الكابينت الإسرائيلي يجتمع اليوم لمناقشة التصعيد في قطاع غزة

05 مايو 2019
انتقد أكثر من معلّق سياسة نتنياهو (غالي تيبون/فرانس برس)
+ الخط -

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ الكابينت الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية سيجتمع، ظهر اليوم الأحد، لمناقشة التصعيد في قطاع غزة، مع استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية، إنّ جيش الاحتلال استهدف، لغاية الآن، 200 هدف للمقاومة الفلسطينية وفصائلها في قطاع غزة، بعد أن كانت الفصائل أمطرت إسرائيل، منذ الجمعة، بنحو 430 صاروخاً، سبّبت أضراراً بالغة في مستوطنات "غلاف غزة".

ولفتت الإذاعة الإسرائيلية إلى أنّه من المنتظر أيضاً أن يصادق الكابينت الإسرائيلي على سلسلة من الخطوات والعمليات ضد قطاع غزة، مشيرة إلى أنّ المستوى السياسي طلب من الجيش الاستعداد لعدة أيام من المواجهة والتصعيد العسكري، وأنّ التعليمات للجيش هي توجيه ضربات في القطاع.

ووفقاً للمصادر الإسرائيلية، فقد توفي إسرائيلي متأثراً بجراحه بعد إصابته بشظايا صاروخ سقط في عسقلان، فيما استقبلت المشافي الإسرائيلية أكثر من 80 مصاباً إسرائيلياً بجراح وحالات هلع.

وأعلنت سلطات إسرائيلية محلية، عن إغلاق المدارس والمؤسسات العامة في محيط "غلاف غزة" حتى مدى 40 كيلومتراً.

واستُشهد 7 فلسطينيين وجُرح 43 آخرون، نتيجة الغارات الإسرائيلية التي تستهدف قطاع غزة، منذ صباح أمس السبت. وكان قد استُشهد أربعة فلسطينيين، الجمعة؛ اثنان منهم في قصف لموقع يتبع "كتائب القسام"، والآخران قضيا متأثرين بجراحهما عقب قمع الاحتلال الإسرائيلي المتظاهرين في "مسيرات العودة وكسر الحصار".

واتهمت قيادات في جيش الاحتلال، بحسب الصحف الإسرائيلية، حركة "الجهاد الإسلامي"، بالمسؤولية عن تفجير جولة التصعيد الحالية، زاعمة أنّها بادرت إلى عملية إطلاق النار، الجمعة، باتجاه ضابط وجندي إسرائيلي، تبعاً لتعليمات من قادة الحركة في العاصمة السورية دمشق، وأوامر من إيران.

في المقابل، هاجم أكثر من معلّق إسرائيلي، رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو، محمّلين إياه مسؤولية تفجير الأوضاع، نتيجة للسياسة التي يتبعها.

وذكر كل من بن كاسبيت في صحيفة "معاريف"، وبن درور يمين في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنّ سياسة نتنياهو تقوم على تكريس الوضع القائم في قطاع غزة، وعدم السعي لإسقاط حكومة "حماس"، بهدف الاستفادة من الانقسام بين القطاع وبين الضفة الغربية المحتلة، لخدمة سياسات الضم الزاحف في الضفة، والإبقاء على القطيعة مع السلطة الفلسطينية في رام الله، للوصول بإسرائيل إلى دولة واحدة تشمل الأراضي الفلسطينية، من دون أي اهتمام بمصير وأوضاع سكان الجنوب.

وفي صحيفة "هآرتس"، اعتبر عاموس هرئيل، أنّ "حماس" تحاول تحقق مكاسب وابتزاز إسرائيل لتحقيق أهدافها، مستغلة اقتراب موعد "استقلال" إسرائيل، هذا الأسبوع، وتنظيم مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن"، الأسبوع المقبل في تل أبيب.



وفيما نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر فلسطينية وعربية، وجود اتصالات حثيثة تقوم بها مصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، اعتبر محلل الشؤون العسكرية في "معاريف"، طال بن شالوم، أنّ دورة التصعيد العسكري الحالية "لن تكون قصيرة الأمد كسابقاتها، وقد تطول هذه المرة لعدة أيام".

وبالرغم من تقارير تتحدث عن مواصلة مصر اتصالات لوقف التصعيد، والعودة إلى تفاهمات التهدئة الأخيرة، إلا أنّ الجهات الإسرائيلية الرسمية، نفت في تصريحات للإعلام الإسرائيلي، وجود مثل هذه الاتصالات.

في المقابل، أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى أنّ العام الأخير شهد سيناريو متكرراً، تتحدث فيه "حماس" عن اتصالات وتفاهمات، فيما تصمت إسرائيل الرسمية أو تنفي وجودها، ليتضح بعد ذلك صحة ما ذكرته الفصائل الفلسطينية.

وفي هذا السياق، ارتفعت أصوات إسرائيلية في المعارضة لتتهم حكومة الاحتلال بالتهاون في تعاملها مع حركة "حماس" وعدم اتباع سياسة متشددة، بل سياسة أدت إلى تآكل الردع الذي حققه عدوان "الجرف الصامد" في عام 2014، وفق ما ذهب إليه وزير الأمن الأسبق موشيه يعالون، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية.

الاحتلال يستعد لجولة تصعيد

في الأثناء، أعلن الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، العقيد رونين ملينس، اليوم الأحد، في إيجاز مع المراسلين العسكريين، أنّه تقرر، في ختام جلسة تقدير للأوضاع عقدها رئيس أركان الجيش مع قائد المنطقة الجنوبية، الاستعداد لجولة تصعيد تستمر لعدة أيام، وأنّه تم إصدار تعليمات للواء المدرعات السابع بالانتشار باتجاه قطاع غزة، والاستعداد لعمليات هجومية.

ونقل المراسل العسكري في الإذاعة الإسرائيلية، أنّه على الرغم من ذلك، فإنّ نتنياهو لا يتجه حالياً نحو عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.