تمييز هوليوودي: ممثلات يشتكين التهميش والعنصرية

17 أكتوبر 2015
مارلين مونرو (Getty)
+ الخط -
ارتفعت أصوات نجمات هوليوود أخيراً معترضات على ما سمينه "التمييز الجندري" الذي يتعرضن له. وبرزت أصوات كثيرة تطالب بفتح تحقيقات في قضايا عديدة تثبت أن "هوليوود" ليست عادلة في المعاملة الإنسانية كما يزعم تاريخها، سواء كان ذلك من الناحية المادية أم من الناحية المعنوية.
فقد وجهت أصابع الاتهام إلى عدد من صناع السينما الأميركية باتهامات أخلاقية على الصعيد الأول وادعت بعض الممثلات أن المنتجين والمخرجين يساومون النساء مقابل الحصول على أدوار في أعمالهم، مثلما هو حال النجمة آشلي جود التي اتهمت منتجاً شهيراً بالتحرش بها عام 1990، وقالت إنها احتاجت إلى سنوات طويلة حتى تنسى ما قاله لها.
كذلك اعترضت نجمات أخريات على تسويق النساء كسلعة في الأفلام، ومعاملتهن كمواطنات من الدرجة الثانية وإجبارهن على عرض أجسادهن، وهي أمور ليست جديدة تماماً بل تعود إلى الأربعينيات، وكانت ربما سبباً رئيسياً في اعتزال نجمات كثيرات واكتئاب عدد منهن مثلما هي حال الممثلة الشهيرة مارلين مونرو التي وصل بها الأمر إلى الانتحار تاركة خلفها كتابات تثبت أنها عانت من الضغط النفسي بسبب تعامل من حولها معها على أنها جسد فقط.
أما على الصعيد المادي، فقد بدا واضحاً أن هناك فرقاً في المعاملة. وكانت آخر من صرحت بهذا هي الممثلة جينيفر لورانس التي كتبت مقالاً بعنوان "لماذا أكسب مالاً أقل؟" قالت فيه "إنه من الصعب عليّ أن أتحدث عن مشكلتي... لست المرأة الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة"، مهاجمة بشكل خاص صناع فيلم "أميريكان هاسل" الذي أخذت عن دورها فيه جائزة غولدن غلوب وحقق ربحاً قدر بأكثر من 251 مليون دولار، قائلة إنه ظلمها في الأجر مقارنة بزميليها برادلي كوبر وكريستيان بيل، وعلقت على ذلك بجملة: "لقد طفح الكيل"، معترضة على التقليل من شأنها على الرغم من كونها الممثلة الأعلى أجراً حالياً بمبلغ يقدر بنحو 58 مليون دولار، أي أقل بما يعادل 28 مليون دولار من نظيرها روبرت داوني الذي يعد الأعلى أجراً بين النجوم الرجال ويتقاضى 80 مليون دولار.


اقرأ أيضاً: عنصرية هوليوود: الفنانون يكسرون الصمت


وتعود حيثيات قضية الأجور إلى وقت سابق، حينما قام أحد الهاكرز بالاستيلاء على معلومات من ملفات شركة "سوني بيكتشرز" وتسريبها إلى العلن، وقد وضحت الفرق الفادح في المبالغ التي يتقاضاها الممثلون الرجال مقارنة بالممثلات مهما بلغت نجوميتهن، إضافة إلى تدني أجر العاملات من النساء في المشهد السينمائي مثل المخرجات وكاتبات السيناريو مقارنة بمن يماثلهن من الجنس الآخر، وكان مركز دراسات النساء في السينما والتلفزيون الملحق بجامعة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا قد زاد الطيب بلة حينما أعلن عن سبعة بالمائة فقط من مجموع 250 فيلماً مدرجاً في قائمة أفضل أفلام هوليوود كان موقعاً باسم امرأة، في دلالة واضحة على هذا التمييز الذي سمح بوجود 17 فيلماً فقط ضمن القائمة.

المساهمون