وثّق الصحافي الفلسطيني، محمود هنية، بالصوت والصورة، مخالفات جسيمة ترتكبها جهات رسمية يناط بها في الأساس أن تمنع الصيد في ميناء غزة لدواعي تلوثه بالمياه العادمة وفق المادة الـ 18 للقرار الصادر عن مجلس الوزراء الفلسطيني عام 2005، وعلى إثره فاز هذا العمل أخيراً بجائزة أفضل تحقيق استقصائي على مستوى الوطن العربي في مسابقة شبكة "أريج" الأردنية.
هنية يعمل في الصحافة الاستقصائية منذ عامين، وقد أنجز العديد من التحقيقات المكتوبة والمصورة، وعمل على مواضيع كثيرة، آخرها التحقيق الفائز بتلك الجائزة الذي كان عنوانه "الصيد الممنوع في حوض ميناء غزة.. من يتقاسم الغلة؟"، إذ بات هذا الفن الصحافي يعرف طريقه في غزة رغم الصعوبات والتحديات الكثيرة.
يقول هنية لـ"العربي الجديد" إن "الصحافة الاستقصائية هي بالكاد تكون فناً مستحدثاً على صعيد تبنيه من قبل الصحافة الفلسطينية، ومن يعمل في هذا الحقل عدد قليل يرتبطون ببيئة مهنية تفتقر إلى الإمكانيات المادية والفنية، إضافة إلى محاذير عدة تتعلق بالبيئة القانونية والسياسية والتي في كثير من الأحيان تكون طاردة لهذا القالب".
ويعتبر هنية أن غزة باتت بحاجة إلى إحياء فن الصحافة الاستقصائية، لمحاولة إعادة ترسيخ "مفهوم السلطة الرابعة الذي يتطلب من الصحافي الكثير من الجهد لتجاوز هذه التحديات"، مضيفاً أن "العمل في هذا النوع، خصوصاً في غزة، يشبه إلى حد ما العمل في حقل ألغام، حيث الحاجة الماسة إلى الدقة في السياسة والتوثيق القانوني والكلمة المصاغة".
ورغم ذلك، يؤكد هنية أن "الصحافي الفلسطيني قادر على خلق بيئة منافسة بالصحافة الاستقصائية رغم الإمكانيات المادية الضعيفة"، مشدداً على أن "غزة بيئة خصبة لإنجاز التحقيقات لكونها تعيش ظروفاً سياسية واجتماعية معقدة ومتقلبة، الأمر الذي ربما يجعل الصحافي يستعيد دوره كسلطة رابعة".
هنية ليس وحده من يعمل في مجال الصحافة الاستقصائية في غزة، فهناك عدد لا بأس به يشغلون هذا الفن، وربما بعضهم يعملون من واقع تجارب عدة وخبرات بسيطة، لكن تظل محاولاتهم جاهدة في إطار السعي لإحياء هذا القالب الصحافي في القطاع.
اقــرأ أيضاً
هدى بارود تعمل على إنجاز تحقيقات صحافية منذ عام 2013، حيث أنجزت خلال هذه الفترة مواد عدة، بعضها كان حول "الاغتصاب والضرب يفضي إلى الموت في أوكار المشعوذين في غزة"، وعن "غياب شروط السلامة في العمارات السكنية وحصول أصحابها على تراخيص غير قانونية"، وغيرها.
تتطرق بارود للحديث حول التحديات التي تقف عقبةً أمام فن الصحافة الاستقصائية في غزة، ومنها أنه "في كثير من المواضيع التي يكون عليها خطوطاً حمراء، يكون الصحافي في نظر جهات عدة، عدواً". أما الجانب الآخر، وهو مشكلة "غياب القانون الفلسطيني الذي يتيح للصحافي الحق في الحصول على المعلومة"، فضلاً عن عدم تقبل المجتمع لتناول مواضيع قد تكون "حساسة".
وتقول بارود لـ"العربي الجديد" إنه "وسط الحاجة إلى تشكيل فريق من الصحافيين الاستقصائيين، هدفه تعزيز دوره والرقي بهذا الفن في غزة ومواجهة التحديات، تظل شبكات الصحافة الاستقصائية المنتشرة غير فاعلة ولا تؤدي دوراً في حماية الصحافي ولا توفر له الحقوق"، لكن "الصحافي الفلسطيني يحقق إنجازاً في هذا المجال اعتماداً على تجارب وخبرات وقراءات شخصية".
تحديات مشابهة لتلك التي واجهت الصحافي عبد الكريم السموني خلال محاولته إنجاز تحقيق استقصائي يتناول قضية حساسة -لم يُدلِ عنها- في قطاع غزة، وقد تغاضى عنه لكونه لم يستطع إثبات فرضيته لعدم تجاوب المعنيين والإدلاء بمعلومات يحتاجها.
ويبين السموني لـ"العربي الجديد"، أن "الصحافي الاستقصائي رغم محاولاته الجاهدة للنهوض بهذا الفن والكشف عن قضايا عدة في المجتمع الغزّي، إلا أن المشكلة تمكن في الحصول على المعلومة سواء من المسؤول أو المواطن، إذ إن الأخير يفتقر إلى الثقافة التي تبرز له أهمية الصحافة الاستقصائية وتبديد خشيته من أن تطاوله المسؤولية أو الضرر بصورة أو بأخرى".
في غضون ذلك، يؤكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، أن "القطاع قد شهد العديد من النجاحات من خلال تحقيقات أفضت بدورها للكشف عن جوانب خلل أو فساد في هذه الجهة أو تلك"، وأن فن الصحافة الاستقصائية قد خطا خطواته الأولى في غزة، حيث لا يزال في بداياته يواجه تحديات مختلفة.
ويقول معروف لـ"العربي الجديد": "إن أول التحديات يكمن في ضعف تجربة الصحافيين في غزة، ذلك أن هذا الفن متقدم ويحتاج إلى خبرة وممارسة، أما الثاني، فيتمثل في عدم وجود قانون يسمح بالحصول على المعلومات على الرغم من أن هناك تعاوناً لا بأس به من الجهات الرسمية للإدلاء بها. وثالثاً، الثقافة المجتمعية التي لا تتقبل هذا العمل".
ويوضح أن "هناك حالة من عدم الفهم الواضح لأهمية الصحافة الاستقصائية داخل المجتمع الفلسطيني والذي يشكل تحدياً إضافياً أمام الصحافي".
ويدعو معروف إلى "تنظيم واقع عمل الصحافيين الاستقصائيين"، مضيفاً "ليس كل صحافي هو استقصائي، بمعنى أنه يجب أن يكون هناك مجمع لهؤلاء. هناك بعضها لكنها لا ترقى للتنظيم المهني وربما تعنى بجانب التدريب وتقديم النصائح، لكن هذه التجربة إن تمت، ستحيي مفهوم الصحافة الاستقصائية وتحسين واقعها في غزة".
هنية يعمل في الصحافة الاستقصائية منذ عامين، وقد أنجز العديد من التحقيقات المكتوبة والمصورة، وعمل على مواضيع كثيرة، آخرها التحقيق الفائز بتلك الجائزة الذي كان عنوانه "الصيد الممنوع في حوض ميناء غزة.. من يتقاسم الغلة؟"، إذ بات هذا الفن الصحافي يعرف طريقه في غزة رغم الصعوبات والتحديات الكثيرة.
يقول هنية لـ"العربي الجديد" إن "الصحافة الاستقصائية هي بالكاد تكون فناً مستحدثاً على صعيد تبنيه من قبل الصحافة الفلسطينية، ومن يعمل في هذا الحقل عدد قليل يرتبطون ببيئة مهنية تفتقر إلى الإمكانيات المادية والفنية، إضافة إلى محاذير عدة تتعلق بالبيئة القانونية والسياسية والتي في كثير من الأحيان تكون طاردة لهذا القالب".
ويعتبر هنية أن غزة باتت بحاجة إلى إحياء فن الصحافة الاستقصائية، لمحاولة إعادة ترسيخ "مفهوم السلطة الرابعة الذي يتطلب من الصحافي الكثير من الجهد لتجاوز هذه التحديات"، مضيفاً أن "العمل في هذا النوع، خصوصاً في غزة، يشبه إلى حد ما العمل في حقل ألغام، حيث الحاجة الماسة إلى الدقة في السياسة والتوثيق القانوني والكلمة المصاغة".
ورغم ذلك، يؤكد هنية أن "الصحافي الفلسطيني قادر على خلق بيئة منافسة بالصحافة الاستقصائية رغم الإمكانيات المادية الضعيفة"، مشدداً على أن "غزة بيئة خصبة لإنجاز التحقيقات لكونها تعيش ظروفاً سياسية واجتماعية معقدة ومتقلبة، الأمر الذي ربما يجعل الصحافي يستعيد دوره كسلطة رابعة".
هنية ليس وحده من يعمل في مجال الصحافة الاستقصائية في غزة، فهناك عدد لا بأس به يشغلون هذا الفن، وربما بعضهم يعملون من واقع تجارب عدة وخبرات بسيطة، لكن تظل محاولاتهم جاهدة في إطار السعي لإحياء هذا القالب الصحافي في القطاع.
هدى بارود تعمل على إنجاز تحقيقات صحافية منذ عام 2013، حيث أنجزت خلال هذه الفترة مواد عدة، بعضها كان حول "الاغتصاب والضرب يفضي إلى الموت في أوكار المشعوذين في غزة"، وعن "غياب شروط السلامة في العمارات السكنية وحصول أصحابها على تراخيص غير قانونية"، وغيرها.
تتطرق بارود للحديث حول التحديات التي تقف عقبةً أمام فن الصحافة الاستقصائية في غزة، ومنها أنه "في كثير من المواضيع التي يكون عليها خطوطاً حمراء، يكون الصحافي في نظر جهات عدة، عدواً". أما الجانب الآخر، وهو مشكلة "غياب القانون الفلسطيني الذي يتيح للصحافي الحق في الحصول على المعلومة"، فضلاً عن عدم تقبل المجتمع لتناول مواضيع قد تكون "حساسة".
وتقول بارود لـ"العربي الجديد" إنه "وسط الحاجة إلى تشكيل فريق من الصحافيين الاستقصائيين، هدفه تعزيز دوره والرقي بهذا الفن في غزة ومواجهة التحديات، تظل شبكات الصحافة الاستقصائية المنتشرة غير فاعلة ولا تؤدي دوراً في حماية الصحافي ولا توفر له الحقوق"، لكن "الصحافي الفلسطيني يحقق إنجازاً في هذا المجال اعتماداً على تجارب وخبرات وقراءات شخصية".
تحديات مشابهة لتلك التي واجهت الصحافي عبد الكريم السموني خلال محاولته إنجاز تحقيق استقصائي يتناول قضية حساسة -لم يُدلِ عنها- في قطاع غزة، وقد تغاضى عنه لكونه لم يستطع إثبات فرضيته لعدم تجاوب المعنيين والإدلاء بمعلومات يحتاجها.
ويبين السموني لـ"العربي الجديد"، أن "الصحافي الاستقصائي رغم محاولاته الجاهدة للنهوض بهذا الفن والكشف عن قضايا عدة في المجتمع الغزّي، إلا أن المشكلة تمكن في الحصول على المعلومة سواء من المسؤول أو المواطن، إذ إن الأخير يفتقر إلى الثقافة التي تبرز له أهمية الصحافة الاستقصائية وتبديد خشيته من أن تطاوله المسؤولية أو الضرر بصورة أو بأخرى".
في غضون ذلك، يؤكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، أن "القطاع قد شهد العديد من النجاحات من خلال تحقيقات أفضت بدورها للكشف عن جوانب خلل أو فساد في هذه الجهة أو تلك"، وأن فن الصحافة الاستقصائية قد خطا خطواته الأولى في غزة، حيث لا يزال في بداياته يواجه تحديات مختلفة.
ويقول معروف لـ"العربي الجديد": "إن أول التحديات يكمن في ضعف تجربة الصحافيين في غزة، ذلك أن هذا الفن متقدم ويحتاج إلى خبرة وممارسة، أما الثاني، فيتمثل في عدم وجود قانون يسمح بالحصول على المعلومات على الرغم من أن هناك تعاوناً لا بأس به من الجهات الرسمية للإدلاء بها. وثالثاً، الثقافة المجتمعية التي لا تتقبل هذا العمل".
ويوضح أن "هناك حالة من عدم الفهم الواضح لأهمية الصحافة الاستقصائية داخل المجتمع الفلسطيني والذي يشكل تحدياً إضافياً أمام الصحافي".
ويدعو معروف إلى "تنظيم واقع عمل الصحافيين الاستقصائيين"، مضيفاً "ليس كل صحافي هو استقصائي، بمعنى أنه يجب أن يكون هناك مجمع لهؤلاء. هناك بعضها لكنها لا ترقى للتنظيم المهني وربما تعنى بجانب التدريب وتقديم النصائح، لكن هذه التجربة إن تمت، ستحيي مفهوم الصحافة الاستقصائية وتحسين واقعها في غزة".