جدل حول صورة برلماني سوري سابق يبيع السحلب

28 سبتمبر 2016
العيب لمن يعيش على مأساة شعبه(العربي الجديد)
+ الخط -
تناقل سوريون، أمس، على صفحات التواصل الاجتماعي، خبر تحول رجل الأعمال وعضو "مجلس الشعب السوري" سابقاً، والمعارض لنظام الأسد، محمد مأمون الحمصي، إلى بائع جوال للقهوة والحليب والحلوى، على أحد أرصفة مدينة فانكوفر الكندية، بين متعاطف وشامت، لما آلت إليه أوضاعه.

ونشرت "قناة سورية اليوم" الموالية للنظام منشوراً قالت فيه: "عضو مجلس الشعب السابق المعارض مأمون الحمصي..هاهو بأحد شوارع كندا يبيع القهوه ...الشغل ليس عاراً، ولكن نقول أين كنت وأين أصبحت! ولكن أمثالك لا يستحقون نعمة الله عليهم ...هذه نتائج حريتكم...والسؤال أين ملك السعودية الذي دعم ثورتكم؟ لماذا لم تذهب لبلاد المسلمين ولجأت للغرب الكافر؟"، لتعلق على الخبر "لوريس حداد": إن بيع قهوة ما حلوة ﻻزم يشتغل زبال وكتير عليه".

من جانبها نشرت صفحة تحت اسم "شبيحة الفرقة الرابعة"، وهي الفرقة التي يقودها ماهر شقيق بشار الأسد، صور الحمصي وهو يبيع القهوة، معلقة عليها "الصورة للعميل مأمون الحمصي..بات يملك بسطة بيع قهوة في كندا . هذا مصير العملاء على مر التاريخ".

ولاقت صور الحمصي إلى جانب طفله وهما يقفان لبيع القهوة، تعاطفاً كبيراً من الناشطين المعارضين، معتبرين أن العمل قيمة مقدسة، ولا عيب فيه طالما أن طريقة الكسب شريفة.

وكتب المحامي والناشط الحقوقي المعارض، ميشال شماس، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "ليس عيباً أن يكسب الإنسان عيشه بكده وعرق جبينه حتى ولو كان نائباً سابقاً في البرلمان السوري كحال السيد محمد مأمون الحمصي".

وتابع شماس في منشوره: "العيب هو في من استرق النظر إليه وهو يكد ويجتهد ليعيش بكرامة، والعيب في من صوره خلسة ورغماً عنه بقصد الإساءة إليه، العيب في من يصمت على من يعتاش على قتل الناس ويصمت على من يعتاش على السرقة والتعفيش، ويعيش على مأساة شعبه. والعيب في من يتاجر بدماء السوريين وآلامهم في المؤتمرات والندوات وعلى الفضائيات".




ومع أن غالبية المعارضين للنظام، متفقون على نقد خطاب "الحمصي"، ووصفه بـ"المتشنج والطائفي"، إلا أن تناوله اليوم بهذه الصورة، أثار تعاطفاً كبيراً معه، فكتب الصحافي السوري يعقوب قدوري، على صفحته في "فيسبوك"، "لست من المعجبين بخطاب النائب السابق والمعارض مأمون الحمصي، لكن أن يشهر به بهذه الطريقة وتتم السخرية والشماتة بما آلت إليه ظروفه المالية كحال ملايين السوريين لهو قمة السقاطة. كلنا معرضون لمثل هذه الظروف سواء كنا معارضين أم موالين، بما في ذلك الشبيحة الذين سيأتي يوم ويغلق باب ترزقهم من القتل والتعفيش. هذا الرجل بعمله هذا أشرف بألف مرة من كبيركم الذي علمكم السقاطة".

بدوره، رد الحمصي على ما نشر عنه شارحاً بالتفصيل ما حدث معه، وكيف قامت إحدى "المواليات" للنظام بتصويره، على الرغم من رجائه وابنه لها بعدم التصوير، وكيف وجد عقب ساعات أنها منتشرة، قائلاً "سنوات طوال سخرتم أبواقكم النجسة، أنني جمعت أموالاً طائلة وثروات كبيرة من دماء الشعب السوري الحبيب واليوم تنطلق أبواقكم لتشمت وتشهر بأنني أبيع في شوارع كندا الحليب والقهوة، وكل هذا هو نتيجة حتمية لوحوش بلا إنسانية وبلا شرف".

وأضاف "يا أحرار سورية الحبيبة، يا أنبل بني البشر يا شامنا الحبيب، أحمد الله عزوجل أنني ثابت على مبادئي الوطنية المرصعة بإيمان بفضل الله عزوجل، ولم أتاجر بدماء وعذابات شعبنا الحبيب بكل أطيافه ومكوناته المنكوبة، وبإذن الله سأبقى على العهد مدى الحياة، وبكل فخر واعتزاز"، موقعاً ما كتب بـ"بائع الحليب السحلب الشامي والقهوة العربية في شوارع كندا محمد مأمون الحمصي أبو ياسين".



المساهمون