متعددة من المجتمع الإسرائيلي والمنظمات اليهودية العالمية، وإقناعها بأن طريق الاحتلال والتنكر لحق الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يحققا لإسرائيل الأمن والسلام اللذين تتباكى عليهما لتبرير العدوان والاحتلال.

وقالت مركزية "فتح"، إن "هذا الهجوم يتساوق تماماً مع امتعاض الحكومة الإسرائيلية من هذا النشاط، لدرجة أن وزير الحرب، أفيغدور ليبرمان، اتخذ قراره المعروف بالحد من حركة الأخ المدني ومنعه من الدخول إلى إسرائيل في إطار قيامه بمهامه في اللجنة، ويكفي هذا التوافق المشترك بين الاحتلال وحكومته وبين الجبهة الشعبية للدلالة على الخطأ الفاحش الذي وقعت فيه الجبهة، ما يهدد بانزلاقها إلى منحدر لا تريده لها حركة فتح، فاللقاء لم يكن الأول من نوعه ولن يكون الأخير".

وكانت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" قد أصدرت، أول من أمس الجمعة، بياناً استهجنت فيه ما أسمتها "اللقاءات السياسية العبثية التي تجريها القيادة الفلسطينية مع منظمات الحركة الصهيونية، والتي كان آخرها استقبال الرئيس عباس وفدا صهيونيا من المكسيك".


وطالبت الجبهة، عباس بـ"الوقف الفوري للقاءات التطبيعية والتي تلحق ضرراً بالغاً بالقضية الفلسطينية، وتُشكّل استهتاراً بمشاعر الشعب الفلسطيني وبقرارات مقاطعة الاحتلال التي تحظى بالإجماع الشعبي والوطني والعربي والدولي".

ولفتت إلى أنه في "الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال إرهابه ضد الشعب الفلسطيني تستمر القيادة المتنفذة في معاندة شعبها باللهاث وراء سراب المفاوضات والتسوية، عبر استمرار لقاءاتها التطبيعية في الغرف المغلقة وفي اللقاءات الرسمية مع الاحتلال، والتي تشوّه صورة القضية والنضال الفلسطيني، في وقت تتعاظم فيه حركة المقاطعة الدولية والشعبية ضد الاحتلال والشركات الداعمة له، وتتوسع حالة التضامن مع الشعب الفلسطيني".

وحذرت الجبهة من الدور الخطير الذي يقوم به محمد المدني، وقالت إنه "يتفاخر وبشكل علني بلقاءاته واتصالاته مع الكيان الصهيوني وأفراد الحركة الصهيونية في العالم".

ودعت الجبهة، جماهير الشعب والقوى والفصائل الفلسطينية إلى مواجهة هذا النهج لحل وإلغاء ما يسمى "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي"، واعتبارها لجنة خارجة عن الصف الوطني، وإخضاع الرئيس عباس للمساءلة على تجاوزاته المتكررة للقرارات الوطنية، وبصفته المسؤول الأول عن هذا العبث.

وأكدت قرار اللجنة الوطنية للمقاطعة الداعي إلى حل ما يسمى "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" فوراً، إثر دور هذه اللجنة في المشاركة بمؤتمرات التطبيع، وكان آخرها مشاركة شخصيات فلسطينية في مؤتمر هرتسيليا الإسرائيلي، مطالبة حركة فتح بإدانة ومحاسبة هذا القيادي واتخاذ مواقف واضحة من الدور التخريبي الذي تقوم به هذه اللجنة.