المعارضة "أم عبدو الحلبية" في مهرجان للدراما الفرنسية

17 ابريل 2015
مشهد من مسلسل "أم عبدو الحلبية" (العربي الجديد)
+ الخط -

خلافاً لما تقتضيه الدراما التلفزيونية، تبدو الـ"ويب دراما" متحررة من اشتراطات التسويق وسياسات العرض وأحكام اللعبة الفنية، ويكفيها لتثبت حضورها في مكان عرضها المفترض، أي الشبكة العنكبوتية، أن تكون قريبة من الشارع، وأن تحمل لغته وتعبّر عنه بلا مواربة أو ترميز، بوصف ذلك عقد اتفاق غير معلن بين متصفح الويب وبين صانعي دراماه.

لهذا السبب، تجاوزت مسلسلات الـ"ويب دراما" السورية قواعد اللعب الفني التلفزيوني، لتقدم محتوى يتعلق بالراهن السوري لا يشبه في كثير من الأحيان ما قدمته الدراما التلفزيونية. وهو محتوى يعلن انحيازه بوضوح إلى طرف من دون الآخر في الصراع السوري، وبالتالي يقدم نفسه بلا لبس بوصفه معارضاً أو مؤيداً، مع العلم أنّ تجربة الويب الدرامي السوري بدأت بأعمال تحاكي ما قدمته الدراما التلفزيونية السورية عن الحدث الساخن في بلادها.

وبينما تخلّفت المعارضة عن إنتاج دراما تلفزيونية تنطق بصوتها، شهد الويب تجارب درامية عديدة باسمها في وقت مبكر من اندلاع المظاهرات الشعبية في سورية، قدّمها محترفون وهواة وناشطون، بمستويات فنية متفاوتة، منها على سبيل المثال لا الحصر: "ثورة ضوء" للأخوين ملص، و"بقعة ضوء حمصية" الذي قدّمه ناشطون من داخل حمص، و"رئيس ونساء" تأليف وإخراج فؤاد حميرة، ومسلسل "أم عبدو الحلبية" تأليف عفراء هاشم وإخراج بشار هادي.

وهذا الأخير، أعلن مؤخراً دخوله مسابقة مهرجان Series Mania الفرنسي، الذي خصص نسخته السادسة لعرض مسلسلات الهواة التي جرى تداولها عبر الإنترنت.

اقرأ أيضا:أم عبدو الحلبية... مسلسل جمهور الثورة

"أم عبدو الحلبية" مسلسل متصل منفصل، قدّمه هواة من القسم الخاضع لسلطة المعارضة في مدينة حلب، وتنشغل حكايته باليومي المعاش في ظلّ الحصار والقصف هناك، وما ينجم عنهما من معاناة يوميّة وما يفرضانه من علاقات اجتماعية طارئة.

تلك الحكاية، قدّمها مجموعة من الأطفال بثوب الكبار ضمن بيئة حلبية مغرقة بمحليتها، تأخذ فيها الطفلة رشا دور أم عبدو المرأة الحلبية التي تقف في الصف المتقدم من المواجهة في بلد قسمته الحرب، لتنطق بلسان حال الناس، فتروي معاناتهم، وتهجو النظام وتنتقده ولكنها بالآن ذاته لا تغفل عمن يستحق الهجاء من المعارضة.

يبدي النص حساً انتقادياً ساخراً في التقاط حكاياته، لكن حبكته سيخذلها أحياناً البناء الدرامي لشخصية "أم عبدو". إذا تأتي الشخصية بفعل وعكسه بين حلقة وأخرى، على الرغم من أنّ العمل بحلقات متصلة ومنفصلة. وهذا النوع الدرامي يفترض سلوكاً ثابت الاتجاه لشخصياته الثابتة، وهو ما لم يحدث بالنسبة لشخصية أم عبدو.

وبينما بدا الأداء التمثيلي للأطفال لافتاً، كان نافراً الاعتماد عليهم لتأدية أدوار لشخصيات كبيرة، ومهما كانت الرسائل التي يريدها المخرج من ذلك نبيلة ستبقى نتائجها السلبية أكثر، فهذا الحوار لم يكتب لأطفال، والقول إنّ الحرب جعلتهم شيوخاً يحتاج لمقال في غير هذا المقام، أو هكذا نعتقد.


اقرأ أيضا:
الدراما السوريّة: حكايات صمت عن الكلام المباح
الدراما السورية..إذا جاءك الطوفان ضع ابنك تحت قدميك!
المساهمون