استثناءات "تويتر" لترامب... حضّ على الإسلاموفوبيا؟

04 ديسمبر 2017
تغريدات الرئيس الأميركي مصدر جدل واسع (جاب آريينز/NurPhoto)
+ الخط -
تُواجه شركة "تويتر" انتقادات عالميّة، واتّهامات بتشجيع خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا، بعد تبريرها تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ المناهضة للإسلام.

ولطالما شكّلت تغريدات ترامب واستخدامه الموقع جدلاً واسعاً، بسبب شكوكٍ بتسريبه معلوماتٍ سريّة على حسابه، واستغلاله المساحة للهجوم على الإعلام، ونشره تصريحات سياسيّة جدليّة، بينها ما اعتُبر إعلان حربٍ على كوريا الشمالية، ودفاعه عن روسيا. وتُشكّل تلك التغريدات أيضاً تحدياً مستمراً لموقع "تويتر" والصحافة الأميركيّة على حدّ سواء. ففي حين عانت الصحافة في بداية عهد ترامب، في تغطية ما ينشره، وأحقيّة اعتباره تصريحاتٍ رسميّة من الرئيس الأميركي، تخبّط موقع "تويتر" في إيجاد آليّة للتعامل مع التغريدات تلك، خصوصاً أنّ ترامب يُعدّ محرّكاً أساسيّاً للموقع الذي يعاني من عدم قدرته على استقطاب مستخدمين جُدد، بالإضافة إلى محاولة التوفيق بين سياسات الموقع، وجعلها "مطّاطةً" على قياس ترامب وإساءاته.

هذا تحديداً ما حصل خلال الأسبوع الماضي، بعدما أعاد ترامب تغريد (ريتويت) تغريدات تتضمّن مقاطع فيديو معادية للمسلمين، نشرتها نائبة رئيس الجمعية اليمينية المتطرفة "بريطانيا أولاً"، جايدة فرانسن، يوم الأربعاء.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أدينت فرانسن بـ"المضايقات الدينية المشددة" بعد أن أساءت لفظياً لامرأة ترتدي الحجاب.

وأعاد ترامب نشر ثلاث من تغريدات فرانسن، وتضمّنت مقطع فيديو لـ"مسلم يضرب فتى ألمانياً"، وهو مقطع يُظهر في الحقيقة طفلين ألمانيين، ولم يكُن المعتدي مسلماً ولا مهاجراً، و"مسلم يحطّم تمثالاً للسيدة العذراء" و"مسلم يرمي طفلاً من السطح"، وهو مقطع من مصر يعود إلى عام 2013.

ولم يعلّق ترامب على التغريدات تلك، بل اكتفى بإعادة تغريدها.

وفي تغريدات لاحقة، استهدف ترامب شبكة "سي إن إن" وتغنّى بعدم حضورها حفلة عيد الميلاد في البيت الأبيض، واصفاً إياها بقناة "الأخبار الكاذبة".

وأحدثت إعادات التغريد تلك غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وحول العالم، لما هدفت إليه من إسلاموفوبية وتحريض.
ودعا المغردون ترامب إلى العدول عن الـ"ريتويت" لأنه يحث على الكراهية ويستهدف فئات من المجتمع الأميركي أيضاً.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تجاوز ترامب، بابا الفاتيكان فرانسيس، ليصبح أكثر قادة العالم متابعة على موقع "تويتر". ويبلغ عدد متابعيه أكثر من 43 مليوناً الآن.

وإثر الجدل ذاك، حاول "تويتر" تبرير إبقاء التغريدات الثلاث وعدم إزالتها، وهي الاستراتيجيّة المعتمدة من قبل الموقع في ما يخصّ كلّ ما له أن يحثّ على الكراهية على الموقع. لكنّ استثناء ترامب من تلك القواعد لم يكُن بجديد هذه المرة، إنّما تبرير "تويتر" نفسه. فقد قالت الشركة إنّها أبقت على التغريدات "لجدواها الإخباريّة"، ما أحدث غضباً واسعاً وإدانات مختلفة في الصحافة، جعلت الرئيس التنفيذي للشركة يتراجع عن التبرير، ليقول إنّ "إبقاء التغريدات ليس خاطئاً، إنما التبرير هو الخاطئ".




وقال "تويتر" في بيان محاولة التراجع عما اعتُبر تبريراً للإسلاموفوبيا والكراهية، إنّ "تلك الفيديوهات مسموحة على الموقع بناءً على قواعد الإعلام الخاصة بنا حالياً". وأكّد دورسي أنّ تويتر "لا يزال يبحث في سياساته الحالية ويحفّز ردود الفعل".

لكن التصريحات تلك ليست جديدة، إذ في سبتمبر/ أيلول الماضي، قال "تويتر" إنّه لم تحجب تغريدة ترامب التي تُهدّد كوريا الشمالية لأنّها "ذات أهميّة إخباريّة". وقال "تويتر" حينها إنّها سيُعدّل توجيهاته العامة حول ما هي العناصر التي تؤدّي إلى حذف التغريدة من الموقع، لإضافة "النظر في الجدوى الإخباريّة" كعنصر أساسي، وذلك في إطار جهوده لجعل قواعده أوضح للمستخدمين.

وقال ترامب في تغريدته حينها "سمعتُ للتو خطاب وزير خارجيّة كوريا الشمالية في الأمم المتحدة. إذا كان يُردّد أفكار "رجل الصاروخ الصغير" فلن تكون هناك لوقت أطول بكثير".
ويُشير ردّ "تويتر" إلى أنّ حساب ترامب لم يخضع لأي رقابة، بخلاف الحسابات الأخرى التي تؤكّد الشركة أنّها يجب أن تتماثل مع سياساتها حول الاستخدام.

ويوسع عنوان "الجدوى الإخبارية" دائرة الجدل حول الموقع، فعليه بعد ذلك تحديد ما هي التغريدات التي ستُعتبر ذات أهميّة إخباريّة ما قد يحتمل تأويلاتٍ عدّة، خصوصاً في حال حثّها على الكراهية.