هجمة إسرائيلية على "فضائية القدس": حظر وقرصنة واعتقال

30 يوليو 2018
اعتُقل مدير مكتب الفضائية وثلاثة عاملين (فيسبوك)
+ الخط -
لم تتوقف هجمة الاحتلال الإسرائيلي الشرسة على فضائية القدس التي أغلق الاحتلال مكاتبها وحظرها في مدينة القدس المحتلة والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، فقد اعتقل فجر اليوم مدير مكتبها وثلاثة ممن كانوا يعملون فيها.

علاء الريماوي، وهو مدير مكتب الفضائية في الضفة، والصحافيون محمد علوان وقتيبة حمدان وحسني انجاص، اعتقلوا من منازلهم بعد أن نفذ جنود الاحتلال تفتيشاً دقيقاً لمنازلهم، وقرصنوا معدات وحواسيب ومركبتين.

وأكدت زوجة علاء الريماوي، ميمونة الريماوي، لـ"العربي الجديد" أن جيش الاحتلال قام باقتحام منزلهم الكائن في رام الله فجر اليوم، وقام بتفتيشه بدقة لمدة ساعتين، وأضافت: "تم الاقتحام نحو الثانية والنصف فجراً واستمر حتى الخامسة والنصف".

وأسفر الاقتحام عن اعتقال الريماوي، وقرصنة سيارته، وهاتفه النقال وحاسوبه وملابس السلامة المهنية الصحافية التي يمتلكها من خوذة ودرع.

كذلك قالت فاتن علوان، شقيقة محمد علوان، لـ"العربي الجديد": "تم اقتحام منزل محمد الكائن بضاحية "سطح مرحبا" في رام الله، فجر اليوم، ومصادرة جهاز الحاسوب المحمول والهاتف وشرائح الذاكرة، واقتياده إلى جهة غير معلومة".

وتقول علوان :"لدى محمد مكتب للتصوير والمونتاج ويوزع هذه المواد الإعلامية على الفضائيات".

ويعمل علوان، إلى جانب التصوير والمونتاج، محاضراً في جامعة القدس في قسم الصحافة.



إلى ذلك، أفاد رأفت شقيق المصور الصحافي حسني إنجاص لـ"العربي الجديد": "لقد حضرت قوة من جيش الاحتلال إلى بيتنا في خربثا بني حارث غرب مدينة رام الله، الساعة الثالثة فجراً وقامت بتفتيشه بشكل دقيق حتى الخامسة والربع صباحا".

وتابع: "لقد خضع المنزل لتفتيش دقيق أسفر عن مصادرة جهازي كومبيوتر محمول، وكل معدات التصوير الخاصة بشقيقي المصور حسني، وسيارته الخاصة أيضاً".

وفي السياق ذاته داهمت قوات الاحتلال منزل الصحافي قتيبة حمدان في مدينة رام الله وقامت بمصادرة جميع المعدات الصحافية التي تخصه واعتقاله.

وقال والده محمد حمدان: "حضرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المنزل نحو الثانية والنصف صباحا وقاموا بتفتيشه حتى الساعة الخامسة".

وأضاف: "لقد قاموا بمصادرة جميع أجهزة الكومبيوتر المحمول في المنزل وعددها خمسة أجهزة وتعود لأشقاء وشقيقات قتيبة، إلى جانب مصادرة نحو أربع كاميرات تخص قتيبة وما يتعلق به من معدات للتصوير، إضافة لجهاز الهاتف الخاص به".

سلسلة من الاستهدافات التي تعرضت لها فضائية القدس، كان أولها في الثامن عشر من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، عندما أغلق الاحتلال الإسرائيلي ثماني شركات إعلامية في كافة مدن الضفة المحتلة، تُقدم خدمات لعدد من الفضائيات الفلسطينية من بينها فضائية القدس، وذلك بدعوى التحريض.

وفي التاسع من يوليو/حزيران، سلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مكتب فضائية القدس، بمدينة القدس المحتلة، قراراً يقضي بحظر عملها في المدينة والأراضي المحتلة عام 1948، بعد تصنيفها بأنها "قناة إرهابية".


من جهته، قال الصحافي نواف العامر لـ"العربي الجديد" إن الاحتلال الإسرائيلي لا يحتاج مبررات لاستهداف وسائل الإعلام، وفضائية القدس ليست الأولى في الاستهداف والملاحقة والحظر، ولن تكون الأخيرة.

وأشار إلى أن الاحتلال يرى في كل وسيلة إعلامية فلسطينية، مهما كان توجهها، هدفاً له، دون التمييز بين المؤسسات، فهو يستهدف الجغرافيا والتاريخ والرؤية والرأي الفلسطيني الذي يتحدث عن الثوابت ككل.

وأضاف العامر: "عقب قرار ترامب أمعن الاحتلال في استهداف كل ما يمت للقدس بصلة من اسم ومؤسسات وأرض وشخوص".

ولفت إلى أن استهداف الإنسان والمؤسسة والأرض حملة مبرمجة تلغي دور السلطة وفي نفس الوقت تذهب هيبتها أمام المواطن بينما لا تفعل شيئاً في منع الصحافي الإسرائيلي من العمل بحرية في الضفة ومناطق صلاحياتها، بل في قلب مؤسساتها الرسمية.

المساهمون