رجال الدين السعوديون على "تويتر"... التحريض أو وقف التغريد؟

03 يوليو 2017
"وول ستريت": وزارة الداخلية استدعت رجال دين وهددتهم (الأناضول)
+ الخط -
لفت رجال دين سعوديون الأنظار على موقع "تويتر"، بعدما توقفوا عن التغريد على الموقع الأزرق، ما طرح تساؤلاتٍ عدة حول أبعاد هذا القرار، وإن كان خاصاً بهم أو فُرض عليهم، خصوصاً أنه جاء في ظل توتر وتضارب في المواقف إزاء ما يحصل في المملكة العربية السعودية، وأبرزها التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، فضلاً عن الأزمة الخليجية والحصار الذي تقوده المملكة على قطر.


قبل أيام، بادر عدد من رجال الدين السعوديين إلى إعلان امتناعهم "المؤقت" عن التغريد، مثل عمر المقبل وداود المقرن وسعود الشريم وغيرهم، ما أثار انتباه الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا القرار الجماعي "توجيهاً بعدم التغريد"، وربطوه بتقرير نشرته صحيفة "الوطن" السعودية أخيراً هاجمت فيه عدداً من الدعاة البارزين لالتزامهم بالصمت ووصمتهم بـ "الإرهاب"، على خلفية الهجوم على دولة قطر.

وفي السياق نفسه، لفت الداعية عادل الكلباني الأنظار، بعدما غرّد "قد يصنف الدعاء لأهلها إرهاباً! #غزة_تحت القصف"، في إشارة إلى الإجراءات السعودية على حرية التعبير عن الرأي. ولاقت تغريدة الكلباني رواجاً واسعاً على "تويتر"، واتهمه البعض بالانتماء إلى جماعة "الإخوان المسلمين" و"التآمر على بلاده"، ثم أضاف في تغريدة لاحقة "الوطن ليس شعاراً تُلبسُه من تشاء وتخلعه عن من تشاء!".


قبل أن يتوقف عن التغريد لأيام ثم يعود قائلاً "عن التغريد كنت سأمتنع، ولكني خشيت أن يقال قد مُنع! وقد قيل!".

وتابع التغريد بعدها بأمور دينية، ثم كتب مقالة في صحيفة "الرياض" السعودية، أمس الأحد، بعنوان "نجاة الشعوب في طاعة حكامها"، ما اعتبره البعض محاولة للتنصل من تغريداته السابقة.



هل فضّل رجال الدين الالتزام بالصمت خوفاً من تبعات تعبيرهم عن آرائهم؟ يبدو السؤال منطقياً نظراً إلى سلوك السلطات السعودية منذ بدء هجومها على دولة قطر، إذ أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أمس الأحد، إلى أن الحكومة السعودية تشن حملة واسعة ضد الأصوات المعارضة والناقدة للسياسات الجديدة، بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد.

وأفادت بأن وزارة الداخلية استدعت رجال دين، وهددتهم بالسجن في حال لم يتوقفوا عن التعبير عن آرائهم في وسائل التواصل الاجتماعي، ذاكرة الداعية بدر العامر الذي توقف عن الكتابة في "تويتر" يوم 14 حزيران/يونيو الماضي إلى أجل غير مسمى. كما أشارت إلى أن المسؤولين العاملين مع بن سلمان يعتمدون على شركة "هاكينغ تيم" الإيطالية لنظم التجسس والاختراق في مراقبة نشاطات المواطنين على مواقع التواصل.

وتجدر الإشارة إلى أن جهات سعوديّة استدعت عدداً من المغردين الذين يدافعون عن قطر ووحدة الصفّ الخليجي، وأجبرتهم على التوقيع على تعهدات رسميّة لعدم تدوين رفضهم لما يحصل من قطيعة للعلاقات الخليجيّة، منذ اختراق موقع وكالة الأنباء الرسمية القطرية "قنا"، وبثّ تصريحات مفبركة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مطلع يونيو/حزيران الماضي.


(العربي الجديد)