التحريض الإسرائيلي يهدد بإغلاق مركز قلنديا الإعلامي

15 يونيو 2017
(مركز قلنديا الإعلامي)
+ الخط -
تشن أوساط يمينية يهودية إسرائيلية متطرفة حملة تحريضٍ ضد مركز قلنديا الإعلامي المختص بمتابعة الأحداث في مخيم قلنديا، شمال القدس المحتلة، داعية سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى إغلاقه لنشره إصداراً مكتوباً يستعرض حياة أبرز شهداء المخيم وسيرتهم النضالية.

وقلل عضو مركز قلنديا الإعلامي سليمان عطا الله، في حديث خاص لـ "العربي الجديد"، من هذه الحملة، لكنه لم يستبعد إغلاق الاحتلال للمركز.

وكانت سلطات الاحتلال ووسائل إعلامها حرضت في وقت سابق على العاملين فيه لفضحهم ممارسات جنود الاحتلال خلال اقتحاماتهم للمخيم من حين لآخر.

وقال عطا: "نضجت فكرة مركز قلنديا الإعلامي قبل ما يقارب 3 سنوات، وكان الهدف من إنشائه إظهار ما يتعرض له سكان مخيم قلنديا من انتهاكات واعتقالات شبه يومية على يد قوات الاحتلال، وكان وما زال العمل في المركز بشكل طوعي"، مضيفاً: "لقد تعرض مركز قلنديا الإعلامي لعدة حملات تحريضية، كان آخرها ما تم نشره على لسان أحد زعماء اليمين المتطرف والذي دعا إلى إغلاق مركز قلنديا الإعلامي واصفاً إياه بأنه (رأس الحية)".

وتابع عطا: "نحن كإعلاميين فلسطينيين، عملنا على توثيق الحدث بالخبر والصورة منذ أكثر من سنتين لاقتحامات المخيم والانتهاكات التي يتعرض لها سكان المخيم من تخريب للممتلكات الشخصية وتكسير البيوت أثناء اقتحام قوات الاحتلال، وهذا ما أثار حفيظة المحتل وخصوصاً اليمين الإسرائيلي، حيث أن الأخبار والصور أصبحت تنتشر بسرعة أثناء عملية أي اقتحام للمخيم أو أي عملية اعتقال للشبان".

وفي الآونة الأخيرة كان مخيم قلنديا من المناطق المستهدفة من قبل قوات الاحتلال بشكل مباشر، حيث مارس الاحتلال القتل والاعتقال وزادت انتهاكاته بحق المواطنين الفلسطينيين مثل تكسير البيوت والمحال التجارية والتعدي على الكثير من الممتلكات الشخصية للمواطنين.

كما أن الحملة التحريضية هذه لم تكن الأولى باتجاه المركز الإعلامي، حيث قامت المخابرات الإسرائيلية بإغلاق صفحة "فيسبوك" الخاصة بالمركز أكثر من ثلاثة أسابيع، وتواصل القائمون على المركز مع إدارة فيسبوك لاسترجاعها، وهذا ما يؤكد مدى العنصرية المتبعة من قبل كيان الاحتلال وأحزابه، بحسب ما يقول عطا، مشيراً إلى عمل الطاقم في المجال الإعلامي، وأن المركز سوف يعمل على توثيق جميع الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون وخاصة أبناء المخيم، "وهذا ما باستطاعتنا عمله".

إغلاق المركز غير مستبعد
أما بالنسبة لإغلاق المركز، كما يقول عطا الله، فهو غير مستبعد على هذا المحتل وأبواقه العنصرية، حيث قام الاحتلال بالتعدي على الكثير من مؤسسات مخيم قلنديا في الآونة الأخيرة وكان على رأسها مكتب اللجنة الشعبية، كما داهم العديد من المؤسسات وقام بمصادرة معداتها ومن هذه المؤسسات كان مركز الشباب الاجتماعي وقام الاحتلال بمصادرة معدات الكشافة والكثير من الألبسة الخاصة بأعضاء الفرقة. وهذا العمل غير مستبعد على محتل يدعي أمام العالم الخارجي حرية الرأي والكلمة وهو من الداخل يعمل على إنهاء الفلسطيني بماضيه وحاضره ومستقبله، بحسب عطا.

وأضاف: "في حال قام المحتل باقتحام المركز ومصادرة معداته، سوف يقوم بإعطائنا الروح المعنوية لنعطي أكثر مما كنا نعطيه، كما أننا سنقوم بتوجيه رسالة إعلامية للإعلام المحلي والخارجي وإظهار انتهاكات الاحتلال بحق الصحافيين الفلسطينيين".

لم نتلق أي تحذيرات
وفيما إذا تلقى مركز قلنديا الإعلامي تحذيرات من الاحتلال بإغلاق المركز، قال عطا الله: "لم تصلنا تحذيرات مباشرة من قبل قوات الاحتلال بخصوص عمل المركز سوى المقال الذي نشر على جريدة (إسرائيل اليوم) والمقربة من نتنياهو. إلا أن المخابرات الإسرائيلية قامت بإغلاق الصفحة لأكثر من ثلاث سنوات".


(مركز قلنديا الإعلامي)

حكايات شهداء مخيم قلنديا
لكن ما الذي كان وراء هذه العاصفة من التحريض ضد المركز الإعلامي لقلنديا، يوضح عطا "قبل عام ونصف قمنا بالبدء في عمل كتاب (حكايات شهداء مخيم قلنديا منذ عام 1967-2017)، حيث احتوى الكتاب على قصص أكثر من 70 شهيداً من المخيم، وكانت الفكرة الأساسية من الكتاب هي إظهار حياة الشهيد وإخراجه من خانة الرقم، بحيث أن الكتاب أوضح حياة الشهداء اليومية وأحلامهم على لسان أهلهم وأصدقائهم ومن عايشهم".

هذا العمل أثار حفيظة اليمين المتطرف والذي نادى مراراً وتكراراً على لسان زعمائهم أن الكبار سوف يموتون والصغار سوف ينسون، لكن هذا الكتاب دحض هذه المقولة، فأعاد المركز إنتاج قصص الشهداء للأجيال الحالية والأجيال القادمة، وأظهر مدى الانتهاكات بحق الفلسطينيين، واحتوى الكتاب الكثير من قصص الأطفال الشهداء، والعديد من قصص الشهداء الذين استشهدوا وهم ذاهبون إلى عملهم، أو استشهدوا على عتبات منازلهم أو أسطح منازلهم.
الفلسطيني في حياته اليومية والصحافي خصوصاً مهدد بشكل مباشر ويومي، وإن كان بشكل غير مباشر من قبل قوات الاحتلال وأعوانه، حيث أظهرت سياسة الاحتلال اليمينية والعنصرية مدى الهجمة الشرسة بحق الصحافيين والمنابر الإعلامية، وسجون الاحتلال تشهد الكثير من الأحكام الإدارية (بلا تهمة) بحق الصحافيين الفلسطينيين، وأغلق الاحتلال الكثير من المحطات والإذاعات الفلسطينية بتهمة التحريض.

قائمة موثقة من الشهداء
يشير عطا الله، إلى أن الشهداء الذين شملهم الكتاب، تضمن قائمة الشهداء الرسمية والموثقة لدى اللجنة الشعبية للمخيم، وقال: "توجهنا إلى مؤسسة الشهداء لشمل العدد الكامل. فكان من الشهداء من استشهد وهو مع المنظمة خارج البلاد في الأردن أو في لبنان، ومن استشهد وهو ذاهب إلى عمله في الصباح الباكر وتفاجأ باقتحام الجيش للمخيم، هناك العديد من القصص التي تظهر مدى عنجهية المحتل بحق أبناء الشعب ومدى سهولة القتل عنده".

كما شمل كتاب الشهداء العديد من قصص البطولة، فهناك العديد من قصص الشهداء الأبطال الذين استشهدوا مشتبكين بشكل مباشر مع المحتل، وشهداء آخرون نفذوا عمليات بطولية في الأراضي المحتلة وكان العديد منهم في الهبة الأخيرة "هبة القدس".

ويؤكد عطا أن الرسالة من الكتاب كانت توثيق الرواية الحقيقية للشهداء وإظهار الانتهاكات بحق الشهداء وجثامينهم، حيث كانت بأسلوب مهني وإعلامي بحت، وأن هذا الكتاب "لم يحمل آراءنا الشخصية وتحليلنا للواقع، وإنما عملنا على سرد الرواية والقصة الصحافية على لسان أهالي الشهداء وأشخاص عايشوا الحدث، هذا العمل لم يكن العمل الأول للمركز هناك العديد من الأعمال التي قمنا بنشرها منذ بداية انطلاقة مسيرتنا، كان منها فيلمان يتحدثان عن النكبة الفلسطينية وتهجير الأهالي وأيضاً الحياة اليومية التي يعيشها مخيم قلنديا باعتباره البوابة الشمالية للعاصمة المحتلة".

كما نظم المركز معرضين للصور؛ الأول يتضمن صوراً أرشيفية لحياة اللاجئ الفلسطيني، والمعرض الثاني كان خاصاً لزميلنا الشهيد أحمد جحاجحة، حيث قمنا بطباعة صور تم التقاطها بعدسته الخاصة.



المساهمون