الروبوتات مسؤولة عن نصف تغريدات كوفيد-19

25 مايو 2020
(عمر ماركيز/Getty)
+ الخط -
توصل باحثون إلى أنّ ما يقرب من نصف مليون تغريدة حول كوفيد-19 من المحتمل أن تأتي من برامج الروبوت (بوتس/حسابات آلية)، والكثير منها ينشر أخباراً عن العلاجات الكاذبة، ويبيع نظريات المؤامرة ويطالب الولايات المتحدة بالتخلي عن تدابير السلامة من أجل إعادة فتح اقتصادها. ويشير البحث الذي أجراه علماء الكمبيوتر في جامعة كارنيغي ميلون إلى أن جزءًا كبيرًا من محادثات وسائل التواصل الاجتماعي حول كوفيد-19 هو على الأرجح تضخمات آلية للمنظورات السياسية، ولا يمثل مؤلفين من أفراد بشر. وجمع الباحثون منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي أكثر من 200 مليون تغريدة تتحدث عن فيروس كورونا أو كوفيد-19. ويقدر الباحثون أن الروبوتات تنتج من 45 في المائة إلى 65 في المائة منها. وحدد فريق كارلي أكثر من 100 رواية غير دقيقة حول كوفيد-19، تتضمن في الغالب علاجات وهمية (مثل الشرب - أو عدم الشرب - والبيرة التي تحمل اسم كورونا) وعشرات نظريات المؤامرة. تضمنت تلك المحادثات أيضًا ترويجًا لضرورة إنهاء تدابير الوقاية في الولايات المتحدة الأميركية وإعادة فتح الأسواق. 
لم تتوصل الدراسة إلى أي استنتاجات حول المصالح التي قد تكون مسؤولة بشكل أساسي عن تحريك الروبوتات، ولكن رسائل عدة شملتها كرّرت معلومات وردت في وسائل الإعلام الروسية والصينية. وخلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016، تبين أن الحسابات الآلية المرتبطة بالكرملين مسؤولة عن التغريدات والرسائل التي أجّجت الانقسام بين الناخبين الأميركيين من خلال تضخيم الجدل.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، كاثلين كارلي، وهي أستاذة علوم الكمبيوتر ورئيسة مركز الجامعة للديمقراطية المستنيرة والأمن السيبراني الاجتماعي، في تقرير كارنيغي ميلون، إنّه في حالة فيروس كورونا "نحن نعلم أنها تبدو آلة دعاية، وهي بالتأكيد تتطابق مع الأساليب الروسية والصينية، ولكننا سنحتاج إلى قدر كبير من الموارد والدراسات لإثبات ذلك".

وكانت وكالة "رويترز" قد أفادت، في وقت سابق من العام، بأنّ دراسةً أجراها الاتحاد الأوروبي خلُصت إلى أنّ مجموعات تابعة للكرملين والموالين له أطلقت "حملة تضليل كبيرة" حول كوفيد-19 "لزرع الذعر في الغرب". وأشار الباحثون إلى أن حملة الروبوتات المعقدة المتعلقة بكوفيد-19 تهدف أيضًا إلى مفاقمة الانقسامات في الرسائل الأميركية التي تروّج لنظريات المؤامرة وتستقطب المزيد، حسب ما نقله "هاف بوست".
وقالت كارلي إنّ "هذا ما يهدف العديد من حملات التضليل إلى القيام به. لدى الناس مخاوف حقيقية بشأن الصحة والاقتصاد، والروبوتات تتصيّد ذلك لإحداث انقسامات". لكنها أشارت إلى أنه نظرًا لأن هذا الوباء عالمي، فمن المحتمل أيضًا أن يتم استخدامه من قبل "مختلف البلدان وجماعات المصالح كفرصة تلتقي مع أجنداتها السياسية". والشهر الماضي، قالت كارلي خلال محاضرة عبر الفيديو إنّ خطاب الكراهية ينمو ويثير المزيد من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، في ما يتعلّق بكوفيد-19، كما باتت "مجتمعات كراهية" تتشكّل.
المساهمون