Web's Cafe: "أوبر" مغربي خاص بالمقاهي

07 مايو 2017
في المقهى (العربي الجديد)
+ الخط -
قرّر شباب مغاربة افتتاح مقهى ذكي في مدينة الدار البيضاء أطلقوا عليه اسم Web's Cafe، ويتميز المقهى بخدمات خاصة مصممة على مقاس نجوم ومهووسي الإنترنت إضافة إلى ربط خدماته بتطبيق خاص. ويقول العربي فتاش، صاحب الفكرة والمشرف عليها، إن الفكرة جاءت بعدما انتبه إلى أن بعض المعاملات والخدمات في المغرب لا تزال بطريقتها الكلاسيكية، كما انتبه إلى أن هذه القاعدة تسري على سيارات الأجرة، لكن الأخيرة استطاعت التطوّر باستخدام حلول ذكية لتسهيل استهلاك الخدمة، في إشارة إلى خدمات مثل "أوبر" و"كريم" اللتين تعملان على توفير خدمة التوصيل باستخدام تطبيق خاص ما دفعه للتساؤل "لماذا لا يتم تطبيق نفس القاعدة على المقاهي".

كيف يعمل التطبيق؟
وفق فتاش فالهدف من المشروع هو برمجة نظام يتم تثبيته في المقاهي ليوفّر الوقت والمال والوصول لمنتجات المقهى والخدمات التي يقدمها بطريقة ذكية. وباستخدام التطبيق يستطيع رواد المقهى التسجيل باستخدام البريد الإلكتروني وكلمة سر، ثم الشروع في طلب كوب من القهوة مثلاً أو ما يختارونه من القائمة ليصلهم طلبهم إلى مقعدهم، ثم يمكنهم دفع ما عليهم ببطاقتهم الائتمانية أو بحسابهم على "بايبال" أو مباشرة لصاحب المقهى عند استلام طلبهم. ويقول العربي إن مقهى Web's Cafe هو نسخة تجريبية لهذا النظام الذكي.

وبات التطبيق متاحاً للتحميل في متاجر التطبيقات، ورغم أنه ما زال في المرحلة التجريبية إلا أن المقهى يؤكد أنه يمكنه استخدامه منذ الآن من أجل الاستفادة من مختلف الخدمات. وقال العربي فتاش إن التطبيق سوف يكون متاحاً رسمياً مباشرة بعد شهر رمضان المقبل. وفي سياق حديث عالمي حول الخصوصية، يطمئن العربي فتاش إلى أن بيانات المستخدم سوف تكون محفوظة وفق اتفاقية استخدام يوافق عليها المستخدمون خلال عملية التسجيل، وسوف تتم "الاستعانة بها فقط من أجل التواصل مع المستخدم عبر البريد للتأكد من تفاصيل تقنية خلال عملية الاستفادة من الخدمات".




مقهى في خدمة نجوم الإنترنت والمهتمين به

ويوفّر هذا المقهى الذكي مجموعة من الخدمات الموجهة للجمهور المرتبط بالعالم الإلكتروني، خصوصاً المؤثرين في عالم الإنترنت في المغرب، والمرتبطين بهذا العالم عموماً. إذ يوفّر مساحة مخصصة لعرض المنتجات والأعمال الإبداعية الإلكترونية، ويتلخص هذا المحتوى في عروض الأفلام والفعاليات الثقافية والترفيهية. ويقول فتّاش إن فريق المقهى يركز على تطوير وعرض المنتجات الحرة لدعم أصحابها ومشاركتها. وكأي مقهى آخر يقدم Web's Cafe قائمة من المشروبات والوجبات، والتي يصرّ فريق المقهى على وصفها بأنها لا تدخل ضمن صنف "الأكلات السريعة" كما هو متعارف عليها من حيث الطبيعة وآثارها على الصحة والذوق، بل يصفونها بأنها أقرب إلى طعام البيت المغربي



جهود متواصلة لدعم المحتوى المغربي
وقبل المقهى ظهرت منذ سنوات في المغرب سلسلة فعاليات تهتم بالمهووسين بعالم التكنولوجيا والمبدعين في عالم الإنترنت، ومن أبرز هذه المبادرات مسابقة "ماروك ويب أواردس" التي تم إنشاؤها من قِبل مجموعة شباب مهتمين بالمحتوى في الإنترنت من أجل منح جوائز وألقاب سنوية للمبدعين المغاربة الأكثر تأثيراً وإنجازاً في الإنترنت في المغرب.

وبالبقاء في جو المقاهي، كانت جمعية مغربية تدعى "الفرصة الثانية" قد اختارت منذ سنوات إطلاق تجربة لدعم مواهب الإنترنت أطلقت عليها اسم "مقهى الفرصة الثانية"، وهي عبارة عن تجمّع دوري في شكل ندوات لتبادل المعارف والخبرات بين نجوم وخبراء الإنترنت في المغرب والمتتبعين لهذا المجال. إلا أن التجربة توقفت بعدما حققت النجاح.

هذا ويعرف المغرب حركية مطردة في الفضاء الافتراضي، إذ بات المحتوى يحقق مئات الآلاف من المشاهدات بشكل يومي ويضم أسماء حققت نجاحات كبرى من حيث المتابعين وتوسيع التأثير، بينهم أمين رغيب ومحمد نصيب و"سيمو سدراتي" وغيرهم، بينما أغرى هذا الفضاء أسماء واسعة التأثير، انتقلت إليه قادمة من التلفزيونات الأكثر مشاهدة في المغرب، مثل المذيع الفني عماد النتيفي ومذيعة برامج الطبخ، سميشة الشافعي، ما يجعله فضاءً واعداً بالنسبة لصنّاع المحتوى والجمهور على حد سواء، كما تحوّل الفضاء الإلكتروني إلى منصة تأثير على الرأي العام من خلال حملات لتغيير قرارات أو إقالة مسؤولين أو تدخلهم لحل قضية ما، أسوة بدول عربية أخرى، مع استمرار نقاش حول المحتوى وجودته وسُبُل تطويره.





المساهمون