وقاحة وائل الإبراشي و"خوف" الإعلاميين بعد براءة مبارك

30 نوفمبر 2014
اعتبر الإبراشي براءة مبارك إنجازاً للسيسي
+ الخط -
"جمهورية الخوف" حاولت كبح جماح أي إعلامي لا يعجبه حكم براءة (الرئيس المصري المخلوع حسني) مبارك... فكلّهم يذكر قضايا إهانة القضاء التي لُفّقت للكثير من المذيعين والمعدّين والمحررين، بعد حكم مبارك السابق، رغم أنّه كان بالمؤبد، لكنّ ظلال الخوف رفرفت على المذيعين.
 

"البراءة للجميع ولكن لا تعليق على أحكام القضاء ولدينا قضاء أفضل من الأميركي"، كان هذا تعليق عمرو أديب على الحكم. ونسي أديب أو تناسى تماماً أنّه وعد مشاهديه بالنزول "ملط" (من دون ملابس) لميدان التحرير عند براءة مبارك.
وظلّ أديب يتكلّم وكأن سلاحاً موجهاً إليه وهو يحاول تهدئة مشاهديه، بأنّه ما زالت هناك قضايا لعلاء وجمال، وهناك درجة أخرى من التقاضي، مما يعني أنّ أمامنا سنة أخرى يقف أمامها مبارك ورجاله أمام القضاء. وقال: "رغم أن مبارك انتصر لكن ثورة يناير مشِّته هو ونظامه".

 
أما الإعلامي محمود سعد، فكان تعليقه بنظام "لفّ وارجع تاني". وقال سعد: "أنا وأسرتي وبعض أصحابي مش هننسى أبداً إن في ناس خرجت واتقتلت بالرصاص والخرطوش عشان خاطرنا... خرجوا عشان نبقى رجالة ونبقى جدعان، الناس دي ماتوا، وهم مش عايزين منك حاجة خالص، دول في الجنة دول في النعيم. الناس دول في الجنة دول في النعيم، ومطالبوش بمطالب شخصية، دول خرجوا عشانك، تفتكر انت لو نسيتهم تبقى جدع ولا تبقى ايه؟".

 
من ناحيته المذيع المعروف بولائه الصريح لمبارك ونظامه، توفيق عكاشة، قام بتحية القاضي لأنه قال "كلمة الحق" لله. وحاول عكاشة امتصاص أي غضب في قلوب مشاهديه بقوله: "عاوزين تحاكموا مبارك حاكموه سياسياً عن آخر عشر سنين لأن ده الصح". وانتقد عكاشة زميله أحمد موسى لاتصاله بمبارك وقال له: "ما خلاص بقى الله يسهله في بقية حياته، كان ماضي بقى وخلص، عاوزين المستقبل".
 

وقال عكاشة لمن تضايقه براءة مبارك: "اعتبر إنك اشتريت جاموسة وبعدين بلعت مسمار وماتت مش هتقول الله يعوض"... وكأن عكاشة يطالب أهالي الشهداء والمكلومين بأنهم لا يملكون إلا قول الله يعوض.
 

الإعلامي يوسف الحسيني حاول التمسك بآخر رمق من ثورة يناير وقام بمناسبة براءة مبارك بالانحناء لها تقديراً وإعزازاً، وتباكى على شهدائها، وسرد مساوئ مبارك على مدى ثلاثين عاماً، وذكّر المشاهدين بتنازلات الثوار أمام المجلس العسكري، في محاولةٍ منه للتطهر أمام المشاهدين، وتساءل عن القاتل الحقيقي لثوار "يناير".

 
أمّا الإعلامي وائل الإبراشي، فخالف معظم مذيعي البرامج الحوارية، واعتبر، بكلّ وقاحة، أنّ الحكم ببراءة مبارك إنجاز عظيم للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. واعتبره الوحيد الذي يتقدم للأمام في ظل اندحار نظام مبارك والإخوان، وحاول طمأنة المشاهدين باستحالة عودة نظام مبارك، ورغم أن السيسي الذي امتدحه كان لاعباً رئيسياً في كل أحداث الثورة ومشاركاً في المسؤولية عن قتل الثوار، إلا أن الإبراشي لم ينكر على أهالي الشهداء المطالبة بحق أبنائهم.
المساهمون