ويبدو أنّ "حلف العهد" سئم من عدم انجرار المتظاهرين في بيروت نحو الفتنة، رغم المحاولات الحثيثة، فاصطحب
مناصرو الحزب والحركة "الفتنة" إليهم، واشتبكوا معهم واعتدوا عليهم وأحرقوا سياراتهم وكسروا محال، وشتموهم وهتفوا لأمين عام حزب الله حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، بالإضافة إلى كلامٍ طائفي تحريضي (من دون أن يُعتقل أي منهم).
وفيما كان هؤلاء
المناصرون يعتدون على الإعلاميين اللبنانيين في الشارع، كان مناصرون آخرون يُمارسون بلطجةً وتنمراً إلكترونياً، مع حملات تحريض ممنهجة تدعو للانجرار إلى الشارع مقابل الشارع. فنشروا صوراً لأعلام "حزب الله" و"حركة أمل" المرفوعة على جسر الرينغ مع تعابير كـ"وحدة الصف"، ودعوا للاعتداء على المتظاهرين، شاتمين ومتنمّرين، فيما حرّضوا على صحافيين يغطّون على الأرض، كما برّروا الاعتداءات والانتهاكات بحق المتظاهرين.
وبوضوح، كتب جواد نصرالله (نجل أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله)، على حسابه على تويتر: "نحن لم نبخل بأرواحنا من أجل أعراضكم، لا نريد جزاءً سوى كفّ الألسن عن أعراضنا
#يا_ثورة".
ثم سخر من حملات مناصري "حزب الله" الإلكترونية المتنمّرة ضد النساء، قائلاً: "("السيد قال شتموني" "والله يعينو ع ناسه" "وجماعته عاطفيين" "وناقصهم وعي وبصيرة" طيب وانتَ ليش كلمتين ما بتحمل/ي وبتعمل/ي بلوك لمجرد خالفوك الرأي).
#ثرثارين #صباح_الخير".
والتذرع بـ"شتم نصر الله وبري" كان حجة الكثير من الصحافيين والذباب الإلكتروني التابع لـ"حزب الله" و"حركة أمل". إذ كتب حسين مرتضى، الإعلامي في قناة "العالم" الإيرانية وأحد أبرز المهللين لرئيس النظام السوري بشار الأسد: "
#حسين_مرتضى دائما نسلط الضوء على ردة الفعل، لكن السبب الرئيسي يتم تغييبه".
وكتب أحمد ياسين: "شتم المقدس الإمام الخميني وسماحة السيد نصر الله من قبل بلطجية وزعران ثورة فيلتمان في لبنان ليس له إلا تفسير واحد... أميركا في مواجهة المقاومة".
كما حاول آخرون التحريض عبر اعتبار المتظاهرين "مدسوسين من أميركا".
وأتى ذلك في محاولة لتحميل المتظاهرين السلميين مسؤولية ما يجري، علماً أنّ مناصري "حزب الله" و"حركة أمل" قطعوا مناطق كي يصلوا لجسر الرينغ ويقوموا بالاعتداء على المتظاهرين.
وهلّل إعلاميون لاعتداء البلطجية على المتظاهرين.
ورأى جاد أبو جودة، الإعلامي في قناة "أو تي في" التابعة للتيار الوطني الحر، أنّ "هيدي نتيجة (الثورة) بلا أهداف محددة وخارطة طريق واضحة... للأسف
#لبنان_ينتفض".
وكتبت لانا مدور من "الميادين": "متل ما من حقك تسكر طريق، من حق الناس الباقيين يعترضوا. الشارع ملك الجميع.
#بما_انو_عمنحكي_بالحقوق #ضد_قطع_الطرقات".
وقام علي مرتضى من "الميادين" بالتحريض على الاشتباك وعلى الإعلامية ديما صادق بعد سرقة هاتفها، فشنّ حملة تنمّر ضدها.
أما الكاتبة في "الأخبار" زينب حاوي، فركّزت تحريضها على قناة "الجديد" التي كانت تتعرض لاعتداءات خلال التغطية، وكتبت: "
#الجديد أن تكذب أكثر: كفاكم إعطاء قاطعي الطرق صفات (المنتفضين) و(الثوار)، هؤلاء سمعناهم على قناة أخرى لم تخفت أصواتهم كما فعلتم، يشتمون ويهتفون (شبيحة شبيحة)، مع اعتراضنا طبعا على غوغائية الشارع الآخر كرمال ما حدا يقول عم دافع عن حدا!
#الرينغ".
وأمعنت في التحريض، فأضافت: "مراسلة
#الجديد ليال بو موسى تؤكد أن شتيمة السيد أتت من خارج المتظاهرين وفي الوقت عينه تطلق شتيمة بحق المقاومة لكنها لم تعلم أنها كانت على الهواء!
#الرينغ".
واستخدمت الأخبار الكاذبة للتحريض أيضاً. وبينها، استغلال رأي الإعلامية أوكتافيا نصر المرحب بمهنية قناة الجديد، لإدانة القناة والتحريض عليها، عبر القول إنّ نصر في CNN وبالتالي CNN هي التي تدعم الجديد. إلا أنّ الحقيقة أنّ نصر فُصلت من القناة قبل سنوات.