وأكد مصدر سياسي عراقي، لـ"العربي الجديد"، وجود حراك برلماني واسع يسعى لحشد التأييد لإصدار قرار برلماني يقضي بتأجيل انتخابات مجالس المحافظات، وذلك بسبب عدم الجاهزية لإجرائها في موعدها، موضحا أن البرلمان شبه منقسم بهذا الشأن، لكن الكفة تميل إلى المعسكر المطالب بالتأجيل.
وأضاف: "قدم المطالبون بتأجيل الانتخابات مبررات شبه مقبولة، أبرزها عدم تحرير جميع المدن والمناطق من سيطرة داعش، واحتمال إقالة مفوضية الانتخابات أو تغييرها، فضلا عن صعوبة البت بنزاهة الانتخابات إذا أجريت في ظل سيطرة مليشيات الحشد الشعبي على مناطق بأكملها"، مبينا أن قرار إجراء الانتخابات من عدمه يعود للسلطة التشريعية.
إلى ذلك، أكدت عضو البرلمان العراقي عن كتلة "التغيير" الكردية، سروة عبد الواحد، وجود رغبة داخل البرلمان لتأجيل الانتخابات المحلية، موضحة خلال تصريح صحافي، أن أغلب الكتل السياسية متوجهة نحو تأجيل انتخابات مجالس المحافظات ودمجها مع الانتخابات البرلمانية.
وأشارت إلى أن المطالبة بالتأجيل تنسجم مع تطلعات ومصالح بعض القوى السياسية، لافتة إلى عدة أسباب تدعو للتأجيل، منها اللغط الدائر حول مفوضية الانتخابات، وعدم اكتمال ملف النازحين، فضلا عن عدم وجود قانون للانتخابات.
وفي سياق متصل، دعا عضو مجلس محافظة الأنبار (غرب العراق)، فرحان محمد، إلى تأجيل إجراء الانتخابات المحلية المقبلة لحين استعادة مناطق غربي المحافظة من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، موضحا خلال حديث متلفز أن الانتخابات يجب ألا تجري قبل عودة النازحين إلى مناطقهم، وضمان الاستقرار الشامل في الأنبار.
وأضاف أن "الظروف التي تمر بها محافظة الأنبار، ومنها عدم القدرة على استعادة المناطق التي ما تزال تحت سيطرة تنظيم داعش، ووجود عدد كبير من الأسر النازحة التي ما تزال في مناطق نزوحها في المخيمات وبغداد والمحافظات الجنوبية والشمالية، أمور تتطلب تأجيل الانتخابات"، مرجحا ألا تشهد الانتخابات المحلية، إن أجريت في موعدها، إقبالا من قبل الناخبين.
وأشار إلى أن تأجيل الانتخابات إلى ما بعد استعادة المناطق من سيطرة تنظيم "داعش" سيؤدي إلى ضمان فتح مراكز انتخابية في بلدات القائم وراوة وعانة بعد تحريرها من التنظيم، لافتا إلى وجود كثافة سكانية في هذه المناطق التي تمتد حتى الحدود العراقية مع سورية.
وعلى الرغم من إعلان القوات العراقية العام الماضي عن تحرير مدن مهمة في محافظة الأنبار، كالفلوجة والرمادي وهيت والرطبة، إلا أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ما يزال يسيطر على بلدات القائم وراوة وعانة، غربي المحافظة، الأمر الذي يجعل إمكانية الحديث عن إجراء انتخابات في هذه المناطق بالوقت الحاضر غير ممكن.