الثلج يتحول إلى تراب مساندةً لغزة وأطفالها

27 اغسطس 2014
أحد نشاطات الحملة في مركز إيواء النازحين بغزة.(العربي الجديد)
+ الخط -
بينما يتسابق مشاهير العالم إلى المشاركة في حملة "تحدّي دلو الثلج" للتوعية بمرض التصلب الجانبي الضموري والتبرع لصالح مكافحته، وجد نشطاءٌ عربٌ وأجانب في الحملة الدولية فرصة للفت أنظار العالم إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتضامن مع سكانه الذين دمرت بيوتهم وتحولت إلى ركام.

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر نشطاء من داخل غزة وخارجها، وهم يسكبون على أنفسهم دلواً ممتلئاً بالتراب وأحياناً بالماء أو سائل ذي لون أحمر، في إشارة إلى الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى جرّاء العدوان الإسرائيلي.

الشاب "عبد الله الطهراوي" أطلق حملة تحت شعار"we have a hope"، تدعو إلى التبرع لأطفال غزة ولبرامج الدعم النفسي الخاصة بالأطفال المتواجدين في مراكز الإيواء، والتي فتحت أبوابها عقب نزوح آلاف العائلات من بيوتهم. يقول عبدالله: "عملت على استغلال الانتشار الكبير لحملة "تحدي دلو الثلج" أو ما يعرف بـ"The Ice Bucket Challenge" في حشد الدعم لأطفال غزة، عبر تحدي سكب دلو ممتلئ بالماء المثلج أو بالتراب أو فارغ، ومن ثم التبرع بمبلغ من المال لصالح الحملة التي تسخّر جهودها لصالح الأطفال".

مالك موقع "ذو مال" اللبناني عبد الله عبسي، كان أول من نفّذ التحدي وتبرع لصالح الحملة، والذي طالب بدوره ثلاثة من رجال الأعمال العرب بتنفيذ التحدي، في حين جمعت الحملة في أيامها الأولى نحو أربعة آلاف دولار. ويضيف صاحب الفكرة: "أبقينا على سكب دلو من الماء والثلج البارد على رأس الشخص للحفاظ على الجانب الإنساني بين الحملتين، أما سكب الدلو وهو فارغ، فكان للإشارة إلى النقص الحاد بالمياه في محافظات القطاع جراء استهداف الاحتلال لخزانات المياه وشبكات التوزيع خلال العدوان".

ويوضح عبد الله في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن سكب دلو ممتلئ بالتراب كان للإشارة إلى الدمار التي تخلّفه طائرات الاحتلال، ويبقى الأطفال، سواء كانوا أحياء أم أمواتاً، تحت الركام لبضع ساعات قبل أن تنشلهم طواقم الإسعاف والدفاع المدني.

وفي أحد مراكز الإيواء الموجودة بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، افتتح الشابان محمد الحايك وإسلام شلح حملة "we have a hope" في القطاع، والذين تحدوا بدورهم الفنانين الثلاثة محمد عساف وعماد الفراجين ونيكولاس خوري. يقول الحايك (24عاماً): "عندما نزلنا إلى مراكز الإيواء للترويح عن الأطفال عبر الألعاب الترفيهة، لمسنا بعض التقصير في نقل معاناتهم، لذا قررنا الاستفادة من الحدث العالمي الذي أعاد مرض التصلب الجانبي إلى الواجهة، في التعريف بمعاناة سكان غزة وأطفالها، فالاثنان يهدفان إلى حماية الإنسان".

وشكلت حملة "we have a hope" فريقاً شبابياً مكونة من 50 عضواً يعملون في كل مراكز الإيواء، وفق خطة معدّة سلفاً للتخفيف من الضغوطات السلبية والنفسية عند الأطفال نتيجة القصف العشوائي والعنيف الذي طال معظم الأحياء السكنية في قطاع غزة.
المساهمون