نجم الكوميديا: الإنتاج المصري بوجه الخليجي؟

09 مارس 2016
سيرين عبد النور( أضواء المدينة)
+ الخط -
ينطلق يوم السبت المقبل العرض الأول لبرنامج"نجم الكوميديا"، الفكرة التي ينفذها تلفزيون "الحياة" المصري في بيروت، وتتخذ من مواهب الكوميديا مادة لاختبارات خاصة على عدد من المتبارين، تقدموا بالعشرات، وتكفلت "الحياة" المصرية بالاتفاق مع mtv اللبنانية بمساعدتهم وتتويج واحد منهم بأفضل "كوميديان" عربي بعد 13 أسبوعاً.

تهرب محطة "الحياة" المصرية من الأزمات المالية باتجاه بيروت، وتحاول مجدداً كسب المشاهد العربي بثوب مصري - لبناني يرفع قدرة المشاهدة ويغذي السوق المصرية المتأرجحة بين نار السياسة والوضع الاقتصادي الصعب.

أزمة لم تدفع المحطات المصرية ثمنها لوحدها، بل أصبحت معاناة في كل المحطات العربية بسبب الـ "شح" المالي المرهون بالظروف الأمنية والاقتصادية لا محال.
لكن الأمل أمام مسؤولي الإنتاج في المؤسسات الفضائية يبقى ساريًا، وهذه المرة عبر التوأمة بين القاهرة وبيروت وانفتاح بدأ قبل سنوات في تعاون بين المحطات الأرضية والفضائية، وذلك من أجل تقديم مادة تلفزيونية جديدة.

إقرأ أيضاً: سيرين عبد النور لن تمثّل هذا العام 

قد تكون محطة mtv اللبنانية الوحيدة بين المحطات التي تستقطب هذا النوع من "التعاون" في الإنتاج العربي المشترك. تفاعل في التقنيات واستغلال شعبية النجوم، خصوصاً في الكوميديا اليوم، وأثرها على المشاهد للخروج بصيغة مشتركة.. 
مواجهة ربيعية هذه المرة بين mbc ، التي ارتاحت من مواهب الغناء، وبين قناة "الحياة" التي اتجهت إلى الـ "كوميديا" في المواهب. ورغم صعوبة الفكرة في بث الفكاهة والضحك في العالم العربي.. سينتظر المشاهد ليتعرف على نجم الكوميديا.

لا تبدو الأجواء التي سيطرت على الـ audition الخاص بالبرنامج الجديد "نجم الكوميديا" طوال الأسابيع السابقة مشابهة لبرنامج "كاستينغ" الذي عُرض على محطة أبو ظبي وmtv وخرّج مواهب استحقت لقب ممثل. على العكس كل الأجواء توحي بالخفّة، تدخل لجنة التحكيم المؤلفة من الفنان حسن حسني، ويجلس إلى جانبه الممثل محمد هنيدي على كرسي الوسط، ثم تدخل سيرين عبد النور لتأخذ مكانها على الكرسي الثالث.

سيرين عبد النور، التي اختارت إراديًا التوقف عن أي عمل درامي هذا العام بعد سلسلة من النجاحات، وشغلت نفسها ببرنامج "بلا حدود" الذي أنهى موسمه الثالث، تبدو واثقة جدًا بقدراتها في تقييم المواهب المشاركة، تقول لـ "العربي الجديد": نعم اختارتني قناة (الحياة) لأشارك في هذا العمل بعد أن شرحوا لي الفكرة والهدف من ورائها. أحببت التجربة، ورحبت بالفكرة الجديدة التي لم يسبق لأحد أن قام بها. مشاهد كوميدية لمواهب شبان وفتيات يبحثون عن مساحة للعمل.

في اعتقاد عبد النور أن الكوميديا "من أصعب الأمور التي يمكننا أن نواجه بها أحد، (إضحاك) الناس أو الاقتناع بأن ما نشاهده مدعاة للضحك.. ترددت بداية، لكنني وبعد دراسة وافقت على خوض تجربة (الحكم) في برنامج تصح تسميته بـالـ (لايت) وشجعني حضور الممثل محمد هنيدي والفنان حسن حسني إلى جانبي في لجنة التحكيم".

إقرأ أيضاً: هل أساء حسن حسني للمرأة المغربية؟

وعن تخصص الكوميديا الواجب أن يتمتع به عضو لجنة تحكيم البرنامج ، وهي القادمة من خلفية درامية تمتاز بالجديّة أكثر من الفكاهة، تقول عبد النور: "عندما قدمت فيلم (مبروك أبو العلمين) ونلت عليه مجموعة كبيرة من الجوائز كنت لا أزال في بداياتي، وهذا ما أمدني بجرعة زائدة من التعرّف على، أو الدخول إلى، عالم الكوميديا الكبير بكل تشعباته، عشت المرحلة، وجاءت سلسلة من الأعمال الدرامية الملتزمة نوعا ما، لكن الكوميديا لا تبتعد في تصوري عن الشخصيات الجادة أو الملتزمة في عالم الدراما. هناك العديد من الممثلين تخرجوا من الدراما في أعمال كبيرة وأبلوا بلاء حسنا في عالم الكوميديا والفكاهة. ثم جاء فيلم (سوء تفاهم) الذي قدّمته العام الماضي ونال نجاحاً جيداً واعتمد على الـ (لايت كوميدي) وكذلك في (24 قيراط) الذي قام أيضاً على المواقف الكوميدية الخفيفة التي تتناسب مع وجهة المسلسل العامة، كل ذلك يؤكد مدى قربي من الكوميديا في الأعمال التي قدمتها، وأمنيتي أن أحكم بالعدل على كل المشتركين في البرنامج".

وعن رؤيتها لأجواء لجان التحكيم التي أصبحت في يد الفنانين العرب من خلال برامج الغناء والمواهب الفنية الأخرى؟
تقول عبد النور إن كل شخص يجيد اختصاصه، ويؤثر في الناس له الحق في أن يكون أيضاً جزءاً من لجنة تحكيم فنية معينة، "أنا وجدت في هذا البرنامج قدرة في تحفيز المواهب على العطاء من خلال مواقف كوميدية، وكذلك كان محمد هنيدي وحسن حسني الذي يُعتبر أستاذاً في الكوميديا والدراما في آن معاً".

تؤكد سيرين عبد النور لـ "العربي الجديد" أن لجنة التحكيم على توافق تام في ما يتعلق بالمواهب، "لم نُجامل أحداً بل أعطينا آراءنا بصدق وموضوعية في كل المتقدمين للاختبارات الأولى، وسيشاهد الناس كيفية التعاون معهم، حتى أننا في بعض المواقف لم نضحك على (اسكتشات) بعض المتبارين الذين يلزمهم المزيد من التدريبات والموهبة ليحققوا المشاركة في البرنامج".

من جهته، يتولى المخرج اللبناني، باسم كريستو، الإشراف على البرنامج وإخراجه بطريقة مبتكرة جداً، وفق خطة مدروسة، يعتبرها كريستو تحدّياً له في هذا النوع من المنوعات. يقول كريستو لـ "العربي الجديد": "هو برنامج أصعب من البرامج الأخرى والسبب أنه لمواهب بعيدة ربما عن الرقص والغناء، كما هو حال مضمون البرامج الأخرى، كل ما عملنا عليه هو النقل بالصورة لتقديم مادة جيدة تقنع المشاهد مدة تسعين دقيقة، وكان الاهتمام بالغرافيك والإضاءة وتقنية جديدة تُسمى (أوغمونتد) في تحريك الصورة والمشاهد خلال عرض الحلقات". يقول كريستو في الحلقتين الأوليَيْن الاختبارات الأولى تأتي مختلفة عن باقي الحلقات، التي ستُقدم مُسجلة وليست مباشرة لفترة لمدة 13 أسبوعاً.

واختارت محطة Mtv اللبنانية كارلا حداد لتقديم "نجم الكوميديا" في موسمه الأول. ووفق المصادر، فإن اختيار حداد كان بسبب مشاركتها السابقة في عدد من البرامج الكوميدية الناقدة والفكاهية، فضلا عن تقديمها لعدد من برامج "المنوعات" مثل الرقص مع النجوم.

إقرأ ايضاً: مشاهير عرب يحافظون على إطلالاتهم الشبابية رغم تخطيهم الـ50

المساهمون