قامت شبكة التصيّد الروسية بحملة تضليل منظّمة على "تويتر" قبل الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة عام 2016، وكانت أكبر وأكثر تنسيقاً وفعاليّةً ممّا كان معروفاً في السابق، بحسب ما كشف بحث لشركة "سيمانتك" المتخصّصة بالأمن السيبراني.
واكتشفت سيمانتك أنّ حملة "وكالة أبحاث الإنترنت" الروسيّة ربما كان لها تأثير أكبر مما كان يعتقد سابقًا، إذ وصلت إلى أعداد كبيرة من المستخدمين الحقيقيين، وأظهرت أيضًا صبرًا كبيرًا وربما تكون قد حققت دخلاً لبعض الحسابات المزيفة.
وحلّل البحث مجموعة بيانات ضخمة أصدرها موقع "تويتر" في أكتوبر/تشرين الأول 2018 على حوالي 3900 حساب معلق و10 ملايين تغريدة. واكتشف أنّ متوسط الفارق بين إنشاء الحساب والتغريدة الأولى كان 177 يومًا. والحساب الذي حاز على أعلى نسبة إعادة تغريد حصل على أكثر من 6 ملايين ريتويت، فيما كانت أقل من ألفين من هذه الحسابات (التي أعادت التغريد) من داخل شبكة الحسابات المرتبطة بوكالة أبحاث الإنترنت. ويشير التأخير الكبير بين توقيت إنشاء حساب وأول تغريدة إلى الكثير من الصبر في التحضير، فيما يُشير الريتويت إلى أن الكثير من مستخدمي "تويتر" غير المنخرطين في الحملة كانوا يروّجون لرسالة الوكالة.
Twitter Post
|
وفقاً لـ"بوليتيكو"، فإنّه بالنسبة لبعض المشرعين الأميركيين، يعني الكشف عن النطاق الأوسع للتضليل الروسي على تويتر تذكِرة صارخة بأن الحكومة الأميركية لديها القليل من الوقت لحماية انتخابات عام 2020 من التدخل الأجنبي.
في السابق، زاد المشرعون داخل الولايات المتحدة وخارجها من الضغط على شركات التواصل الاجتماعي لبذل المزيد من الجهد لوقف انتشار المعلومات المضللة. وقد استجابت شركات مثل "تويتر" و"فيسبوك" من خلال تحديث سياساتها وإزالة حسابات التصيّد والمعلومات الكاذبة.
وعلى الرغم من أنّ معظم الحسابات التي استعرضتها سيمانتك كانت تلقائية (automated)، إلا أنّ العديد من الأدلة أظهرت في كثير من الأحيان أدلة على التلاعب اليدوي (manual)، مثل التغييرات الطفيفة في الصياغة في محاولة واضحة لتفادي الاكتشاف، وفقًا للشركة.
ويبدو أيضاً أنّ بعض الحسابات كانت تجني إيرادات عبر مختصِرات عناوين URL، إذ كان يكسب حساب واحد ما يصل إلى مليون دولار، هذا على الرغم من أن هذه الحسابات كانت على ما يبدو حسابات مارقة تعمل خارج المهمة الرئيسية لوكالة أبحاث الإنترنت. وأوضحت "سيمانتك"، في تغريدة لاحقاً، أنّ المبلغ بالدولار كان مجرّد تقدير أقصى للأرباح. وقامت الشركة بإزالة تلك المعلومات من التقرير الأولي أثناء قيامها "بالتحقيق في بعض البيانات الإضافية"، بحسب "بوليتيكو".
ووجد البحث أيضًا أن الحسابات لعبت على أنصار اليسار واليمين أكثر مما كان يُعتقد سابقًا، موضحاً أن معظمهم كانوا مزيفين يتظاهرون بأنهم منافذ إخبارية إقليمية، بينما قامت مجموعة فرعية أصغر بتضخيم تلك الرسائل.
وحذرت الشركة في الرسالة الختامية لدراستها قائلةً "من الواضح أن الحجم الكبير وتأثير هذه الحملة الدعائية يثيران قلقًا عميقًا للناخبين في جميع البلدان، من الذين قد يخشون تكرار ما حدث في الفترة التي سبقت الفترة الرئاسية الأميركية عام 2016".
ورداً على بحث "سيمانتك"، قال متحدث باسم "تويتر" إنّ "التركيز الوحيد للشركة هو تحسين صحة المحادثة العامة على برنامجنا، وحماية سلامة الانتخابات هي جانب مهم من هذه المهمة". وأضاف "قمنا بخطوات كبيرة منذ عام 2016 لمواجهة التلاعب في خدمتنا، والذي يتضمن إصداراتنا من البيانات الإضافية في شهري أكتوبر/تشرين الأول ويناير/كانون الثاني والمتعلقة بالأنشطة التي تم الكشف عنها مسبقًا لتمكين مزيد من البحوث الأكاديمية المستقلة والتحقيق".