"سر القوارير" يُعيد السينما العراقية إلى الحياة

10 مايو 2015
ملصق الفيلم
+ الخط -

عاودت السينما العراقية نشاطها بأول فيلم سينمائي يُنتج في العراق؛ بعد قطيعة دامت لأكثر من عشرين عاماً، فقد كان آخر الأفلام العراقية السينمائية "افترض نفسك سعيداً" أنتج عام 1994.

والفيلم الجديد الذي بدأ عرضه مساء أمس السبت، في سينما المنصور وسط بغداد، وبنظام الحجز المسبق للتذاكر، يحمل عنوان "سر القوارير"، وهو فيلم للقاص العراقي عبد الستار البيضاني وإخراج علي حنون، وحضرت شخصيات عراقية فنية وثقافية العرض الأول للفيلم وسط احتفال كبير بعودة السينما العراقية للإنتاج مجدداً.

وحضرت في ليلة افتتاح الفيلم تقاليد سينمائية عالمية، مثل مشي النجوم على السجادة الحمراء، والتقاط الصور التذكارية، فيما كان الجمهور مستمتعاً بما يرى ويسمع.

وأشاد كتاب وفنانون بالفيلم، معتبرين أنهُ انطلاقة جديدة في عالم السينما، وقال الفنان العراقي مرتضى الزين لـ "العربي الجديد": إن "السينما العراقية منذ أربعينيات القرن الماضي، أعمالها ما زالت عالقة في الذاكرة العراقية بالعديد من الأفلام السينمائية كأفلام (القادسية) و(الحدود الملتهبة) و(الملك غازي) وعشرات الأفلام الأخرى، لكنها تعرضت للكثير من العراقيل، خاصةً في جانب الإنتاج حينما مر العراق بظروف قاسية خلال فترة الحصار الاقتصادي في التسعينيات، فكان آخر فيلم عرض تجارياً هو (افترض نفسك سعيداً) عام 1994".

وأضاف الزين "يعتبر فيلم (سر القوارير)، وهو أول فيلم يعرض تجارياً بعد عقدين من توقف الإنتاج السينمائي، خطوة جبارة وجريئة نحو النهوض بصناعة السينما العراقية والانطلاق نحو العربية والعالمية". وللسينما العراقية مسيرة طويلة بدأت في أربعينيات القرن الماضي، ولكن تأسيس أول شركة سينمائية كان عام 1955 لتكون الانطلاقة الحقيقية لصناعة السينما العراقية.

ويوضح الكاتب السينمائي صادق العبودي لـ "العربي الجديد" أنّ "شركة بغداد للإنتاج السينمائي كانت أول شركة تنطلق بهذا المضمار، وبدأت برأس مال بلغ أكثر من 20 ألف دينار عراقي، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، والتي سميت حينها بـ "شركة سومر للسينما المحدودة"، ودشنت أول أعمالها بفيلم جاد حمل عنوان (من المسؤول)، وكان الانطلاقة الأولى للسينما العراقية الجادة".




ويتابع العبودي: إطلاق أول فيلم سينمائي عراقي تجارياً لعام 2015 خطوة كبيرة نحو مستقبل زاهر للسينما العراقية، وقد أثار فيلم (سر القوارير) حماستنا كونه أول فيلم عراقي يعرض تجارياً بعد انقطاع دام 20 عاماً. ويعتبر المختصون أن فترة الأربعينيات كانت تمثل الخطوات الأولى للسينما العراقية، والتي شهدت تأسيس أول استوديو للتصوير السينمائي.

وبين المخرج جبار الملا أنّ "أربعينيات القرن الماضي شهدت الخطوات الأولى لصناعة السينما العراقية على يد الفنان الكبير حقي الشبلي مع مجموعة من الفنانين العراقيين، إذ تأسس عام 1948 استوديو بغداد السينمائي وأنتج فيلم (عليا وعصام) للمخرج الفرنسي اندريه شوتان وتمثيل إبراهيم جلال وسليمة مراد وجعفر السعدي ويحيى فائق، وعرض الفيلم عام 1949، وكانت البدايات في تلك الفترة متواضعة بعدد من الأفلام مثل (الليل في العراق) و(القاهرة/ بغداد) و(ابن الشرق)".

وأشار الملا إلى أنّ "السينما العراقية شهدت إنتاج أكثر من 100 فيلم بارز، أشهرها فيلم "القادسية عام 1981"، وفيلم "الحدود الملتهبة عام 1985"، وعدد آخر من الأفلام السينمائية، ولكن عرضها بشكل تجاري كان محدوداً وتوقف عام 1994". وأنتج كثير من الشباب الهواة بعد عام 2003 عدداً من الأفلام لكن بعضها كان متواضعاً، بسبب ضعف الإنتاج والبعض الآخر لم يشكل انطلاقة نحو العروض التجارية.

ويوضح المؤلف مازن الحسن أن "أكثر من 38 فيلماً تم إنتاجها بعد عام 2003، أغلبها كانت لشباب ومخرجين هواة وكانت محاولات جريئة في عدد من الأفلام لتشكيل انطلاقة نحو السينما التجارية، وفعلاً جاء فيلم (سر القوارير) لعام 2015 ليشكل انطلاقة تجارية كبيرة لصناعة السينما العراقية وعودة للمشاهد العراقي إلى دور العرض السينمائية، ليقف في الطابور ويقطع تذكرة لمشاهدة الفيلم وهو ما لم نشهده منذ عقدين".




اقرأ أيضاً: فنانون عراقيون: سياسة التقشف لا تصيب إلا أبناء العراق!

دلالات
المساهمون