بابا نويل وحبّ المراهقة

23 ديسمبر 2014
لم يزر بابا نويل منزلها منذ كانت طفلة (Getty)
+ الخط -
لم يزر بابا نويل منزلها قط منذ كانت طفلة، اعتادت على الأمر ولم تعد تتوقّع قدومه. تستمتع اليوم بالعيد وجمعة العائلة لتناول العشاء، تفرح بتحضيرات ليلة الميلاد وتبقى لمنطقة زحلة مكانةٌ مميزة في قلبها.

تكلّل ذلك العام بنجاحها في إقناع والدها بالموافقة على خطبتها إلى من أحبّته منذ سنتين، هي التي تبلغ التاسعة عشر ربيعاً، رغم أنّها لن تتمكّن من تمضية مساء عيد الميلاد معه. شعور الانتصار يُرافقها حتى اليوم بعد المعاناة والمحاولات التي أفضت إلى مشاكل عائلية جمّة وأدخلتها المستشفى بسبب دفاعها عن حبّ المراهقة.

كانت السماء صافية على الرغم من الصقيع الذي غمَر المنطقة، وبما أنّه مساء الميلاد، شرّع الجيران أبواب المنازل المتلاصقة ببعضها البعض. وقفت أمام منزلها تراقب حركة العيد، شعرت فجأةً بأنً أحدهم يتقدّم نحوها، أحسّت بالارتباك، ارتجفت كطفلة ورفضت تقدّم ذلك الرجل بزيه المزخرف منها. استدارت قبل أن يصل إليها ودخلت إلى منزلها مسرعةً، جلست في غرفة الجلوس وراحت تتحدّث إلى العائلة، مسترقةً النظر بطرف عينها خشية من تعقبها، لكن رنين ذلك الجرس اقترب منها أكثر وأكثر حتى وقف بابا نويل أمامها مباشرة، نظرت إليه وقالت له متلعثمة: "ماذا تريد؟ هل تبحث عن شخص ما؟" هزّ برأسه نافياً وقدّم لها هدية.
ابتسمت بخجل ولم تصدق، الهدية أدخلت فرحةً غير متوقعة إلى قلبها. اليوم، بعد مرور نحو عشرين عاماً، لا تزال تذكر ذلك الميلاد حين حقّق خطيبها حلم الطفولة وأتى إليها بثياب بابا نويل، أزال القناع عن وجهه وابتسم، متمنياً لها ميلاداً مجيداً، تأكدت يومها أن الحرب التي خاضتها مع والدها للفوز به لم تذهب هباء.

مرّت سنوات لتكتشف لاحقاً أنّ بابا نويل ذلك المساء كان أكبر كذبة انطلت عليها، كما نخدع أطفالنا به وننسى جوهر العيد ورمزه المقدّس ألا وهو ولادة يسوع المسيح، اعتقدت هي أنّ ذلك الموقف حدّد شخصية خطيبها وشريك حياتها.

بقيت تلك التوقّعات محض أوهام تستهزئ بها وتسخر منها، كلّما عادت بها الذاكرة إلى مساء ذلك الميلاد.
دلالات
المساهمون