صحافيو غزة: التغطية مستمرة رغم الاستهداف الإسرائيلي

30 ابريل 2018
أثناء تغطية المسيرات (عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
يواصل الصحافيون والمصورون الفلسطينيون على حد سواء التغطية الإعلامية المهنية لأحداث مسيرات العودة الكبرى التي تشهدها المناطق الشرقية لقطاع غزة للأسبوع الخامس على التوالي، بالرغم من الاستهداف المتكرر لهم إما بالرصاص الحي أو الغازات السامة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ولا تتوقف عملية النقل الصحافي لأحداث "مسيرة العودة" بشكل شبه يومي، في الوقت الذي تبلغ فيه ذروتها كل جمعة، إذ يلاحظ انتشار الطواقم الإعلامية المختلفة داخل أروقة مخيمات العودة على غرار المسعفين والطواقم الطبية.

وتتجمع الطواقم الصحافية على مقربة من الشريط الحدودي الذي يتظاهر بقربه آلاف الغزيين الذين يشاركون في أحداث مسيرات العودة منذ انطلاقها، من خلال نصب كاميراتهم ومعداتهم التي ترصد وتوثق جرائم الاحتلال واستهداف للمتظاهرين السلميين.

ورغم اتخاذ الطواقم الإعلامية التدابير اللازمة كارتداء السترة الواقية وغيرها من معدات السلامة التي تميزهم عن غيرهم، فلم يسلموا كغيرهم من المتواجدين من الاستهداف الإسرائيلي المتكرر، والذي أدى لاستشهاد صحافيين اثنين وإصابة آخرين بجراح متفاوتة.

وبات يوم الجمعة بالنسبة للكثير من عوائل الصحافيين العاملين في القطاع نذير شؤم ومصدر قلق دائم لهم على أرواح أبنائهم وسلامتهم، في ظل تكرار الاحتلال لحوادث إطلاق النار بشكل مباشر عليهم، وتعمد إصاباتهم في مختلف مناطق عملهم.



ويروي مراسل قناة "فلسطين اليوم" أكرم دلول لـ "العربي الجديد" تفاصيل تجربته الميدانية في تغطية أحداث مسيرات العودة بحكم عمله مراسلاً للقناة، وما يراه من صعوبة العمل بحكم تعمد الاحتلال استهداف الطواقم الصحافية.

ويقول دلول إن الصحافي الفلسطيني وتحديداً في القطاع بات أمام خيارين، في ظل تعمد الاحتلال استهدافه الأول، وهو التقاعس عن أداء دوره والقيام بالتغطية الإعلامية الكافية، والثاني هو الاستمرار بها بالرغم من كل الصعوبات وهو ما يجري حالياً.

ويؤكد الصحافي الغزي في حديثه على أن عمليات الاستهداف التي تتعرض لها الطواقم الصحافية والإعلامية المتكررة أضحت تتم بطريقة ممنهجة، وبغطاء من قادة الاحتلال الإسرائيلي العسكريين والسياسيين منهم على حد سواء.

ويستشهد دلول بما جرى مع المصورين الصحافيين ياسر مرتجى وأحمد أبوحسين اللذين استشهدا في استهداف مباشر على يد الاحتلال، بالإضافة إلى إصابة العشرات بجراح متفاوتة بشكل متكرر في الجمع الخمس الماضية لمسيرات العودة.

ويضيف أن يوم الجمعة أصبح يوما مقلقا بالنسبة لعوائل الطواقم الصحافية خشية من تعرض أبنائها لمكروه ما على يد الاحتلال، إذ أصبح العاملون في المجال الصحافي يودعون عوائلهم خشية من ألا يعودوا إليهم مجدداً.



أما المصور الصحافي نضال الوحيدي فيتحدث هو الآخر عن تجربة التغطية الميدانية، في ظل تواصل عمليات الاستهداف من قبل الاحتلال وجنوده المنتشرين قرب الشريط الحدودي الذي يفصل القطاع عن الأراضي المحتلة عام 1948.

ويقول الوحيدي لـ "العربي الجديد" إن تجربة العمل الميداني محفوفة بالمخاطر والقلق من الاستهداف والعيش تحت هاجس الاستهداف في أي لحظة، خاصة بعد تعرض عدد من الصحافيين والمصورين للقنص على يد قوات الاحتلال.

وتعزز هاجس الخوف والقلق من الاستهداف لدى الوحيدي وغيره من الصحافيين، بعد تعرض زملاء مقربين لهم للاستهداف المباشر على يد قناصة الاحتلال، بالرغم من ارتدائهم زيا يميزهم عن باقي المشاركين في المسيرات.

ويشير المصور الغزي إلى أنه من اللحظة الأولى للدخول إلى الميدان يلاحظ فيها عمليات انتهاك حقوق الإنسان، والتي يقف فيها الصحافي عاجزاً لا يستطيع فعل أي شيء باستثناء التقاط الصور، ومحاولة البقاء سليماً من رصاص وقنابل الغاز التي يطلقها الاحتلال.

وفي الأثناء، حمل "منتدى الإعلاميين الفلسطينيين" الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الاستهداف المتعمد للصحافيين والطواقم الصحافية، ما أدى إلى استشهاد اثنين من الصحافيين وإصابة أكثر من 50 آخرين منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من شهر آذار/ مارس الماضي.

ودعا المنتدى في بيان صحافي أصدره المؤسسات الحقوقية والمعنية بالصحافيين في العالم إلى الخروج عن صمتها إزاء ما يتعرض له الصحافيون الفلسطينيون من اعتداءات جراء تعنت الاحتلال، مستنكراً في الوقت ذاته تصاعد الانتهاكات وجرائم الاحتلال بحق الصحافيين.

وأكد أن جرائم الاحتلال ما هي إلا استمرارا لسياسته وتعنته تجاه وسائل الإعلام المختلفة العاملة في الأراضي الفلسطينية، وهو توجه يمثل انتهاكاً صارخاً لمبادئِ القانونِ الدولي تندرج في إطارِ سياسات تكميم الأفواه من خلال منعهم من نقل جرائمه، وتوثيق إرهابه بحق المدنيين الفلسطينيين.
المساهمون