المسيرات النسائية: الاحتجاج في عصر "فيسبوك"

22 يناير 2017
من مسيرة أمس في واشنطن (باستيان سلابرز/Getty)
+ الخط -

خرجت، أمس السبت، تظاهرات تضم آلاف النساء في مدن عدّة حول العالم، ضد الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب.

وركزت التظاهرات على حقوق المرأة، إذ يعتقد المتظاهرون بأنها ستواجه تهديداً في عهد الإدارة الأميركية الجديدة. ووصل عدد المتظاهرين إلى أكثر من مليون شخص، وضمت عدداً كبيراً من الفنانين والمشاهير. كما ظهر وسم "#WomensMarch" ضمن قائمة الأكثر تداولاً على موقعي "فيسبوك" و"تويتر".

وفي سياق متصل، نشرت الكاتبة في مجلة "وايرد" الأميركية، إيسي لابوسكي، مقالاً بعنوان "المسيرات النسائية تعرّف الاحتجاج في عصر فيسبوك"، معتبرة أن كافة المظاهر خلال الاحتجاجات في مدن أميركية عدة اعتمدت "لغة الإنترنت"، أمس السبت.

وأشارت إلى أن "مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الذي خرجوا إلى شوارع واشنطن، بالإضافة إلى الملايين في المدن الأميركية من نيويورك إلى لوس أنجليس، أتوا بأجنداتهم الخاصة وآمالهم وأحزانهم. جاءوا للدفاع عن حقوق الإنجاب، حقوق التصويت، حق المسكن، حقوق المهاجرين، المساواة العرقية، السيطرة على السلاح، الحرية الدينية، حماية البيئة، وقانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة (أوباماكير)".

ورأت أن هذه الاحتجاجات "واسعة الانتشار ومتنوعة، تماماً مثل المنصة التي ولدت عليها: فيسبوك"، معتبرة الموقع الذي يضمّ أكثر من مليار مستخدم حول العالم "مذهل في حجمه ونوعيته".

كما وصفت "فيسبوك" بـ"ساحة العالم"، أي منصة للوصول والتواصل بين أشخاص من أجناس وأديان وقوميات مختلفة.


وشاركت لابوسكي البداية الأساسية لهذه المسيرات التي تصدرت اهتمامات العالم كله خلال اليومين الماضيين، إذ أنشأت امرأة من هاواي تدعى تيريزا شوك، صفحة على "فيسبوك"، ليلة الانتخابات الرئاسية الأميركية، بعدما "صدمتها النتائج".

ودعت شوك إلى تنظيم مسيرة افتراضية، فتلقت حوالى 10 آلاف إشعار بحلول الصباح، وانضم إلى القضية ناشطون من ذوي الخبرة. وخلال يومين اجتمعت النساء المنظمات في مانهاتن للتخطيط.

وهكذا، أصبح "فيسبوك" مكاناً لمشاركة المواطنين في أنحاء البلاد والتطوع، بالإضافة إلى الإعلان عن مسيرات شقيقة في مدن عدة حول العالم.

ونقلت لابوسكي عن إحدى المستشارات في المسيرة، جينا أرنولد، قولها "كان من الصعب تحقيق مثل هذا النجاح من دون وجود منصة مثل فيسبوك".

وقالت لابوسكي إن "اعتماد مركزية "فيسبوك" في تنظيم هذا الحدث جعل من المسيرة النسائية جامعاً لاهتمامات ليبرالية أوسع".

وختمت بالقول "إذا كانت انتخابات 2016 الرئاسية كشفت عن حجم الانقسام الذي سببته مواقع التواصل الاجتماعي، عبر السماح للمواطنين بالانعزال في فقاعات واقية، فإن مسيرات السبت أكدّت هذا الانقسام بين الشعب الأميركي".

(العربي الجديد)