صور.."قرية الفنون والحرف" في غزة تعاني الحصار

الأناضول

avata
الأناضول
28 ديسمبر 2015
+ الخط -


بدت آثار الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 9 سنوات على غزة، والحروب الثلاث التي تعرض لها القطاع، واضحة على "قرية الفنون والحرف"، في مدينة غزة، التي كانت خلال سنوات مضت قبلة للحرف التراثية الفلسطينية.

القرية التي كان مئات الزوار، والسياح يتوافدون إليها قبل حصار غزة، أضحت، اليوم، فقيرة من المرتادين والتحف والحرف اليدوية الفلسطينية، وأغلقت باب رزق هام، لعائلات امتهنت حرفة هذا النوع من الصناعات التقليدية، بحسب مديرة القرية التابعة لبلدية غزة، نهاد شقليه.

وتذكر شقليه أنّه "كان الحضور كثيفاً وبشكل يومي، في سنوات ما قبل الحصار، من الزوار المحليين والسيّاح والوفود، ولكن منذ فرض الحصار الإسرائيلي، أصبحت الحركة شبه معدومة".

يعتلي الغبار مقتنيات غرف القرية الأربع، التي يطلق عليها اسم "بيوت"، هي "بيت النحاسيات"، و"بيت التطريز"، و"بيت البسط"، و"بيت الحرق والحفر على الخشب".

وتعتبر هذه البيوت التي بنيت من الطين، وتحاكي في عمرانها، التراث الفلسطيني القديم، قبلة للإنتاج، وعرض وبيع الحرف اليدوية الفلسطينية القديمة، في القطاع، وفق شقليه.

"قرية الفنون والحرف" في غزة تعاني الحصار/الأناضول 



وتحاول إدارة القرية إجراء توسعة في مساحتها، واستحداث غرف جديدة، لعرض حرف تراثية فلسطينية أخرى، مثل صناعة الخيزران، والتنجيد، على الرغم من الأوضاع الحالية.

كما توضح شقلية أنه "تم تأسيس القرية عام 1998، بهدف الحفاظ على الحرف الفلسطينية القديمة من الاندثار، والحفاظ على تاريخنا وثقافتنا، ونحاول أن نحافظ على وجود القرية وهويتنا الفلسطينية، على الرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تمنع الزوار من الحضور".

"قرية الفنون والحرف" في غزة تعاني الحصار /الأناضول



كما تشير إلى أن إدارة المتحف، توجه دعوات باستمرار لزيارتها، خصوصاً إلى المدارس والجامعات العاملة في القطاع، أو أيّ وفود أجنبية تحضر لغزة، لافتةً إلى أنها تسعى للحفاظ على وجود القرية، ونشر ثقافة التراث الفلسطيني بين الأجيال، مضيفةً "نفتح أبوابنا، أيضاً، أمام الفنانين التشكيليين والمعارض المختلفة، لنبقي الحياة بين جدران القرية قدر المستطاع".

وتؤكد شقلية أن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، الذي شارف على عقده الأول، "طاول المشهد الثقافي بقسوة، كما باقي نواحي الحياة الأخرى"، معربة عن أملها في "إنهائه وعودة الحياة الطبيعية لقرابة 1.9 مليون نسمة يقطنون القطاع". وتعتبر شقلية، أن هناك شرائح واسعة في المجتمع الغزّي "تحب الحياة وتبحث عن الفن، وتريد السلام والحرية".

"قرية الفنون والحرف" في غزة تعاني الحصار /الأناضول



وفي بيت "النحاسيات"، يحاول جمعة الزعيم "60 عاماً"، نفض الغبار، بين الحين والآخر، عن بضاعته الأثرية القديمة. ويقول الزعيم، الذي يعمل في القرية، منذ أن فتحت أبوابها، إن "الزوار كانوا يتزاحمون بشكل يومي، أمام باب القرية لدخولها".

ويعتقد الزعيم الذي يبيع المقتنيات النحاسية مثل الأواني وأدوات الزينة، التي كانت تستخدم في البيوت الفلسطينية، أن الأوضاع المعيشية في قطاع غزة والحروب والانقسام الفلسطيني، هي السبب الرئيس في عزوف الزوار عن القدوم للقرية. واستدرك متحدثًا لـ"الأناضول" "كانت هذه المقتنيات محط أنظار واهتمام السياح الأجانب والوفود التي كانت تزور القطاع، كانوا يرغبون في معرفة التراث الفلسطيني".

"قرية الفنون والحرف" في غزة تعاني الحصار /الأناضول

اقرأ أيضاً: الممثل بارون كوهين يتبرع بمليون دولار للاجئين السوريين

دلالات
المساهمون