بعد تجريد ولي العهد السعودي السابق ووزير الداخلية، محمد بن نايف، من منصبه وتنصيب ابن العاهل السعودي، محمد بن سلمان، كولي للعهد، بات واضحاً أن الإعلام كان عاملاً حاسماً في هذه المعركة الخفية داخل أروقة بيت الحكم السعودي.
واستطاع محمد بن سلمان بفضل ثقله الإعلامي وشبكة العلاقات العامة الضخمة التي يمتلكها أن يسوق لعدد من مشاريعه، وأبرزها الحرب على اليمن ، وخطة 2030، واستهداف تيار "الصحوة الدينية".
وتعتبر قناتا "العربية" و"الحدث" (تابعتان لمجموعة mbc السعودية) واللتان يقع مقرهما في مدينة دبي الإماراتية، أبرز أذرع محمد بن سلمان الإعلامية في المنطقة. حيث نصّب محمد بن سلمان فور تولي والده مقاليد الحكم في السعودية، الإعلامي الشهير ومقدم برنامج "إضاءات"، تركي الدخيل، كرئيس للقناة. ويُذكر أنّ الدخيل ولد لأسرة دينية وتخرج من كلية أصول الدين بجامعة الإمام في الرياض، ثم تحول ليصبح ليبرالياً إصلاحياً ويؤيد ثورات "الربيع العربي" قبل أن يعلن "ندمه على دعم هذه الثورات"، ويؤكد أنها "كانت مؤامرة تستهدف العالم العربي"، بحسب زعمه.
ونتيجة لقرب الدخيل من بن سلمان، وعلاقته الوطيدة أيضاً بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، باتت "العربية" في السنوات الأخيرة أقرب إلى أبوظبي، في خطابها الإعلامي والسياسي.
وكما هي حال "العربية" كذلك هي حال المؤسسة الأم، أي mbc التي تبثّ أيضاً من دبي. إذ كانت الشبكة أبرز من روّج لـ"رؤية عام 2030" ولسياسات المملكة، ونشاطات محمد بن سلمان منذ تسلّمه ولاية ولاية العهد. ولعلّ أبرز وجوه "العربية" وشبكة mbc يبقى الإعلامي السعودي داوود الشريان، الذي استضاف محمد بن سلمان مطلع شهر مايو/أيار الماضي في المقابلة التي اعتبرت الترويج الأكبر لبن سلمان ومشروعه للعام 2030. لكن مواقف الشريان الأخيرة المتماشية مع الموقف السعودي ــ الإماراتي، سبقها تسريب لمحادثة عبر "واتساب" نشرت على مواقع التواصل، ونسبت للشريان، يعبّر فيها عن امتعاضه من شراء أبو ظبي للصحافيين السعوديين، في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى تعلّم الإمارات من تجربة المملكة في شراء الصحافيين، قائلاً: "أبوظبي لا تشتري الصحافيين عبر وزارة الإعلام بل عبر الاستخبارات"، مضيفاً: "وعلى حد علمي ومن بعض المصادر أن أحد الأجهزة، عنده قائمة عن الذين يقبضون من أبوظبي".
وإلى جانب القنوات التلفزيونية التي تنتشر بشكل واسع في العالم العربي، لمحمد بن سلمان سلطة واضحة على مؤسسات ومواقع كثيرة بينها صحيفة "الشرق الأوسط"، و"الحياة" التي شهدت تدهوراً سريعاً في خطابها الإعلامي والصحافي. وسعودياً أيضاً تبرز صحيفة "عكاظ" التي باتت أقرب إلى الصحف الصفراء في خطابها الإعلامي، وتحريضها العلني على قطر، وتهليلها لبن سلمان منذ ما قبل وصوله إلى ولاية العرش. بالإضافة إلى صحيفة "إيلاف" الإلكترونية، وصحيفة "العرب" اللندنية التي تعتبر من أبرز المؤسسات الإعلامية المقربة من أبوظبي، والتي كغيرها من الصحف والمواقع والمؤسسات التابعة للإمارة نفسها، سخّرت كل أقلامها وإمكاناتها لتعبيد الطريق أمام بن سلمان للوصول إلى الحكم.
ولم تكن وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهير موقع "يوتيوب" ببعيدين عن مشهد "العلاقات العامة" التي يُسيّرها فريق الإعلام الخاص بمحمد بن سلمان، خصوصاً أن السخط ضد السياسات النيوليبرالية التي انتهجتها رؤية 2030 قد تزايد بشكل غير مسبوق في هذه الوسائل.
وتقيم مؤسسة محمد بن سلمان الشهيرة بمسك الخيرية، ملتقى نصف سنوي اسمه "مغردون"، يتم فيه جلب عشرات المغردين والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لرؤية 2030، ولاستخدامهم في الترويج لحرب اليمن والحرب الإعلامية على قطر. واستضاف الملتقى في نسخته الأخيرة ابنة الرئيس الأميركي إيفانكا ترامب "كممثّلة عن والدها".
كما أنشأ بن سلمان مؤسسة تسمى "حاضنة الأمير محمد بن سلمان للإعلام الرقمي"، وتستهدف هذه المؤسسة دعم وتمويل شركات الإعلام الرقمي والإلكتروني والسيطرة عليها لتوجيهها بحسب السياسات الرسمية.
ويدير الفريق الإعلامي لمحمد بن سلمان في وسائل التواصل الاجتماعي إعلامي ومستشار في الديوان الملكي اسمه، سعود القحطاني، وقد استطاع الصعود إلى قمة العمل الإعلامي السعودي في غضون سنتين، بفضل علاقته ببن سلمان. واشتهر بأسلوب الترغيب والترهيب الذي يستخدمه مع مشاهير المغردين السعوديين.
ووصف القحطاني من قبل أحد رؤساء تحرير الصحف السعودية، تركي الروقي، بأنه "رجل يسيء استخدام السلطة ويتعسف ويرضي بها ذاتاً غير سوية داخله، وأنه يقوم بدور وزير الإعلام الخفي بالسعودية، وأحياناً مدير المباحث ورئيس الاستخبارات، وأحياناً يقوم بما تقوم به شبكات العلاقات الأجنبية الموجهة ضد الداخل السعودي".
وعُرف القحطاني خلال الحرب الإعلاميّة على دولة قطر بالتحريض الكبير من خلال حسابه الرسمي والموثّق على موقع "تويتر". وكتب القحطاني العديد من التغريدات المسيئة بحقّ قطر، وكان آخرها وسم "يا رب ما يوافق" الذي استخدمه بعد قائمة المطالب من دول الحصار لدولة قطر، والتي تستهدف سيادتها وحريّة الإعلام.
اقــرأ أيضاً
واستطاع محمد بن سلمان بفضل ثقله الإعلامي وشبكة العلاقات العامة الضخمة التي يمتلكها أن يسوق لعدد من مشاريعه، وأبرزها الحرب على اليمن ، وخطة 2030، واستهداف تيار "الصحوة الدينية".
وتعتبر قناتا "العربية" و"الحدث" (تابعتان لمجموعة mbc السعودية) واللتان يقع مقرهما في مدينة دبي الإماراتية، أبرز أذرع محمد بن سلمان الإعلامية في المنطقة. حيث نصّب محمد بن سلمان فور تولي والده مقاليد الحكم في السعودية، الإعلامي الشهير ومقدم برنامج "إضاءات"، تركي الدخيل، كرئيس للقناة. ويُذكر أنّ الدخيل ولد لأسرة دينية وتخرج من كلية أصول الدين بجامعة الإمام في الرياض، ثم تحول ليصبح ليبرالياً إصلاحياً ويؤيد ثورات "الربيع العربي" قبل أن يعلن "ندمه على دعم هذه الثورات"، ويؤكد أنها "كانت مؤامرة تستهدف العالم العربي"، بحسب زعمه.
ونتيجة لقرب الدخيل من بن سلمان، وعلاقته الوطيدة أيضاً بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، باتت "العربية" في السنوات الأخيرة أقرب إلى أبوظبي، في خطابها الإعلامي والسياسي.
وكما هي حال "العربية" كذلك هي حال المؤسسة الأم، أي mbc التي تبثّ أيضاً من دبي. إذ كانت الشبكة أبرز من روّج لـ"رؤية عام 2030" ولسياسات المملكة، ونشاطات محمد بن سلمان منذ تسلّمه ولاية ولاية العهد. ولعلّ أبرز وجوه "العربية" وشبكة mbc يبقى الإعلامي السعودي داوود الشريان، الذي استضاف محمد بن سلمان مطلع شهر مايو/أيار الماضي في المقابلة التي اعتبرت الترويج الأكبر لبن سلمان ومشروعه للعام 2030. لكن مواقف الشريان الأخيرة المتماشية مع الموقف السعودي ــ الإماراتي، سبقها تسريب لمحادثة عبر "واتساب" نشرت على مواقع التواصل، ونسبت للشريان، يعبّر فيها عن امتعاضه من شراء أبو ظبي للصحافيين السعوديين، في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى تعلّم الإمارات من تجربة المملكة في شراء الصحافيين، قائلاً: "أبوظبي لا تشتري الصحافيين عبر وزارة الإعلام بل عبر الاستخبارات"، مضيفاً: "وعلى حد علمي ومن بعض المصادر أن أحد الأجهزة، عنده قائمة عن الذين يقبضون من أبوظبي".
وإلى جانب القنوات التلفزيونية التي تنتشر بشكل واسع في العالم العربي، لمحمد بن سلمان سلطة واضحة على مؤسسات ومواقع كثيرة بينها صحيفة "الشرق الأوسط"، و"الحياة" التي شهدت تدهوراً سريعاً في خطابها الإعلامي والصحافي. وسعودياً أيضاً تبرز صحيفة "عكاظ" التي باتت أقرب إلى الصحف الصفراء في خطابها الإعلامي، وتحريضها العلني على قطر، وتهليلها لبن سلمان منذ ما قبل وصوله إلى ولاية العرش. بالإضافة إلى صحيفة "إيلاف" الإلكترونية، وصحيفة "العرب" اللندنية التي تعتبر من أبرز المؤسسات الإعلامية المقربة من أبوظبي، والتي كغيرها من الصحف والمواقع والمؤسسات التابعة للإمارة نفسها، سخّرت كل أقلامها وإمكاناتها لتعبيد الطريق أمام بن سلمان للوصول إلى الحكم.
ولم تكن وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهير موقع "يوتيوب" ببعيدين عن مشهد "العلاقات العامة" التي يُسيّرها فريق الإعلام الخاص بمحمد بن سلمان، خصوصاً أن السخط ضد السياسات النيوليبرالية التي انتهجتها رؤية 2030 قد تزايد بشكل غير مسبوق في هذه الوسائل.
وتقيم مؤسسة محمد بن سلمان الشهيرة بمسك الخيرية، ملتقى نصف سنوي اسمه "مغردون"، يتم فيه جلب عشرات المغردين والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لرؤية 2030، ولاستخدامهم في الترويج لحرب اليمن والحرب الإعلامية على قطر. واستضاف الملتقى في نسخته الأخيرة ابنة الرئيس الأميركي إيفانكا ترامب "كممثّلة عن والدها".
كما أنشأ بن سلمان مؤسسة تسمى "حاضنة الأمير محمد بن سلمان للإعلام الرقمي"، وتستهدف هذه المؤسسة دعم وتمويل شركات الإعلام الرقمي والإلكتروني والسيطرة عليها لتوجيهها بحسب السياسات الرسمية.
ويدير الفريق الإعلامي لمحمد بن سلمان في وسائل التواصل الاجتماعي إعلامي ومستشار في الديوان الملكي اسمه، سعود القحطاني، وقد استطاع الصعود إلى قمة العمل الإعلامي السعودي في غضون سنتين، بفضل علاقته ببن سلمان. واشتهر بأسلوب الترغيب والترهيب الذي يستخدمه مع مشاهير المغردين السعوديين.
ووصف القحطاني من قبل أحد رؤساء تحرير الصحف السعودية، تركي الروقي، بأنه "رجل يسيء استخدام السلطة ويتعسف ويرضي بها ذاتاً غير سوية داخله، وأنه يقوم بدور وزير الإعلام الخفي بالسعودية، وأحياناً مدير المباحث ورئيس الاستخبارات، وأحياناً يقوم بما تقوم به شبكات العلاقات الأجنبية الموجهة ضد الداخل السعودي".
وعُرف القحطاني خلال الحرب الإعلاميّة على دولة قطر بالتحريض الكبير من خلال حسابه الرسمي والموثّق على موقع "تويتر". وكتب القحطاني العديد من التغريدات المسيئة بحقّ قطر، وكان آخرها وسم "يا رب ما يوافق" الذي استخدمه بعد قائمة المطالب من دول الحصار لدولة قطر، والتي تستهدف سيادتها وحريّة الإعلام.