الصحف البريطانية: قلب الديمقراطية تعرض لهجوم

23 مارس 2017
(بهلول سيتينكايا/الأناضول)
+ الخط -
طغت التحليلات على الصحف البريطانيّة بعد هجوم لندن، أمس الأربعاء. وجاءت أغلب عناوين الصحف متشابهة في إطار "إرهاب في وستمنستر"، بينما أعربت أخرى عن مخاوفها من أبعاد الهجوم، وتهديده للديمقراطيّة البريطانيّة.

وقبل ساعات من نشر وكالة "أعماق" تبنّي تنظيم "داعش"، حمّلت الصحف البريطانية، التنظيم، المسؤوليّة، كما اعتبرت أنّ الهجوم نتيجة لخسائره في سورية والعراق.


واعتبر روبرت منديك في صحيفة "ديلي تلغراف"، أنّ الأربعاء كان "اليوم الذي ضرب فيه الإرهاب قلب الديمقراطية البريطانية".

وشرح منديك كيف حصل الهجوم الإرهابي التي كانت الشرطة والأجهزة الأمنية تخشى وقوعه وترجو ألا يحدث، مضيفاً "رجل يتشح بالسواد قاد سيارته بسرعة 50 ميلا في الساعة متعمدا أن يصدم المشاة وقائدي الدراجات. الجثث تناثرت إثر هجومه وتوفيت امرأة بعد أن صدمها بسيارته فسقطت تحت عجلات حافلة. وصدم امرأة أخرى بالقرب من متجر يبيع البطاقات البريدية للسياح، فسقطت على الأرض تنزف الدماء على الرصيف بالقرب من بيغ بن. ثم صدم سيارته، في السياج الحديدي الذي يحيط بقصر ويستمنستر، وصدم شخصين آخرين على الأقل. ثم قفز من السيارة حاملا سكين مطبخ يبلغ طولها نحو 20 سنتيمترا".

وفي نفس سياق التحليل، اعتبرت صحيفة "ذا تايمز" أنّ  قلب الديمقراطية في بريطانيا تعرض لهجوم. وكتبت في مقال تحت عنوان "على جسر وستمنستر" أنّ الهجوم كان بدائياً عبر سيارة وسكين.

وقالت الصحيفة إنّ الهجوم متوقّع بسبب "التغلب على تنظيم الدولة الإسلامية في معاقله في الرقة في سورية والموصل في العراق". وأضافت "في لندن، كما في غيرها من المدن التي تعرضت للإرهاب، ستستمر الحياة، ولكن سيزداد إحساس الناس بالقلق والحذر".


وخصّصت صحيفة "ذا غارديان" صفحةً للمتابعات والتغطيات المباشرة للاعتداء، تضمّنت ردود الفعل السياسية والأمنية ومواقع التواصل الاجتماعي والصحافة العالمية.

وكتب سايمون جينكينز، مقالاً في الصحيفة تحت عنوان "اعتداء وستمنستر مأساة، لكنّه ليس تهديداً للديمقراطيّة". 

وقال جينكينز "نوبة الإرهاب التي تضرب العالم وصلت إلى لندن الأربعاء، تحديداً في مربع وستمنستر. رمزيّة الحدث لا يُمكن تخطيها. الاعتداء على منزل الديمقراطيّة يدفع إلى شعور غريب بالغضب. وفكرة أنّ الناس، ومن ضمنهم الشرطة، يجب أن يموتوا في اعتداء كهذا هي مأساوية للغاية".

وأضاف أنّ على العالم عدم المبالغة في ردّ الفعل بعد الاعتداء، خصوصاً أنّ الذكرى السنوية لاعتداء بروكسل هي هذا الأسبوع.... فالإرهاب عاجز من دون مساعدة الإعلام والتغطية الضخمة والتصريحات التي تصبّ في صالحه. واعتبر أنّ تهديد الديمقراطية لا يقع في زهق الدماء، إنما في ردّ الفعل عليه، تحديداً تلك التي تسيء الحكم وينتج عنها ردود فعلٍ عكسية.

أما صحيفة "ذا صن"، فكتبت تعليقاً اعتبرت فيه أنّ على بريطانيا زيادة عدد قوات الشرطة في جميع أنحاء البلاد. 

وقالت الصحيفة التي خصّصت متابعة مباشرة لحظة بلحظة للأحداث أيضاً "في عقولهم الصغيرة، يظنّ "داعش" و"القاعدة" أنّ الاعتداءات الإرهابيّة ستكسر لندن. لكنّهم مخطئون".

وأضافت "بعيداً عن إزعاجنا، نحن ممتلئون بالفخر والاحترام للبطولة التي ظهرت في وجه الإرهاب: الشرطيون المسلّحون الذين قتلوا الإرهابي بسرعة قبل أن يزهق أرواحاً أخرى".

وتابعت "لا يأخذ الأمر الكثير من التخطيط. أي أخرق يملك سيارة وسكيناً يمكن أن يقتل إذا كان لا يكترث لسلامته الشخصية. الأمر المهم هو تقليص عدد الضحايا. معتدي الأمس اعتقد أن وستمنستر هدف أيقوني لكنّه لم يكن ليختار مكاناً محصناً أكثر. تخيّلوا كم عدد الأرواح التي كانت ستُزهق لو كان الاعتداء في مكانٍ آخر". 

أما في "ذا صن" فجاء، "على بريطانيا الأخذ في عين الاعتبار زيادة ضخمة في عدد قوات الشرطة المسلحة في مختلف أنحاء البلد. لم يبدُ الأمر صحيحاً من قبل، لكنّ العالم تغيّر ومعه التهديد من الاعتداءات الانتحاريّة العشوائيّة". واعتبرت أنّ "الأسلحة لن توقف اعتداءات من يريدون الموت في كلّ الأحوال، لكن يمكنها بالتأكيد تقليص عدد الضحايا ونتائج الاعتداءات وحماية أرواح الكثير من الأبرياء".


في مقال صحيفة "فايننشال تايمز"، تحت عنوان "بعد نيس وبرلين ولندن، المهاجم المنفرد النمط المستقبلي للهجمات" جاء أنّ "شكل الاعتداء أصبح مألوفاً، حيث يستخدم المهاجم سيارة ليحصد بهل أرواحاً وسكيناً ليهاجم الشرطة، فيعيث فسادًا في المدن الأوروبية، ويتصدر بذلك عناوين الصحف ويضع الإرهاب في وسط الأحداث مجددا".

ورأت الصحيفة أنّ "هجوم لندن يعيد إلى الأذهان الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها في كل من برلين وفي نيس"، لافتةً إلى أنّ مثل هذه الهجمات قد تكون نسق الهجمات في المستقبل.

كما أشارت إلى أن الاجراءات الأمنية في المناطق المأهولة التي تحتوي أهدافاً متوقعة عادة ما تكون كافية، ولكن الأماكن العامة مثل الجسور والطرق يصعب تأمينها، معتبرةً أنّه مع تعرض "داعش" للمزيد من الضغط في سورية والعراق، يسعى لإثبات وجوده، بهجمات على المدنيين.


 

دلالات