تعرض "دار سوذبي للمزادات" في لندن، في 20 مايو/أيار الجاري، مخطوطةً نادرة للموسيقار النمساوي، موزارت، تعود إلى عام 1772، ظهرت مؤخراً في أميركا الجنوبية، بحوزة ابنة موسيقي يهودي يُدعى رودولف غوتز، كان قد هرّبها عشية الحرب العالمية الثانية من ميونيخ.
للمخطوطة قصّة مثيرة ورحلة مشوّقة قطعتها من ألمانيا إلى أميركا، قبل أن تعود اليوم، بناء على رغبة مالكتها، إلى أوروبا ولندن تحديداً، حيث ستباع في مزاد علني، ويقدّر أن تجني 500 ألف جنيه استرليني.
كتب موزارت (1756-1791) مسوّدة معزوفة، وهو في السادسة عشرة من العمر، ولكنّه توقّف عند الصفحة الخامسة، وبقيت المسودة غير مكتملة، حتى وصلت إلى غوتز، الذي اشتراها رغم عوزه، وقرّر تهريبها معه.
وبالفعل نجح، وانتقلت المسودة معه إلى أميركا الجنوبية حيث استقرّ وأسرته، ثم انتقلت عهدتها إلى ابنته، التي قرّرت اليوم، وهي على مشارف المائة من العمر، أن تعيد المسوّدة إلى موطنها، أوروبا، لتكون أهمّ عمل موسيقي لموزارت يباع خلال العقد الأخير.
موزارت، الذي توفي في عقده الثالث، ترك أعمالاً موسيقية عبقرية تؤكّد أن مسوّدة كتبها في مراهقته ستضيف، من دون شك، إلى عالم الموسيقى، وإلى رصيد الفنّ الانساني، ولن تكون مجرّد وثيقة فارّة من بطش قارّة إلى رأفة أخرى.