هل خرج تلفزيون "المستقبل" اللبناني من أزمته؟

21 مايو 2017
تلفزيون المستقبل (Getty)
+ الخط -
بعد الأزمة المالية التي وقع فيها الإعلام اللبناني، والتي استمرت لحوالي 17 شهراً، يبدو أن "تلفزيون المستقبل" اللبناني بدأ ينفض غبار التغيير عنه، بعد أن دخل غرفة الإنعاش لسنوات عدة. فتنفّست الشاشة الزرقاء اصطناعيا عبر برامج ومسلسلات قديمة العهد والمضمون، كما لم يكن قسم الأخبار يُرضي تطلعات المشاهد اللبناني والعربي على حد سواء.
وبعدما تسلل إلى أروقته الملل والإحباط، لمعت شرارة الأمل منذ شهرين، بعد أن قرر القيّمون على القناة تخفيف العبء المالي عنها، عبر صرف عدد كبير من الموظفين وإعطائهم تعويضاتهم التي تراوحت بين 6 و12 شهرا، تصرف على دفعات محددة التاريخ. وخلع "تلفزيون المستقبل" رداءه البالي، وبدأ ينهض بحلة جديدة عبر شبكة برامج متنوعة غنية بالوجوه والمواهب، ستبصر النور بعد شهر رمضان. وذلك كله بهدف ضخ الدم في العروق اليابسة لمحطة بدأت تعاني سكرات الموت.
قسم الأخبار لم ينتظر شبكة القناة الجديدة ليعود إلى المنافسة، فقد لاحظ المشاهدون التغييرات الجذرية التي طرأت على نشرات الأخبار، فبدأت التحقيقات والتقارير الخاصة تأخذ حيزاً كبيراً من النشرة منذ حوالي 10 أيام، بعد شح استمر عدة أشهر.
هذا الأمر تلقفه الناشطون أيضاً، فما إن نشرت القناة منذ أيام تحقيقات حول فضيحة "التلوث في نهر الليطاني" والتي تسببت في 700 حالة سرطان، حتى أطلق الناشطون وسم #ما_بدي_الليطاني_يقتلني والذي أصبح الوسم الأكثر انتشارا لأيام عدة. كما تفرّدت بصور وتقارير عن المأساة التي ضربت منطقة جب جنين عند وفاة 4 أطفال اختناقا بلعبة "الغميضة".
وقد علمت "العربي الجديد" من مصدر مطلع على نقلة القناة النوعية، أن مدراء الأخبار والقيّمون يعملون لإطلاق حلة جديدة لنشرات الأخبار، إذ سيكون هناك فقرات ثابتة لها علاقة بمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، كما ستعرض التقارير الخاصة والتحقيقات بطريقة حديثة، وذلك في إطار "العصرنة"، لمواكبة الواقع الإعلامي المتطور. إلى جانب ذلك، يعمل الفريق التقني على تحسين جودة الصورة ونوعيتها عبر تقنيات متطورة بدؤوا التداول والمناقشة فيها لشرائها.
حلّة جديدة بدأت بإعادة الحياة إلى الشاشة الباهتة، لكن أزمة "المستقبل" لم تحل بشكل نهائي، فموظفو تيار المستقبل لم يتقاضوا إلا راتبا واحدا فقط، منذ أكثر من 18 شهرا، فهل سيشهد إعلام تيار المستقبل نفضة وإعادة هيكلية في القريب العاجل؟ أم ستستمر الأزمة إلى ما بعد الانتخابات النيابية؟ ومن يؤمّن لهؤلاء الزملاء في القناة الزرقاء حقوقهم بعد أشهر طويلة من عدم الحصول على مرتبات أو ضمانات؟

المساهمون