تركزت مشاكل شركة "تويتر"، في 2017، على مكافحة خطاب الكراهية والعنف والتحرش عبْر منصتها. وأثار سلوك الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على الموقع شكوكاً عدة حول فعاليات إجراءاتها. كما واجهت مشكلة الروبوتات الروسية وتأثيرها على الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى دورها في تكميم الأفواه والتعاون مع السلطات، خاصة في المملكة العربية السعودية.
هذه أبرز الأحداث في 2017:
المغرّد ترامب
النقاش حول اعتبار موقع "تويتر" منصة للتعبير عن الآراء بحرية أو مصدراً لنشر خطاب الكراهية والمضايقات ضد الآخرين، برز واضحاً خلال العام الأول من تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية. ترامب كان فاعلاً على الموقع قبل فوزه بالرئاسة، وحوّل حسابه لاحقاً إلى أداة تروّج لليمين المتطرف وتشن هجمات على المؤسسات الديمقراطية في البلاد.
وفي هذا السياق، عانى الموقع من كيفية التعامل مع سلوك مستخدم يسخّر حسابه في مهاجمة معارضيه السياسيين والصحافيين والمدنيين، من دون نسيان الحرب الكلامية ضد زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون.
من جهة، أوضحت الشركة أن شروط الموقع وسياساته تُطبق على ترامب، كأي مستخدم آخر، ومن جهة أخرى، لا تبدو "تويتر" قادرة على حظر حساب الرئيس الأميركي، وسمحت له باستثناءات عدة على منصتها، مثل التهديد الذي أطلقه ضد كوريا الشمالية، في سبتمبر/أيلول الماضي، منتهكاً سياسة الحض على العنف الخاصة بالموقع. إذ بررت الشركة موقفها حينها بأنها لا تحظر التغريدات ذات "القيمة الإخبارية".
واحتدم الجدل عندما وقفت "تويتر" مكتوفة الأيدي، بعدما أعاد ترامب نشر فيديوهات مناهضة للمسلمين عن المجموعة التابعة لليمين المتطرف البديل "بريتيش فيرست"، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كما اُحرجت الشركة، بعدما حظر أحد موظفيها حساب ترامب على الموقع، في يوم عمله الأخير، ما أثار تساؤلات وشكوكا حول إمكانية إساءة استخدام الأدوات الداخلية.
خطاب الكراهية والتطرّف
بناءً على أحداث عدة متنوعة، أثيرت تساؤلات كبيرة حول عدم قدرة "تويتر" على مكافحة خطاب الكراهية والمضايقات في 2017. وحاولت أخذ مبادرات عدة في هذه المجال، بينها السماح للمستخدمين بفلترة حساباتهم، وتسهيل عملية التبليغ عن الانتهاكات، لكن النتائج كانت متفاوتة.
بعد أحداث تشارلوتسفيل العنيفة، خلال الصيف الماضي، حيث قُتل متظاهر على يد أحد المتطرفين البيض، برز فشل الشركة في الحفاظ على خطاب معتدل على منصتها، علماً أنها حظرت سابقاً حسابات عدد من المتطرفين والمحرضين على العنف، وبينهم ميلا يانوبولوس وتشاك جونسون. وبدأت بعد الاعتداء بسحب إشارة التحقق الزرقاء عن حسابات مستخدمين من اليمين المتطرف.
هذه العوامل كلها دفعت الرئيس التنفيذي، جاك دورسي، إلى وضع قائمة طويلة من الاقتراحات المتعلقة بالسلامة، وشرع بتنفيذها أخيراً. وتضمنت القائمة تحديثات في نظام الإبلاغ عن التحرش وإساءة الاستخدام. كما أعلنت، بداية الشهر الحالي، عن حملة جديدة لمكافحة خطاب الكراهية والعنف، وبالتالي حظرت حسابات عدة، بينها الحسابات التي روجت فيديوهات معادية للمسلمين.
قمع المعارضين
أفادت مجلة "نيوزويك"، الأسبوع الماضي، أن المملكة العربية السعودية تقوم بتكميم أصوات المعارضين على منصات التواصل الاجتماعي، ربما بتواطؤ مع عمالقة القطاع مثل "تويتر" و"يوتيوب" و"فيسبوك"، مستعرضة نماذج حية لناشطين سعوديين اختفت محتوياتهم التي تنتقد سلطات الرياض أو تعرضت حساباتهم لعمليات قرصنة.
كما روّج الموقع لإعلانات فيديو معادية لدولة قطر، في المملكة المتحدة، علماً أنها تعهدت سابقاً بأن تكون أكثر وضوحاً حول مصادر تمويل الإعلانات، خاصة تلك المدعومة بدوافع سياسية، بعد انتقاد السياسيين الأميركيين لفشل "تويتر" في التعامل مع ممارسات التضليل التي تدعمها روسيا.
ويُظهر الموقع، منذ بدء الحصار على دولة قطر، انحيازاً للسعوديّة والإمارات العربية المتحدة عبر عدة خطوات، بينها العمل على أخبارٍ مكثّفة عن الإمارات و"تقدّمها"، إذ يقوم حساب "تويتر مومنتس" (لحظات) العربي، بنشر صور للصحف السعوديّة والأخبار والوسوم التي يُطلقها سعوديّون، كلّ يوم، دوناً عن غيرهم من المغردين في الخليج. كما أنّه لا ينشر الأخبار القطريّة أبداً.
وكان لافتاً السرعة التي تمّ بها توثيق حساب الشيخ عبدالله بن علي على "تويتر" بعد إنشائه من قبل الأذرع الإلكترونيّة السعودية بثماني ساعات، ونشر سلسلة تغريداتٍ تُمجّد الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان، مباشرةً بعد الإعلان عن زيارته للملك سلمان في طنجة، بعد يومين من الإعلان عن زيارته لمحمد بن سلمان وتجيير مسألة الحج له.
وكان "تويتر" قد أقفل حساب قناة "الجزيرة" ثمّ أعاده في السابع عشر من يونيو/حزيران الماضي، وسط حملة دول الحصار التحريضيّة على القناة، ما طرح أسئلةً كبيرة حول الضغط السعودي - الإماراتي على الشركة.
الإنجازات
حققت الشركة إنجازات عدة في 2017، إذ جذبت 4 ملايين مستخدم نشط جديد في الربع الأخير من العام الحالي، ما رفع إجمالي عدد المستخدمين إلى 330 مليون مستخدم.
كما تحسنت خوارزمية الموقع، وبات الحصول على التغريدات الأكثر شعبية أسهل، كما أصبحت تصل إلى عدد أكبر من المغردين. وأعلنت الشركة أن رفع عدد الحروف في التغريدة الواحدة أخيراً إلى 280 حرفاً زاد من التفاعل على الموقع.
وتأمل الشركة مستقبلياً في زيادة استثمارها في مجال الفيديو المباشر، ما يعود عليها بالفائدة المالية ويزيد من عدد مستخدميها.