المصريّون في إجازة للتفرّغ لمباريات "المونديال"

10 يونيو 2014
ينتظر المصريّون انطلاقة المونديال بفارغ الصبر(فيكتوريا هازو/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

لن يفوّت المصريّون مباريات كأس العالم. حسم كثيرون قرارهم بالابتعاد عن السياسة لبعض الوقت، بعدما أنهكتهم. هذا شهر الحماس والتحدي والرهانات. التحضيرات على قدم وساق. في معظم الأحياء الشعبية، تربط أسلاك البيوت بالمقاهي التي أمّنت نقل المباريات من خلال الاشتراك بقناة "الجزيرة" التي تملك حق البث. يمكنهم مشاهدة جميع المباريات بـ 30 جنيهاً فقط، على أن يرتفع الرقم قليلاً إلى 50 جنيهاً للراغبين في متابعتها في المقهى.

يعرف هؤلاء أنّ هذه الأسلاك مخالفة للقانون. مع ذلك، يصرّون على الفرح بعد كل حوادث العنف التي ترافق يومياتهم. وليس مستغرباً أنّ تجد سلّماً خشبياً وقد أُسند إلى حائط إحدى الأبنية لتوصيل الأسلاك. يقول صاحب أحد المقاهي سالم مسعود: "فلتشاهد الناس المباريات. سآخذ من الزبون 3 جنيهات فقط. نحن لا نسرق. نريد إسعاد الناس فقط". 

بدوره، ينتظر سمير أبو طه الذي يعمل في مقهى في منطقة البورصة (وسط البلد) بدء المباريات بفارغ الصبر. يقول: "يأتي الكثير من الناس حتى نشعر كأننا داخل الملعب". ويضيف زميله أحمد حسانين أنّ "الناس تضع أعلام البلدان التي تشجعها. وغالباً ما تكون الأرجحية لمنتخب البرازيل".

بدأ الكثيرون تنظيم حياتهم وفقاً لجدول المباريات. حتى أنّ البعض أعد الخطط لتقليص ساعات العمل. يبدو محمد عبد المعين متيقناً من أنّ المباريات ستؤثر على عمله. مع ذلك، فالأوليّة لها. لا يبدو قلقاً. كأن المصريين، أصحاب عمل وموظفين، تواطؤوا على تمرير هذا الشهر بأقل خسائر ممكنة. فكُرة القدم هي شغفهم. ينوي محمد "عدم الذهاب إلى العمل حين يكون متعباً بسبب مشاهدة المباريات".

بدوره، يقول أحمد (اسم مستعار) إنّه "لن يذهب إلى العمل، وقد اتفق مع زميلته المسؤولة عن تسجيل الحضور على التستر عليه".

رهانات

في أحد مقاهي وسط القاهرة، كان النقاش محتدماً. بدأ الجالسون الرهان على المنتخب الذي سيفوز حتماً، بهدف التسلية. صحيح أنّ المونديال لم ينطلق بعد، إلا أنّ المقاهي باتت جاهزة تماماً لاستقباله. جلبوا كل شيء، حتى صناديق المياه الغازية. وأضيفت الكراسي للمتحمسين.  

لمّ شمل

يفضل بعض المصريين متابعة المباريات داخل منازلهم. وتقول زينات عبد التواب إنّ "المونديال فرصة للمّ شمل العائلة. وهي من المرّات القليلة التي يجتمع فيها الأولاد ووالدهم، وخصوصاً أنّ ازدحام المقاهي يكاد لا يحتمل". وتضيف أنّها "تتولى تحضير الشاي لهم". أما منى عبد المعطي، التي تشجع منتخب البرازيل، فتشير إلى أنّ "الطقس الحار سيدفعها إلى مشاهدة جميع المباريات في المنزل".

بعكس عبد التواب وعبد المعطي، يرى شمندي إبراهيم أنّه "لا طعم لمشاهدة المباريات في البيت"، مضيفاً أنّه "يحرص على متابعة جميع المباريات مع الأصدقاء في أحد المقاهي للاستمتاع بالتشجيع".

في المقابل، يعرب بعض الأهل عن قلقهم من تزامن انطلاقة المونديال مع امتحانات الثانوية العامة. ويقول محمد سلامة إنّ "ابنه يعشق كرة القدم، وقد يهمل دروسه".

المصريون جاهزون إذاً. وملأت أعلام منتخب البرازيل شوارع القاهرة. هم في انتظار المباراة الأولى بين البرازيل وكرواتيا. صحيح أنّ النتيجة بنظرهم محسومة. لكنهم يسعون إلى الفرح.